صدرت دعوات في عواصم عربية وغربية إلى فتح تحقيق شامل بعد مقتل عائلة مسلمة رميًا بالرصاص في الولايات المتحدة، وأثار الحادث مخاوف بعدما قتلوا بجريمة تنمّ عن (الكراهية).


نصر المجالي: قالت مصادر الشرطة الأميركية، التي اعتقلت الجاني غريغ هيكس، وسلم نفسه بهدوء للشرطة وتمت إدانته مساء الأربعاء، إن القتلى، وهم ثلاثة طلبة أصيبوا بطلقات نارية مباشرة في الرأس، في حي هادئ في أحد المجمعات السكنية الخاصة في شمالي كارولينا في الولايات المتحدة.

ولم توضح الشرطة إن كانت للمشتبه فيه دوافع معينة أم لا، لكن تكهنات أشارت إلى أن الجريمة قد تكون لها علاقة بديانة القتلى. وقالت الشرطة إن ضحايا عملية القتل هم الزوج ضياء شادي بركات، البالغ من العمر 23 عامًا وزوجته، يسر محمد أبو صالحة، البالغة من العمر 21 عامًا، وأختها رزان محمد أبو صالحة، البالغة من العمر 19 عامًا.

وأكدت الشرطة في بيان لها وجود مشاكل مسبقة بشأن صف السيارات في المرآب، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة إن كان الدافع وراء الاعتداء نابعاً من "الكراهية".
وكان هيكس نشر على حسابه على موقع فايسبوك عبارة "ملحدون من أجل المساواة"، وكان ينشر باستمرار اقتباسات تنتقد الدين، كما نشر صورة مسدس من عيار 38 ملليمترًا على صفحته، قائلاً إنه "محشو وخاص به".

مواقع تواصل اجتماعي
جذبت الجريمة في شكل غير مسبوق وسائل التواصل الاجتماعي الغربية والعربية المهتمة بالحادث، وتم تداولها بكثافة تحت وسم "إطلاق النار في شابل هيل ـ ChapelHillShooting"، ليتصدر بذلك قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولًا على مستوى العالم، إذ ظهر في أكثر من 300 ألف تغريدة، ليس فقط في أميركا، بل في بريطانيا ومصر والسعودية والعديد من الدول في الشرق الأوسط.

كما تفاعل نشطاء عرب على موقع تويتر مع الحادثة، وأطلقوا بدورهم "هاشتاغاً" بعنوان "#مجزرة_شابيل_هل"، لتصل بذلك عدد التغريدات إلى 13 ألف تغريدة، وأرفقوه بصور للضحايا الثلاث.

ليس الدين
إلى ذلك، قالت زوجة المشتبه في قتل الطلاب الثلاثة إن "الدافع وراء ارتكاب هذا الاعتداء هو خلاف حول أولوية ركن السيارات، وليس الدين". وأضافت كارين هيكس أنها "أصيبت بالصدمة عندما سمعت بخبر الاعتداء"، مشيرة الى أن "زوجها غيريغ لطالما كان على خلاف مع الجيران على اختلاف دياناتهم".

من جانبها، أكدت عائلة الضحايا أن "الدافع وراء الاعتداء في شابل هيل هو الكراهية". وقال محمد أبو صالحة والد الأختين إن "هيكس أعدمهم"، مضيفًا "كان هذا الرجل يضايق ابنتي وزوجها، حدث ذلك الأمر مرات عدة، وكان يتحدث إليهما والمسدس على خاصرته".

وأوضح أبو صالحة في تصريحات لصحيفة (نيوز أوبزوفر): "لم يكونا مرتاحين له، إلا أنهما لم يعرفا أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل". وعلى صعيد متصل، قال محامي المشتبه فيه إن "عملية إطلاق النار لا علاقة لها البتة بالمعتقدات الدينية، بل بسبب خلاف على أماكن ركن السيارات". وأضاف أن "المشكلة الحقيقية تكمن في عدم توافر العلاج النفسي وليس الإرهاب".

&