قال الكاتب والروائي بيتر مانسو ان الحديث عن غزو اسلامي للولايات المتحدة ذات الأغلبية المسيحية لا أساس له في الواقع لأن المسلمين وصلوا الى اميركا قبل تأسيس الولايات المتحدة، وليس قلة منهم بل آلاف.&

&
تشهد الولايات المتحدة انبعاث مشاعر العداء للمسلمين الاميركيين من جديد. &وتبدى هذا العداء مؤخرا بأشكال مختلفة. &إذ اضطر الإمام مجاهد بخش الى الغاء حضوره في مهرجان روديو للسيطرة على الخيول والأبقار الجامحة من أجل مباركة المتسابقين بعد ردود الافعال التي اثارتها صلواته والدعاء بسلامة المتسابقين قبل ايام على انطلاق المسابقة. &
وفي مدينة اوستن عاصمة ولاية تكساس أسكت محتجون خطباء مسلمين أمام مبنى كونغرس الولاية بدعوى ان تكساس ملك المسيحيين وحدهم. &وفي ولاية نورث كارولاينا صُرف النظر عن رفع الأذان في جامعة ديوك بعد تلقي تهديدات بالعنف. &
&
في هذه الأثناء أعلن حاكم ولاية لوزيانا الجمهوري بوبي جندال انه إذا كان المسلمون الاميركيون "يريدون ممارسة ثقافتهم وقيمهم فان هذا ليس هجرة بل غزو في الحقيقة". &
&
ليس دين مهاجرين
ورد الكاتب والروائي بيتر مانسو على حاكم ولاية لوزيانا قائلا ان الحديث عن غزو اسلامي للولايات المتحدة ذات الأغلبية المسيحية لا أساس له في الواقع لأن المسلمين وصلوا الى اميركا قبل تأسيس الولايات المتحدة ، وليس قلة منهم بل آلاف.&
&
واضاف مانسو في صحيفة نيويورك تايمز ان وجود المسلمين في اميركا لاقى تجاهلا "لأنهم لم يكونوا احرارا لممارسة ديانتهم بل لم يكونوا هم أنفسهم احرارا وبالتالي كانوا غير قادرين على ترك سجلات عن معتقداتهم ولكنهم تركوا ما يكفي للتأكيد ان الاسلام في اميركا ليس دين مهاجرين جعل نفسه معروفا في عهد قريب بل هو تقليد راسخ الجذور هنا رغم كونه من أشد الأديان تعرضاً للقمع في تاريخ الولايات المتحدة". &
&
واشار مانسو الى ان الأمواج رمت عبدا مغربيا مع عصبة من المستكشفين الاسبان على شواطئ الولايات المتحدة بعد تحطم سفينتهم عام 1527. &وان مدينة آزيمور بولاية تكساس حيث نشأ هذا العبد كانت معقلا للمسلمين ضد غزو الاوروبيين الى ان سقطت في شبابه. &وأُعطي المغربي اسماً مسيحياً هو ايستيفانيكو بعد استعباده ولكنه استطاع الافلات من آسريه المسيحيين وطاف بمفرده في جنوب غرب الولايات المتحدة. &
&
وبعد 200 عام حرص ملاك المزارع الكبيرة في لوزيانا على اضافة مسلمين عبيد &الى عمالهم لتوظيف خبراتهم في زراعة النيلة والرز. &وقال الكاتب مانسو ان باحثين لاحظوا وجود اسماء وكنيات اسلامية في سجلات هذه المستوطنات وشهادات الوفاة. &
&
أشهر مسلم
وتابع مانسو قائلا ان أشهر مسلم مر بميناء نيو اورلينز هو عبد الرحمن ابراهيم بن سوري الذي كان اميرا في بلده واثارت محنته اهتماماً واسعاً بين الاميركيين. &ولاحظت احدى الصحف في حينه ان ابن سوري قرأ الكتاب المقدس وأُعجب بتعاليمه ولكنه اضاف ان اعتراضه الرئيسي هو ان المسيحيين لا يتبعون تعاليم نبيهم. &
&
ومن بين المسلمين المستعبدين في نورث كارولاينا الواعظ عمر بن سعيد. وكان ابن سعيد هرب من سيده الذي وصفه بالكافر لقسوته مع عبيده ولكن القي القبض عليه مجددا في عام 1810. &وعُرف بكتابته نصوصاً عربية على جدران زنزانته. &وكتب قصة حياته في عام 1831 واصفا فيها كيف انه أحب قراءة القرآن يوم كان حرا ولكن اسياده أدخلوه الديانة المسيحية حين كان عبدا. &
&
وأكد الكاتب مانسو ان الاسلام في اميركا ذاك الزمان ليس اسلام افراد مبعثرين بل يُقدر ان 20 في المئة من الأفارقة الذين استُعبدوا كان مسلمين وحاول كثيرون اعادة بناء المجتمعات التي عاشوا فيها احرارا في اوطانهم. &وفي ولاية جورجيا كان المسلمون في احدى المزارع المعزولة يسترشدون بتعاليم رجل دين كتب مخطوطة عن الشريعة الاسلامية حفاظاً على التقليد. &
&
ولاحظ الكاتب مانسو قائلا "ان الاسلام جزء من تاريخنا المشترك ، وهو عقيدة قوية لم يؤمن بها العبيد فحسب بل عقيدة المهاجرين العرب في اواخر القرن التاسع عشر ، وعقيدة الكثير من الاميركيين السود الذين اتخذوها ديناً لهم في القرن العشرين. &وعلى امتداد أجيال انتشر المؤمنون بها في بلد يتقلب من الوعود بالحرية الدينية الى احداث تفضح كذب هذه الوعود". &
&
واختتم مانسو مقاله في صحيفة نيويورك تايمز قائلا "ان الاسلام بمعنى من المعاني اميركي مثلما ان لعبة الروديو للسيطرة على الخيول والأبقار الجامحة هواية اميركية. &وشاء المحتجون في تكساس وغيرها أو أبوا فان من المحتم ان يربي بعض المسلمين اطفالهم ليكونوا رعاة بقر. &ولعل بعض رعاة البقر سيكبرون ليكونوا مسلمين ايضا".&
&
&