يحتفل عراقيون بعيد الحب رغم اعتراضات رجال دين والخوف من العقوبات التي يهدّد بها مسؤولون حكوميون، ويؤكد رجال دين ان هذه المناسبة يراد منها نشر الثقافات الغربية اللادينية في محاولة جادة لطمس الهوية الثقافية التاريخية والدينية للمجتمعات.

&
تحت شعار "في بيتنا دب" ، يحاول العديد من العراقيين الاحتفال بعيد الحب السبت ، على الرغم من المنغصات التي يحاول اثارتها البعض باعتبار هذا العيد "غريبا عن الاسلام" او انه عبارة عن أدوات إلهاء وجذب وتأثير وعمل ممنهج لتغيير الهوية الدينية والثقافية للمجتمع العراقي حيث حذر البعض من ظهور جماعة جديدة ستنتشر في الشوارع في يوم "عيد الحب"، للاعتداء على كل من يرتدي ملابس حمراء او يحمل بيده "دبا احمر" او حتى وردة حمراء توحي بالاحتفال، فيما وجه مجلس محافظة النجف شرطة المحافظة بمتابعة "الظواهر السلبية" التي تبرز في "عيد الحب"، فيما اعتبر أن الاحتفال بذلك العيد إساءة لسمعة المحافظة.
&
&تحية لفالنتينوس
واستغربت الناشطة في مجال حقوق الانسان قرطبة &الظاهر دعوات عدم الاحتفال بعيد الحب ، وقالت: كل العالم سيفرح بهذا العيد ما عدا الاسلاميين في العراق لانهم ينظرون إلى هذا اليوم على انه "كفر والحاد"، كونه مستمدًا من الطقوس المسيحية الكاثوليكية التي تعود قصتها إلى القديس فالنتينوس الرومي الذي تجاوز اوامر القيصر الرومي كلاوديوس الثاني وقام بتزويج الناس على الاصول الكاثوليكية المسيحية وكان يهدي لكل زوج وزوجة بعد تزوجهما ورودًا من حديقته. ولما علم القيصر بهذا الامر قرر اعدام فالنتينوس الرومي في يوم 14 شباط فبراير عام 268 للميلاد بقطع رأسه. ترسخ هذا اليوم في أذهان الكنيسة الكاثوليكية التي جعلت من فالنتينوس قديسا شهيدا للديانة المسيحية التي انجذب اليها في ذلك الوقت العديد من اهالي روما بسبب حب فالنتينوس للناس ومعالجته العديد من المرضى والجرحى.
واضافت : تحية لفالنتينوس الشهيد القديس وانا في هذا اليوم سأهديه وردة بيضاء للسلام وللمحبة، وعلى عناد الاسلاميين الذين ابشرهم ان لا يختلفوا على يوم الاحتفال لان كل العالم يحتفل بيوم 14 فبراير .
&
عيد الحب يعني الفرح
& & اما الكاتب الكربلائي علي لفته سعيد، فقد استنكر منع الاحتفاء بعيد الحب ، وقال مخاطبا المانعين : ايها المتأسلمون الجدد، دعونا نحتفل بالحب والجمال ﻻن الله جميل، ﻻ تدخلوا تأويلات الدين وتستغلوا السلطة لكي توسعوا المقدسات.
واضاف : عيد الحب يعني الفرح ،بامكان الشعوب ان تقترح شيئا آخر ابتدعه اآخرون مثلما نفرح حين يقترح الآخر ما نبدعه، الحب يعني اننا اقرب الى&الله والتعصب ﻻ فرق منه عن القتلة .
&
الاسلام دين الحب&
من جانبه اكد عبد المجيد الزبيدي ، موظف من قضاء ‏المسيب‏ بمحافظة بابل جنوب بغداد ان عقيدة الحب ليست بدعة، &وقال : الإسلام هو دين الحب والود ، فقد بدأ الحب فيه بأن أصبح نبي هذا الدين "حبيب الله" فهذه أولى خطوات الحب، بعدها علمنا ديننا بأن نحب النبي ونحب القرآن ونحب تعاليم الإسلام. ثم إنتقل لزرع حب القتال والدفاع عن الدين الحنيف وحب نيل الشهادة من أجله وهنا بدأت البطولات تتوالى لأن عقيدة حب الواجب المقدّس زرعت في نفس المسلم الحق، بعدها علمتنا مبادئنا حب آل بيت حبيب الله "أحب الله من أحب حسينا." فالحسين فدى نفسه وآله من أجل حب جده، فغازل السيوف قائلاً:"إن كان دين جدي محمد لا يستقيم الاّ بقتلي فيا سيوف خذيني." الله ما أعظم حبك يا حسين لأهلك ودينك وربك. واضاف : إذن.. &عيد الحب ليس بدعة فللحب مكانة كبيرة في ديننا"
&
&360 عيد حب في السنة
اما الكاتبة حنان المسعودي ، فاستغربت القول إن عيد الحب عادة غربية بائسة، وقالت : &ما احوجنا الى يوم للحب...ونحن نعيش في عالم اصبح يمجد الموت والكراهية".
&
&واضافت موضحة : انتشرت على صفحات فايسبوك وبعض المجلات الالكترونية...ظاهرة هذا الاسبوع وهي ذم عيد الحب الفالانتاين، ومحاولة منع الاحتفال به، فقد ذهب بعض "مثقفينا"، وأصر على وضع الأقواس الى محاربة هذا التقليد ومحاولة اقناع الاجيال الجديدة بنبذه والاحتفال بمراسم اخرى اكثر روحانية ".
&
&وتابعت : اني اجد هؤلاء محقين في ما ذهبوا اليه....فهم ليسوا بحاجة الى الحب والاحتفال به لأنهم لا يعرفون الحب وقد بلغ بهم التطرف والانغلاق الفكري حدا ان اعتقدوا ان الفالانتاين مرتبط بالجنس والعلاقات المشبوهة وغاب عن اذهانهم المحدودة ان عيد الحب إنما هو عيد للسلام وللمحبة الإنسانية قبل ان يكون (دباديب) حمراء وورودا يتبادلها العشاق، بل ان ارتداء اللون الأخضر في هذا اليوم انما يشير الى تمجيد وأهمية الصداقة ايضا.
&
&واضافت ايضا: ذهب البعض الى ابعد من هذا فجعل عيد الحب حكرا على ديانة معينة وجعله محرما شرعا على بقية الديانات ، واقول ان اي يوم يمجد الحب والسلام...ويزرع الابتسامة في قلوب البشر هو عيد لكل الطوائف والاديان،وبأننا في امس الحاجة الى 360 عيد حب كي نمحو الشر والكراهية التي تغلغلت في قلوبنا ومجتمعاتنا المريضة، فاهلا... بألف عيد حب.....اهلا بألف يوم للسلام، سواء أكان دينيا او وثنيا او بوهيميا فإني سأحتفل به .&
&
عشق فالنتايني
&اما الشاعر سعد جاسم ، فقال رأيه شعرا بقصيدة &اسماها (عشق فالنتايني) ، وقال : في عيدِ الحبِّ، سأقيمُ لكِ هذا الطقسَ : حيثُ سأتعرّفُ عليكِ ثانيةً من " نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فــــ لـقاء *"، وسأعيدُ اكتشافكِ حلماً وأمنيةً، رغبةً وملذاتٍ، فرحاً وملاذاً، قبلةً وخلاصاً مرتجى، وتفاصيلَ كبيرةً وصغيرةً، لا تخلو من متاعبَ ودموعٍ، وأحبّكِ أكثرَ وأكثرَ، بطريقتي الشخصيةِ، وأقولُ لكِ كعاشقٍ حقيقيٍّ وبسيطٍ : Happy valentine's day to us، ولجميعِ العشاقِ الحقيقيينَ والبسطاء في هذا العالم .
&
مجلس النجف: الاحتفال بعيد الحب إساءة لسمعة المحافظة &
واعتبر مجلس محافظة النجف الاحتفال بعيد الحب إساءة لسمعة المحافظة ، ووجه الشرطة بمتابعة &ما اسماها "الظواهر السلبية" التي تبرز في "عيد الحب".
وقال عضو المجلس رزاق شريف في بيان صحافي إن "مجلس محافظة النجف وجه قيادة شرطة المحافظة بمتابعة الظواهر السلبية التي يجري الاستعداد لها بمناسبة ما يسمى بعيد الحب"، موضحا أن "الاحتفال بعيد الحب يتضمن ممارسات خاطئة تسيء لسمعة المدينة المقدسة".
ودعا شريف، الى "منع تكرار ما حصل في رأس السنة الميلادية من ممارسات غير أخلاقية ومشبوهة التي يقوم بها بعض الأفراد في شارع الروان".
&
الى ذلك اكد رجل الدين الشيخ علي النجفي ان "هذه المناسبة يراد منها نشر الثقافات الغربية اللادينية في مجتمعنا في محاولة جادة لطمس الهوية الثقافية التاريخية والدينية ، وقال : تطل علينا في 14 من شباط فبراير مناسبة عيد الحب والذي له إهتمام كبير من عدة فئات من مجتمعنا ، والفئات التي تحاول الاحتفال بهذه المناسبة في مجتمعنا هم الذين لديهم أهداف محددة خارجية يراد منها نشر الثقافات الغربية اللادينية في مجتمعنا في محاولة جادة لطمس الهوية الثقافية التأريخية والدينية باسم الحب وبأساليب جذابة جميلة يؤثرون من خلالها على فئات الشباب بالتحديد&في مجتمعنا. وهي ضمن سلسلة هجمات نشخصها بإستمرار تستخدم الجامعات وبعض المنتديات الثقافية.
&واضاف : وكذلك الذين لهم أهداف خاصة داخلية إما سياسية أو معنوية أو مادية أو مجتمعة ويستخدمون لأجل تحقيق أهدافهم مختلف الأساليب لنيل مبتغاهم بغض النظر عن الآثار المترتبة على أفعالهم كمن يقوم ببيع المخدرات في بلده، وكذلك المجاميع المُستَهدَفَة والتي هي في الغالب تكون كالعادة مستَهلِكَة غير ملتفتة إلى الغاية والآثار المترتبة على تفاعلهم مع المشروع والذي مرة يكون على حساب جيوبهم او عقولهم او مبادئهم الثقافية والدينية وتعجبهم الألوان البراقة وتؤثر عليهم إما العاطفة أو حب الإستمتاع بالموجود بغض النظر عن المؤثرات والنتائج.
&
وتابع : &نحن لا نريد ولا نحب ان نكون ممن يقمع رغبات الناس وأفكارهم إنما من واجبنا كمؤسسة دينية ان نضع المجتمع أمام الواقع ونظهر ما نعتقده من متعلق شرعي أو أخلاقي يخص مجتمعاتنا، فنحن نعتقد أن هذه المناسبات هي عبارة عن أدوات إلهاء وجذب وتأثير وعمل ممنهج على تغيير الهوية الدينية والثقافية بوسائل جميلة وجذابة وتتناغم مع مشاعر الكثيرين في رغبة التعبير او عدم التقيد.