قالت السلطات في الدنمارك إن الشرطة قتلت بالرصاص مسلحًا يوم الأحد نفذ هجومين على معبد يهودي وندوة عن حرية التعبير في كوبنهاغن، وإن المهاجم ربما يكون قد استلهم من الهجوم الذي وقع على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة الشهر الماضي.


كوبنهاغن: صرح المحققون امام الصحافيين أن الرجل الذي قتلته الشرطة الاحد بعد هجومين داميين في كوبنهاغن، قد يكون أراد تنفيذ اعتداءات شبيهة بتلك التي وقعت في باريس في كانون الثاني/يناير.

ودان&الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد الهجمات الدامية التي شهدتها مدينة كوبنهاغن ودعا المجتمعات الى دعم سياسة التسامح وحرية التعبير. (اقرا المزيد)

استلهم سلوك "داعش"

ورفضت الشرطة تقديم أي معلومة حول هوية الرجل، مؤكدة أن العناصر الاولى من التحقيق، وبينها العناصر المعروفة بشأنه قبل الهجمات التي اوقعت قتيلين وخمسة جرحى، تدعو الى الاعتقاد انه "يستلهم" من ايديولوجيا المنظمات "الجهادية" مثل تنظيم الدولة الاسلامية.

واعلن ينس مادسن من اجهزة الاستخبارات "قد يكون استلهم الدعاية الاسلامية التي يبثها تنظيم الدولة الاسلامية أو منظمات ارهابية أخرى".

واوضح ان الرجل معروف من قبل هذه الاجهزة. لكننا "لا نملك معلومات محددة عن& سفره الى سوريا او العراق"، كما اضاف.

ولم يكشف المحققون عن جنسيته، واكتفوا بالتوضيح انه من كوبنهاغن.

المهاجم يدعى عمر الحسين

وذكر عدد من وسائل الاعلام الدنماركية والاجنبية أن الشاب الذي يشتبه انه منفذ هجومي كوبنهاغن دنماركي يدعى عمر الحسين.&

وذكرت صحيفة اكسترا-بلادت الدنماركية أن الحسين (22 عامًا) خرج من السجن قبل اسبوعين بعد ان قضى فترة حكم بتهمة ارتكاب اعتداء.&

ولم تؤكد الشرطة بعد الاسم، الا انها ذكرت في وقت سابق أن المشتبه به والذي قتل في اطلاق نار فجر الاحد، هو شاب عمره 22 عاماً، وله سجل اجرامي.&

وذكرت الصحيفة أن الحسين كان مطلوبًا للشرطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 لطعنه شخصًا كان يركب القطار معه.&

ويطابق ذلك ما جاء في بيان اصدرته الشرطة الدنماركية في 2013 تصف فيه حادثًا قام خلاله شخص يدعى عمر الحسين بطعن راكب في قطار عدة مرات بـ"سكين كبير".&

وذكرت الشرطة في وقت سابق انها تحقق في ما اذا كان الشاب حصل على مساعدة من آخرين في تنفيذ هجمات كوبنهاغن، وما اذا كان قد سافر خارج البلاد الى مناطق نزاع مثل العراق وسوريا.&

واعلنت الشرطة الدنماركية الاحد أن المسلح المشتبه بأنه قتل شخصين في هجومين في كوبنهاغن، هو شاب في الثانية والعشرين من العمر ولد ونشأ في الدنمارك، وسبق أن تورط مع عصابات اجرامية.&

وقالت شرطة كوبنهاغن في بيان، "تم التعرف على هوية المنفذ المفترض للهجومين، إنه شاب في الثانية والعشرين من العمر من مواليد الدنمارك ومعروف لدى الشرطة لتورطه بجنح تتضمن حمل سلاح واعمال عنف".

وتابع بيان الشرطة: "كما انه معروف لارتباطه بعصابات اجرامية".

وكانت الشرطة قتلته فجر الاحد بعد أن اطلق على افرادها النار في وسط كوبنهاغن، واكدت انه تصرف بمفرده.

واوضح المحققون أن تركيزهم ينصب على حركة تنقل هذا الشاب قبل وبعد اطلاق النار مرتين، الاولى عصر السبت عندما اطلق النار على مركز ثقافي في كوبنهاغن كان يجري فيه&حوار حول الاسلام وحرية التعبير، والثانية ليلة السبت الاحد عندما اطلق النار امام الكنيس اليهودي الاكبر في كوبنهاغن.

وقتل الشاب في الاعتداءين مدنيين اثنين وجرح خمسة شرطيين.

وكانت اجهزة الاستخبارات اشارت ظهر الاحد الى انها تعمل "على فرضية ان يكون قد استلهم من الهجمات التي وقعت في باريس الشهر الماضي وبدأت بالهجوم على اسبوعية شارلي ايبدو".

البحث مستمر

ويفتش المحققون الاحد في عدد غير محدد من المساكن في حي نوربرو الشعبي حيث قتل الرجل. ونجح الشرطيون قبل فجر الاحد في تحديد موقع منزل كانت تسنح له الفرصة للتردد اليه.

وكان الهجوم الذي نفذه "جهاديان" فرنسيان ضد اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة في السابع من كانون الثاني/ينيار اسفر عن 12 قتيلاً. وقد دخل المهاجمان الى قاعة التحرير في مقر الاسبوعية في باريس حيث اطلقا النار قبل ان يقتلا شرطيًا اثناء فرارهما.

إدانات واسعة

ادانت المملكة العربية السعودية الاحد الهجومين الداميين في كوبنهاغن السبت والاحد، كما دانت قتل ثلاثة شبان مسلمين في الولايات المتحدة الثلاثاء.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن المملكة تابعت "بأسى شديد الاحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التي وقعت مؤخرًا في كل من كوبنهاغن، وولاية شمال كارولاينا الاميركية، وما أسفر عنهما من مقتل وإصابة الأبرياء".

ودعت المملكة الى "ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض ضد المسلمين"، مشددة "على رفضها كافة الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة بكل أشكالها وصورها وأياً كان مصدرها أو المعتقد الذي يقف خلفها".

وقتل رجل مسلح مساء الثلاثاء الشقيقتين يسر (21 عاما) ورزان ابو صالحة (19 عاما) وزوج يسر، ضياء شادي بركات (23عامًا) في تشابل هيل في ولاية كارولاينا الشمالية.

وقتل رجل في الـ55 من العمر خلال ندوة عن الاسلام وحرية التعبير في كوبنهاغن، كما قتل شاب من الطائفة اليهودية برصاصة في الرأس في اطلاق نار وقع فجر الأحد قرب الكنيس الرئيسي في كوبنهاغن.

وفي العاصمة القطرية الدوحة، شارك حوالى الف شخص في مسيرة تضامنية مع ضحايا كارولاينا الشمالية، ووصف البعض الجريمة بأنها "عمل ارهابي".

ورفع المتظاهرون لافتات تدعو الى وضع حد لجرائم الكراهية كما الى وحدة المسلمين.

وشاركت سفيرة الولايات المتحدة في قطر دانا شيل سميث في المسيرة، وكتبت على موقع تويتر انها فرحت "لرؤية الشباب يرفضون كل انواع الكراهية".

هولاند يزور سفارة الدنمارك للتضامن

قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد إن "الاهداف" في الهجمات التي وقعت في كوبنهاغن ليل السبت الاحد هي "نفس الاهداف" لهجمات في باريس في كانون الثاني/يناير، والتي قتل فيها 17 شخصًا.

وقال الرئيس الفرنسي "ان ما حصل امس (السبت) هو ما حصل في فرنسا قبل اكثر من شهر".

واضاف هولاند خلال زيارة له الى السفارة الدنماركية في باريس، "لقد اختار الارهابيون الاهداف نفسها : في البداية اختاروا مركزًا ثقافيًا حيث كانت تناقش حرية التعبير، وقُتل مخرج. ثم تعرض شرطيون لاعتداء بينما كانوا يحرسون هذا المكان ومكانًا اخر هو كنيس. فالارهاب نفسه اراد مهاجمة مكان يتوجه اليه اليهود للصلاة".

وتابع هولاند "نرى تمامًا أن هناك رابطًا قد لا يفترض بالضرورة وجود شبكة واحدة، لكنّ تصميمًا واحدًا من قبل الارهابيين لضرب ما نحن عليه، وما نمثله من قيم الحرية والقانون، والحماية التي يجب أن يحظى بها كل مواطن مهما كان دينه".

وخلص هولاند الى القول "الدنمارك وفرنسا، انهما اليوم تواجهان الاحزان نفسها، المآسي نفسها، ولكن ايضًا الارادة نفسها لمقاومة ومكافحة الارهاب والانتصار عليه".

&

&