&
&
ينقل الإيرانيون مقاتلين مرتزقة شيعة من العراق وأفغانستان إلى سوريا، ويدفعونهم للقتال على الجبهات الجنوبية، تحت قيادة حزب الله، الذي يريد أن يعيد الجنوب إلى نظام الأسد، في معركة ستكون طويلة وقاسية.

بيروت: لم يعد التورط الإيراني في سوريا خفيًا أو مبطنًا، خصوصًا بعد اعتراف اطراف في النظام به، وظهر ذلك في معركة الجنوب السوري المحتدمة، على الحدود السورية الاسرائيلية. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن أحمد رمضان، عضو الائتلاف الوطني السوري، تأكيده وجود جسر جوي إيراني لنقل مرتزقة شيعة من العراق وأفغانستان إلى سوريا، لمساندة القوات النظامية السورية، مؤكداً احتجاز جندي إيراني لدى قوات المعارضة في درعا، قُبض عليه أثناء المعارك.
&
واحد إلى أربعة
قال رمضان لـ"الشرق الأوسط": "نملك معلومات ذات مصداقية عالية بأن الإيرانيين أنجزوا جسرًا جويًا، بمعدل 4 طلعات يومية، ينقل المقاتلين الشيعة ومعظمهم من الأفغان والعراقيين عن طريق بغداد إلى اللاذقية ليتلقوا تدريبات عبر الحرس الثوري، قبل الدفع بهم إلى المعركة في ريف درعا، واللواء المشكل من هؤلاء العناصر يدعى لواء الفاطميين، وينتشر في الجبهة الجنوبية وريف دمشق وريف حلب، وعدد المقاتلين الأجانب في ريف حلب وصل إلى 80 بالمئة من عدد المقاتلين المؤيدين للنظام، أي أن كل مقاتل سوري يقابله أربعة مقاتلين من الشيعة الأجانب".
أضاف رمضان: "ثمة توجه لدى الائتلاف لتوجيه رسالة إلى الحكومة الأفغانية لحثها على التدخل لوقف تدفق مقاتلين&شيعة من&&منطقة الهزارة في أفغانستان، والتدخل لعدم السماح لطهران باستخدام مقاتلين أفغان يُرمى بهم في أتون المعركة في جنوب سوريا".
&
أسرى وقتلى
أكد ناشطون سوريون الخميس أن سوء الأحوال الجوية في سوريا خفف من ضراوة معركة الجنوب السوري، التي يقودها حزب الله بغطاء جوي وناري من قوات النظام السوري، ومشاركة فعلية من عناصر إيرانية في المعركة، التي أقرّت دمشق بأنها تجري بالتعاون مع محور المقاومة.
وتداول الناشطون صورة لمقاتل إيراني مُحتجز لدى فصيل "جبهة الشام الموحدة" في الجبهة الجنوبية، وقالوا إنه أحد أسرى المعارك في الجبهة الجنوبية.
وأكد رمضان وجود أربعة إيرانيين محتجزين لدى الجيش السوري الحر في درعا، ووجود عدد كبير من القتلى الأفغان في دير العدس والقرى المجاورة، "وهؤلاء المرتزقة وصل بعضهم منذ فترة قريبة ولم يخضعوا للتدريب، ما يشير إلى أن الجانب الإيراني يريد الدفع بالمرتزقة للحفاظ على عناصر النظام ومقاتلي حزب الله ومقاتلي الحرس الثوري الإيراني، وتتم التضحية بهؤلاء المقاتلين الجدد".
&
موجات بشرية
أيد مراقبون هذا الكلام، قائلين إن الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في الجنوب الإيراني تقوم كما في الحرب العراقية الإيرانية، على الموجات البشرية المتلاحقة في الهجوم، حتى إنهاك الخصم، ولو سقط من هؤلاء المجندين الأفغان العشرات أو حتى المئات صرعى في قتال لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وبدا دور حزب الله في هذه المعركة أكبر من دوره في معارك أخرى، فقياديوه يتولون قيادة العمليات، كما جرى في القصير بريف حمص الجنوبي في ربيع 2013.
وتحدثت معلومات أوردتها "الشرق الأوسط" عن أن حزب الله أخضع تشكيلاته في سوريا منذ الأسبوع الماضي لإعادة توزيع بما يناسب المعركة التي اتخذ قرارًا بخوضها، لاستعادة السيطرة على كامل الشريط الحدودي المتصل بخط فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان.
&
مهام خاصة
وفي هذا الاطار، نقلت الصحيفة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله: "دفع حزب الله بالمئات من قوات المهام الخاصة فيه إلى الجبهة الجنوبية، في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق الواقعة لسيطرة المعارضة، والمقاتلون الإيرانيون يقاتلون في الجبهات الأمامية".
وقالت الصحيفة إن حزب الله دفع بقوات النخبة إلى الجبهة الجنوبية، فيما خصص آخرين لتولي مهام الإسناد، ومهمة عناصر النخبة تتلخص في الاقتحامات وتنفيذ الهجمات، فيما تتولى فرق الإسناد الغطاء المدفعي، علمًا بأن الأسلحة المستخدمة في الإسناد تتمثل في القصف المدفعي المركّز والصواريخ الموجهة المضادة للدروع لاستهداف آليات المعارضة، فيما يستخدم المهاجمون الأسلحة المتوسطة والخفيفة، بعد التمهيد الناري.
ويتولى ضباط حزب الله التنسيق مع القوات الحكومية السورية لتنفيذ الضربات الجوية في المواقع المحددة، فيقدمون الإحداثيات بمشاركة ضباط في عمليات القوات الحكومية لاستهدافها، فيما تشارك مدفعية النظام وراجمات الصواريخ في الهجمات التي أسفرت عن تراجع قوات المعارضة الأربعاء الماضي من بلدة دير العدس، والمحاور العسكرية المتصلة بها والتلال المحيطة التي تصل المنطقة بكفر شمس.
&
معركة طويلة
اضاف عبد الرحمن: "مؤشرات المعركة توضح أن القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله يتجهون إلى استعادة السيطرة على التلال الاستراتيجية، ما يجعل المدن والبلدات ساقطة عسكريًا، ويتجهون بعدها لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بمدينتي أنخل وجاسم، قبل التوجه غربًا باتجاه الشيخ مسكين، والتقدم باتجاه نوى في الريف الغربي لمحافظة درعا، الذي يعد خط الإمداد الرئيسي لمقاتلي المعارضة باتجاه القنيطرة".
وفق هذه الاستراتيجية، تصبح محافظة القنيطرة مطوّقة بالكامل من الشرق والشمال والجنوب، ما يسهّل على القوات النظامية استعادة سيطرتها عليها. وقال: "معركة مشابهة تحتاج إلى وقت طويل، ولا يمكن أن تُحسم بسهولة، مع العدد الكبير من مقاتلي المعارضة الذين ينتشرون في المنطقة".