بغداد: قتل احد شيوخ عشيرة سنية في بغداد ليل الجمعة اضافة الى نجله وسبعة من مرافقيه، بعد توقيفهم على يد مسلحين يرتدون زيا عسكريا، بحسب ما افاد مقربون ومسؤولون عراقيون وكالة فرانس برس السبت.

واتهم اقارب الشيخ قاسم سويدان الجنابي، "ميليشيات" موالية للحكومة بالوقوف خلف العملية، في اشارة الى فصائل شيعية تقاتل الى جانب القوات العراقية لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

واشار هؤلاء الى ان الجنابي الذي عثر عليه مقيد اليدين ومقتولا برصاصة في الرأس، كان ضمن موكب من ثلاث سيارات، وبرفقته ابن اخيه النائب زيد الجنابي الذي افرج عنه المسلحون بعد تعرضه للضرب. وكانت مصادر امنية وطبية عراقية افادت في وقت سابق عن مقتل الجنابي ونجله وستة من حراسه على الاقل، في هجوم مسلح استهدفهم الجمعة.

وقال مصدر مقرب من النائب رفض كشف اسمه، ان "مسلحين يرتدون ملابس عسكرية اقاموا سيطرة وهمية (في جنوب بغداد)، وقاموا باعتراض موكب الضحايا وكان برفقتهم النائب زيد الجنابي، واعتقلوهم".

واشار الى ان المسلحين نقلوا الاشخاص الموجودين في الموكب الى منطقة ذات غالبية شيعية في شمال بغداد، حيث "أطلقوا سراح النائب"، قبل ان "يأخذوا الضحايا ويقتلوهم ويلقوا جثثهم" في شمال العاصمة. وقال احد ابناء عم الزعيم العشائري، ان موكب الاخير اوقف وهو في طريقه الى بغداد قادما من منطقة اللطيفية جنوب العاصمة.

واضاف الرجل الذي قدم نفسه باسم "ابو قصي"، في اتصال مع فرانس برس اثناء مشاركته في مراسم تشييع الضحايا التسعة، ان الموكب "اوقفته سيارات رباعية الدفع، ومسلحون يحملون اسلحة رشاشة حديثة".

واشار الى ان الجثث والسيارات الثلاثة عثر عليها في منطقة الشعب في شمال بغداد، موضحا ان الجنابي "كان في المقعد الخلفي مقيد اليدين بحزامه، ومصاب بطلقة في الرأس"، في حين ان نجله محمد "كان قرب السيارة، مصابا بطلقة في الصدر، ومقيد اليدين كذلك". واوضح ان غالبية عناصر الحراسة كانوا مصابين بطلقات في الرأس.

واتهم ابو قصي "ميليشيات مدعومة من جهات حكومية" بالوقوف خلف العملية، في اشارة الى الفصائل المسلحة الشيعية التي تشارك في المعارك الى جانب القوات الحكومية ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في البلاد منذ حزيران/يونيو. اضاف ان المسؤولية تقع على "الجهات التي تحمل سلاح الدولة وهوية الدولة وترتدي ثياب الدولة"، في اشارة الى هذه المجموعات التي غالبا ما ترتدي ازياء عسكرية.

واعتبر ابو قصي عملية القتل "رسالة لاي من اهل السنة، بان من يطالب بحقوقه سيكون هذا مصيره (...) اذا تكلمت او دافعت عن اهل السنة او المهجرين وطالبت بعودتهم الى مناطقهم، فهذا ما سيحصل". واشار الى ان الشيخ الجنابي كرر في الفترة الاخيرة مطالبته باعادة النازحين من منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، وهي منطقة ذات غالبية سنية استعادت القوات العراقية والفصائل الشيعية السيطرة عليها نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي من يد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال ابو قصي ان الجنابي من مواليد العام 1952، واوقف على يد القوات الاميركية لاكثر من عامين بعد غزو الاخيرة للعراق في العام 2003. اما نجله أحمد، فعاد الى العراق منذ نحو اسبوع بعد انجازه دكتوراه في القانون الدولي من جامعة غلاسكو في اسكتلندا. واستنكر مجلس النواب في جلسته التي عقدها السبت، الهجوم.

وألمح النائب عدنان الجنابي خلال الجلسة الى ان الاشخاص الذين كانوا في الموكب نقلوا الى مدينة الصدر، وهي منطقة ذات غالبية شيعية في شمال بغداد، تحظى فيها الفصائل المسلحة بنفوذ واسع. وقال الجنابي بحسب مقتطفات من الجلسة بثت على شاشات التلفزة، ان "قاسم سويدان الذي استشهد في هذا الحادث هو شخصية مهمة جدا بالنسبة الى وجهاء المناطق المحيطة ببغداد، ولربما عموم العراق، بتاريخه المعروف بالوقوف بوجه الارهاب وضد الطائفية ومع المصالحة الوطنية".

ودعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري "الجهة التنفيذية (الحكومة) الى بيان ملابسات ما حصل"، معلنا استدعاء وزيري الدفاع والداخلية الى جلسة نيابية الاثنين "لبيان اسباب الخروقات الامنية وآخرها استهداف النائب والحادث الذي حصل". واضاف الجبوري ان البرلمان "لن يسكت (...) عن اي فعل من شأنه المساس بهيبة الدولة"، معتبرا ان ما جرى دليل على "وجود اياد لا زالت تعمل لتخريب انجازات الدولة".

ودعا نيكولاي ملادينوف، ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق، الى التحقيق في الحادث وسوق المنفذين الى العدالة. وأتت عملية القتل في وقت تخوض القوات العراقية معارك لاستعادة مناطق معظمها ذات غالبية سنية، يسيطر عليها التنظيم المتطرف، بدعم من الفصائل الشيعية وابناء بعض العشائر، وغارات جوية يشنها تحالف دولي بقيادة واشنطن. واعلنت القيادة المشتركة للتحالف السبت شن تسع غارات ضد التنظيم في العراق، بين الساعة الثامنة صباح الجمعة (0500 تغ) والثامنة صباح السبت.