يحاول المركز الإعلامي الروهنجي، ومقره مكة المكرّمة،& إطلاق حملات إعلامية مستمرة للتعريف بمستجدات هذه القضية عبر الاتصال بوسائل الاعلام، فضلاً عن أعمال أخرى شملت التدريب وإنتاج الأفلام الوثائقية وتغذية وكالات الأخبار".


حسن حاميدوى من الرياض: أصدر المركز الإعلامي الروهنجي تقريره السنوي الأول، والذي جاء كمحاولة لرصد الجهود الإعلامية التي بذلت& لتوثيق الانتهاكات والفظاعات التي طالت مسلمي الروهنجيا القاطنين بولاية أراكان غربي بورما، والذين تعتبرهم الأمم المتحدة& أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم.

واستعرض التقرير ابرز الممارسات الإعلامية في هذا الصدد، فضلاً عن العقبات التي حالت دون تحقيق مهمته كمصدر وحيد للأخبار حول قضية الروهنجيا.

التقرير جاء في 29 صفحة، وتلقت "إيلاف" نسخة منه، كشف عن استفحال الانتهاكات التي طالت مسلمي الروهنجيا في العام 2014، والتي كان من نتائجها المئات من القتل والاضطهاد والتهجير والاعتقال، في ظل تعتيم إعلامي داخلي وغياب حضور إعلامي خارجي، وهو ما كان ابرز مبررات تأسيس المركز الإعلامي الروهنجي، والذي عمد منذ إنشائه إلى إطلاق حملات إعلامية مستمرة للتعريف بمستجدات القضية عبر المشاركات في الوسائل المختلفة، فضلاً عن أعمال أخرى شملت التدريب وإنتاج الأفلام الوثائقية وتغذية وكالات الأخبار".

مركز اعلامي

يتكون المركز الإعلامي الروهنجي الذي يتخذ من مدينة مكة المكرمة مقراً له، من ست وحدات إعلامية تعمل على إصدار النشرات الإخبارية اليومية باللغتين العربية والانجليزية.

كما تقوم هذه الوحدات بمهام الرصد والتوثيق لكافة أخبار وفعاليات الشعب الروهنجي داخل بورما وخارجها، فضلاً عن وجود وحدة للإعلام الداخلي في السعودية والتي تختص بنقل فعاليات وأنشطة الجالية البرماوية المقيمة بالمملكة.

ويعمل بالمركز نحو ثمانين إعلامياً روهنجياً متطوعاً، وللمركز إصدارات إعلامية من أبرزها مجلة "صوت الروهنجيا".

حصيلة المركز

المركز الذي يضطلع بمهام التغطية الإعلامية وإعداد الدراسات حول القضية الروهنجية، أوضح عبر تقرير إحصائي انه تم نشر أكثر من 2047 خبرًا ومقالاً باللغتين العربية والإنجليزية.

وعقد شراكات مع صحف ووكالات أخبار دولية وإنتاج أكثر من 1056 مقطع فيديو ما بين نشرات إخبارية وبرامج حوارية وثقافية وتقارير مرئية.

كما تم عرض 192 مادة منها على بعض القنوات الفضائية، وإقامة أكثر من 13 دورة تدريبية في الصحافة والتحرير والتقديم التلفزيوني وكتابة المقالات والتصوير الفوتوغرافي لمنسوبيه المتطوعين، من قبل مدربين معتمدين ومتخصصين.

جهد جماعي

إلى ذالك، أوضح صلاح عبد الشكور مدير المركز الإعلامي الروهنجي، إن المركز هدف عبر تقريره السنوي إلى تجديد التزامه بالمبادئ التي حددتها رسالته والمتمثلة في توفير تغطية إعلامية مستمرة واحترافية عن قضية الروهنجيا.

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن هذا التقرير هو "حصاد جهد جماعي امتد عامًا كاملاً، تم الاعتماد في بناء مضمونه على قاعدة مراسلي المركز المنتشرة داخل وخارج بورما، فضلاً عن& انجازات الأعمال اليومية التي يقوم بها ثمانون صحافياً متطوعاً في جميع وحدات المركز الإعلامية".

كما بين عبد الشكور أنّ المركز "يتطلع إلى أن يقدم من خلال هذا التقرير مقاربة منهجية تجمع بين الرصد والتوثيق الإعلامي من جهة، ونقل معاناة الشعب الروهنجي المضطهد من جهة أخرى، وذلك بهدف تحريك الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي لتسليط الضوء على القضية، فضلاً عن بناء الشراكات الفاعلة مع الجهات والمؤسسات الإعلامية لتكثيف الجهود الإعلامية".

وأضاف عبد الشكور أن المركز "يشكر جميع من شارك في إنجاز هذا التقرير"، مؤكدًا أن فريق العمل "سيستفيد& من الملاحظات وتوظيفها ليكون التقرير الثاني أكثر عمقاً وإفادة ومهنية".

أقلية مضطهدة

تجدر الإشارة إلى أن الروهنجيا هم اقلية مسلمة يقطنون غرب دولة بورما ( ميانمار حاليًا) بجنوب شرق أسيا.

ويقدر عددهم بمليون نسمة، ويوصف الشعب الروهينجي بأنه أكثر الشعوب نبذًا وأنهم أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم حيث جردتهم الدولة من جنسياتهم في عام 1982.

وبحسب تقارير منظمة العفو الدولية، فإن مسلمي الروهينجا لا يزالون يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل الحكومة المينمارية.