صنعاء: اطلقت مجموعات تابعة للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية، صباح السبت الرصاص الحي ضد تظاهرة معارضة لهم في مدينة إب (وسط)، ما اسفر عن اصابة ستة اشخاص على الاقل، وفق منظمين للتظاهرة.

وردد المتظاهرون شعارات من بينها "يا حوثي يا إيران اليمن مش لبنان"، و"يا حوثي يا روسيا اليمن مش سوريا" و"الحوثي والقاعدة قيادتهما واحدة"، وذلك قبل ان تتم تفرقتهم من قبل الحوثيين المتهمين بانهم مدعومون من ايران. وسقط نتيجة الرصاص الكثيف على المتظاهرين السلميين حوالى ستة جرحى، بحسب المصادر نفسها.

واشارت المصادر الى ان المتظاهرين تمكنوا من إحراق سيارة تابعة للحوثيين، بعدما خرج الآلاف من أبناء محافظة إب في مسيرة حاشدة للمطالبة بإسقاط الجماعة وإنهاء "انقلابها" على مؤسسات الدولة وسيطرتها على المدن والمحافظات. وفي العاصمة صنعاء، خرج المئات في تظاهرة مناهضة للحوثيين، ورفعوا لافتات كتب عليها "الميليشيات عصابات لا تبني دولة"، كما رددوا شعارات مثل "ارحل يا حوثي ارحل، يا حوثي لست الدولة".

ولم يقع اي اصابات خلال تظاهرة صنعاء. وعادة ما يُتهم الحوثيون بقمع تظاهرات معارضة لسيطرتهم على الحكم، كما بالاعتداء على صحافيين يغطون الاحداث. على صعيد آخر، توفي في منتصف الليلة الماضية المتظاهر صالح عوض البشري الذي شارك في مسيرة الاربعاء في صنعاء خرجت للتنديد بالحوثيين والاعلان الدستوري الذي اعلنوه وإحياءً للذكرى الرابعة لـ"ثورة 11 فبراير". واكدت عائلته انه تعرض للتعذيب على يد الحوثيين بعد اعتقاله.

وقال مصدر مقرب من البشري لوكالة فرنس برس ان "صالح عوض البشري لقي حتفه منتصف الليلة الماضية بعد ساعات من إفراج الميليشيا الحوثية عنه وشخصين آخرين، كانت قد اختطفتهم خلال مسيرات الأربعاء الماضي التي خرجت إحياءً للذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير". واضاف المصدر أن "المسلحين الحوثيين قاموا في منتصف الليلة الماضية برمي البشري واثنين مختطفين كانوا بصحبته هما& فؤاد الهمداني ورشاد المخلافي في شارع الستين بجوار مستشفى الأهلي الحديث، بعد يومين من اختطافهم، والتنكيل بهم".

وأشار المصدر إلى أن البشري "لم يحتمل القدر الهائل من التعذيب الذي تعرض له اذ توفي أثناء نقله مع المختطفين الآخرين إلى قريته في مديرية الحيمة الخارجية". وأفاد بأن المختطفين الثلاثة، وفي مقدمتهم البشري، "تعرضوا لتعذيب شديد، بدا وكأنه انتقاماً منهم على مشاركتهم في التظاهرة". وحمّل أقارب البشري جماعة الحوثيين مسؤولية مقتل ابنهم، مؤكدين أن "القصاص قادم لا محالة".

وكانت أسر المختطفين الثلاثة نشرت صورا لأبنائها تظهر عليهم أثار التعذيب الذي تعرضوا له. وفي 6 شباط/فبراير اعلن الحوثيون حل البرلمان واقامة مجلس رئاسي من خمسة اعضاء في "اعلان دستوري" صدر من القصر الرئاسي وتضمن تشكيل مجلس وطني من 551 عضوا سيحل مكان البرلمان.

وبسبب تدهور الوضع الامني قررت دول عدة في الاسبوع الماضي من بينها الولايات المتحدة والسعودية تعليق عمل سفاراتها واجلاء دبلوماسييها. وحذت كل من الامارات واسبانيا حذوها& السبت ايضا.