دانت بريطانيا تصريحات الرئيس السوري بشّار الأسد، وقالت إنه "يعيش في وهم"، بينما وصفت تقارير تلك التصريحات بأنها "أكاذيب مجرم حرب".


نصر المجالي: في أول تعليق للحكومة البريطانية على تصريحات الرئيس السوري بشّار الأسد لـ(بي بي سي)، دان وزير الخارجية، فيلب هاموند، كلام الأسد بشأن البراميل المتفجرة، ودعا لعملية انتقال سياسية في سوريا.

وقال هاموند: "يبدو أن الأسد يعيش في وهم حين يقول بأن جيشه لا يقتل مئات المدنيين الأبرياء باستخدام البراميل المتفجرة. لقد شن نظامه حملة وحشية ضد الشعب السوري باستخدام أسلحة بدائية أثرها عشوائي، ومنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للأرواح".

واضاف وزير الخارجية البريطانية قائلاً إن قوات الأسد تعمدت القتل والتعذيب والاغتصاب المنهجي، وزجت بالسوريين في السجون. وأكد هاموند: "ليس هناك من شك بأن الأسد هو المشكلة؛ إنه ليس جزءًا من الحل. وموقف بريطانيا لم يتغيّر: إننا لا نحاور الأسد، بل لا بد من وجود عملية انتقال سياسية لمستقبل لا يكون للأسد دور فيه".

جزء من المشكلة

وإلى ذلك، قالت تقارير صحفية بريطانية إن الرئيس السوري بشار الأسد كان دائماً جزءاً من المشكلة في سوريا وليس الحل.

وغداة مقابلة مطولة للرئيس السوري مع (بي بي سي) أفردت صحف لندنية، الأربعاء، الكثير من التحليلات والافتتاحيات التي فندت تصريحات الاسد ورأيه في الاوضاع التي آلت اليها بلاده مع دخول الحرب التي تعصف بالبلاد عامها الرابع.

وقالت إحدى الافتتاحيات، حسب عرض لموقغ (بي بي سي العربي) إن الصورة التي رسمها له الرئيس السوري بشار الاسد يجب "ألا تصرف انتباهنا عن أكاذيب مجرم حرب".

وقالت صحيفة (الغارديان) إن بشار الاسد لم يأتِ بالجديد خلال المقابلة حول رأيه بالوضع المأساوي في بلاده أو في المنطقة إلا أنها أظهرته كرجل ساخر وواثق من نفسه الى حد كبير.

حرب أهلية

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة التي تعصف بسوريا ستدخل عامها الرابع، مضيفة أنها بدأت بمظاهرات سلمية ضخمة ضد بشار الاسد إلا أنها ما لبثت أن انزلقت الى حرب اهلية بعدما بدأ النظام السوري باستخدام القناصين والدبابات ضد الجماهير المتظاهرة.

وأشارت (الغارديان) إلى أن هذه الحرب أودت بحياة أكثر 210 الف شخص، وتسببت بتحويل 3 ملايين سوري الى لاجئين في الدول المجاورة، كما اضطر ثلث عدد سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة الى النزوح من منازلهم في محاولة للحفاظ على حياتهم.

وقالت إن الاسد لم يعبر عن تعاطفه تجاه شعبه الذي يقتل بشكل اجرامي على يد جيشه، الذي دمر مدناً بأكملها كمدينة حلب التي تحولت الى ركام، مشيرة الى أن الآلاف، بل عشرات الآلاف من السوريين اعتقلوا وعذبوا حتى الموت احياناً في معتقلات الأسد.

ورأت الصحيفة أن الأسد قائد يشعر أو يريد أن يشعر بأنه قادر على مناقشة القضايا السياسية الاقليمية كأي رئيس اقليمي.

ومن جانبها، قالت صحيفة (ديلي تلغراف) إن المقابلة التي اجراها الرئيس السوري بشار الاسد مع (بي بي سي) ما هي إلا تذكير بحقيقة فشل السياسات الغربية، فالأسد ما زال يتربع على كرسي الرئاسة وليست هناك أية اشارة الى اقصائه عن سدة الحكم اليوم.

أمر فاضح

وأوضحت في افتتاحية تحت عنوان (الأسد عدو تنظيم الدولة الاسلامية ، إلا أنه ليس حليف الغرب) أن رفص الرئيس السوري تحمل أي مسؤولية عن دوره في تدهور الاوضاع في سوريا أوالاعتراف بالدور المروع الذي يقوم به جيشه، هو "اهانة لأجهزة استخباراتنا"، كما أن نفي استخدام جيشه للبراميل المتفجرة ضد المدنيين أمر "فاضح".

ونبهت (التلغراف) أن الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون طالما شددا أن الاسد لن يكون أبداً جزءاً من مستقبل سوريا، إلا أن الاسد ذكر مشاهدي بي بي سي أن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق فجأة، وضع الغرب والرئيس بشار الاسد في كفة واحدة في مواجهة هذا العدو المشترك.

وأشارت إلى أن الانهيار البطيء للاقتصاد السوري سيعمل على انهيار نظام الاسد قريباً، أما الآن من أجل إنهاء المعاناة في سوريا ، فإنه يجب النظر بحلول جديدة يمكن أن تكون بصورة تسوية سياسية.

وختمت بالقول إن مراسل شؤون الشرق الاوسط في (بي بي سي) جيرمي بوين، كشف أن موافقة الاسد على إجراء مقابلة معه، تعد دليلاً على انه يشعر بثقة كبيرة شبيهة بتلك التي شعر بها إبان نشوب الحرب الاهلية في البلاد.