حملت الولايات المتحدة تنظيم (داعش) المسؤولية الكاملة لمقتل الرهينة&عاملة الإغاثة كايلا جين مولر، وكشفت عن وجود رهائن أميركيين آخرين لدى التنظيم.


نصر المجالي: قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن داعش، وداعش وحده، هو السبب وراء رحيل كايلا، "وشأننا شأن أصدقائنا في الأردن، فإن عزيمتنا لم تتزعزع لإلحاق الهزيمة بهذه الإهانة الحقيرة والمزرية التي لا يمكن وصفها للعالم المتحضر".

وكان تنظيم (داعش) قال في الأسبوع الماضي إنها توفيت في غارة جوية أردنية، دون تقديم إثبات، وسارع الأردن على لسان الناطق الرسمي وزير الدولة للإعلام محمد المومني الى تفنيد مزاعم (داعش). وأكد كيري عزم الولايات المتحدة على دحر الإرهابيين الذين تشكل أعمالهم من قتل النساء وقتل الأطفال وإحراق الناس أحياء إهانة للديانة التي يزعمون- زورًا - أنهم يمثلونها.

وأضاف أن كل الأميركيين ينعون فقدان كايلا مولر الشابة الأميركية الحنونة التي كانت تجسّد كل الخير في روح الإنسان.

خُطفت في حلب

وعملت مولر مع عدد من المنظمات الإنسانية في الولايات المتحدة وخارجها، وقد اختطفت مولر في حلب العام 2013. وكانت سافرت إلى الحدود التركية السورية للعمل مع اللاجئين السوريين، وقالت في رسالة وجهتها إلى أسرتها العام 2014 إنها تعامل "بمنتهى الإحترام".

وتابع وزير الخارجية الأميركي في بيانه عن مقتل مول: ولا توجد كلمات نعبر بها لوالدي كايلا، مارشا وكارل، عن مدى أسفنا لخسارتهما الفادحة، وكم تمنى العديد من الناس وسعَوْا من أجل التوصل إلى نتيجة أفضل، كما لا توجد كلمات نستطيع أن نعبر بها عمّا يثيره من ذهول المثل الذي ضربوه بقوتهم وإصرارهم وإخلاصهم للدين والعائلة. فبالنسبة لهما ولشقيق كايلا، إريك وأسرته، آمل أن يعلموا أن بلدنا كله يتأسى لفقدانها مع كل الذين أثّرت كايلا في حياتهم.

وكان تأكد مقتل مولر بعد إتصال خاص أجراه بأسرتها خاطفوها من تنظيم "داعش"، وأكدت أجهزة الإستخبارات الأميركية صحة الإتصال. وقال كيري: وقد علمت الكثير عن كايلا مول عبر الروايات التي جرى تناقلها عنها خلال هذه الفترة العصيبة. وهي كانت شخصًا يتمنى أي منّا أن يعرفها كأخت أو صديقة أو زميلة، واضعة نصب عينيها مهمة واحدة في الحياة منذ البداية.

وأشار الى ان الرهينة القتيلة كانت مهمتها مساعدة الناس في الهند، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية، والمرضى في عيادة لعلاج الإيدز وفيروس (إتش آي في)، وفي مأوى للنساء في ولايتها أريزونا، ومؤخرًا مساعدة اللاجئين السوريين في تركيا.

عنف

ونبه وزير الخارجية الأميركي إلى أنه في حين استغل تنظيم داعش الأزمة في سوريا للحكم عن طريق العنف وذبح الأبرياء، فقد حركت المأساة الإنسانية مشاعر كايلا مولر لعمل ما هو عكس ذلك.

وقال كيري: "لقد كانت تعانق الأطفال الذين فقدوا ذويهم كما كانت تقوم بمواساة المرضى والجرحى ومنح الناس الأمل حتى في الوقت الذي كانوا يشاهدون عالمهم يتهاوى حولهم. إن إحساس كايلا بالقيم، وإنسانيتها، وسخاءَها، ومثاليتها- هو الذي سيدوم، وسيدوم زمنًا طويلاً بعد القضاء على همجية داعش".

من جانبه، قال الأدميرال جون كيربي الناطق بإسم البنتاغون إن المسؤولين الأميركيين لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة التي قتلت بها كايلا مولر. ولكنه أضاف "ينبغي ألا ننسى بأيدي من قتلت هذه الإمرأة، ولا ينبغي لنا أن ننسى من هو المسؤول الأول عن مقتلها".

رهينة أخرى

وإلى ذلك، أفاد البيت الأبيض، الثلاثاء، بوجود رهينة أميركية أخرى على الأقل محتجزة في سوريا. وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الإدلاء بأي معلومات أخرى. وقال إيرنست: "تحاشينا التطرق لحالات المحتجزين الأميركيين كل واحدة على حدة، ولكننا على علم بأن هناك رهائن أخرى في المنطقة"، وأضاف إيرنست أنه ليس من مصلحة الرهائن الحديث عنها للعموم.