أكد الحوثيون، الذين سيطروا على السلطة في صنعاء، اليوم الأحد، أنهم "لن يركعوا أمام أي تهديد"، وذلك قبل تصويت في الأمم المتحدة على قرار يدعو حركتهم أنصار الله إلى التخلي عن السلطة في اليمن. مشددين على أن "الشعب اليمني لن يصدق النوايا المزعومة للدفاع عنه، وهو الذي ظل يعيش فقرًا طيلة عقود في محيط من أغنى دول العالم".


إيلاف - متابعة: اكد الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء اليوم الاحد انهم "لن يركعوا امام اي تهديد"، وذلك قبل تصويت في الامم المتحدة على قرار يدعوهم الى التخلي عن السلطة في اليمن في ظل توتر امني متزايد.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، قال المتحدث باسم حركة "انصار الله" التابعة للحوثيين محمد عبد السلام ان الشعب اليمني "لن يركع أمام اي تهديد او وعيد" مؤكدا ان "الشعب اليمني المظلوم يكافح للحياة من كد يده وعرق جبينه، ويسعى الى الحرية والكرامة للتخلص من الهيمنة، وهو ما حصل عليه في ثورته الشعبية المباركة".

مصالح سياسية
وردت الجماعة على بيان صدر امس السبت عن المجلس الوزاري التابع لمجلس التعاون الخليجي بالقول انه "ليس مفاجئا أن يصدر بيان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي برفض ما أسماه الإعلان الدستوري، فلا جديد في موقفه هذا لأنه سبق وأصدر مثله وأكثر منه في أوقات سابقة". واضافت ان "الشعب اليمني يعرف تماما أن مواقف بعض هذه الدول هو نابع من البحث عن مصالحها السياسية، وليست عن مصلحة الشعوب المستضعفة".

وتساءل عبد السلام "ماذا عملتم للشعب اليمني من قبل؟ (...) فقط دعم النافذين وشراء الذمم وتسليح التكفيريين و(تنظيم) القاعدة وتشجيع الفوضى ومنع أي مشروع يمكن أن يمنح اليمنيين جزءا من الاكتفاء الذاتي".

وكان مجلس التعاون الخليجي دعا في بيان السبت مجلس الامن الدولي الى "اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يتضمن إجراءات عملية عاجلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، اللذين يهددهما استمرار الانقلاب على الشرعية في اليمن، ورفض ما يُسمّى بالإعلان الدستوري ومحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة". ويجيز الفصل السابع استخدام القوة.

ودعا مجلس التعاون الحوثيين إلى "وقف استخدام القوة والانسحاب من كل المناطق التي يسيطرون عليها، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والانخراط في العملية السياسية". واعلن دبلوماسيون ان مجلس الامن سيصدر قرارًا يخص اليمن، الا انه لن يكون تحت الفصل السابع، كما يطالب الخليجيون، بل سيدعو الحوثيون الى ترك السلطة والانسحاب من المؤسسات الحكومية، والافراج عن اعضاء الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي والعودة الى طاولة المفاوضات.

روسيا ممانعة
وبحسب نص مشروع القرار، الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، فان المجلس سيهدد بفرض عقوبات اذا لم يتم الالتزام بقراره، في تهديد استخدم من قبل من دون جدوى.
وقال دبلوماسيون غربيون ان روسيا غير متحمسة لفرض عقوبات على الحوثيين.

امنيا، اعلن الناطق باسم حركة رفض لوكالة فرنس برس أن مجموعة من المسلحين الحوثيين قامت مساء السبت بمداهمة منزل احمد هزاع مؤسس حركة رفض المناهضة لهم وسط مدينة أب (وسط) واقتياده إلى جهة غير معلومة.

وذكر شهود عيان لفرانس برس ان مسلحين حوثيين اطلقوا الرصاص الحي على متظاهرين قدر عددهم بالمئات أمام مبنى أمن إب للمطالبة بإطلاق سراحه. واضافت المصادر نفسها ان الحوثيين قاموا بحملة اعتقال واسعة للشباب والناشطين، الذين شاركوا اليوم في التظاهرة التي عبّروا خلالها عن رفضهم لسيطرة الحوثيين.

وفي عدن، جرح ناشطان في الحراك الجنوبي بالرصاص اثر صدامات مع الشرطة اليمنية قبل عقد اجتماع سياسي كان يفترض ان تشارك فيه المكونات اليمنية الرافضة للحوثيين، ومن بينها شخصيات سياسية من الشمال. وكان محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور دعا المحافظات الرافضة للإعلان الدستوري الى الاجتماع الذي تم تأجيله الى أجل غير مسمى بسبب الاوضاع الامنية.

إصابات واختناقات
وقال شهود عيان ان الصدامات اندلعت بين الشرطة اليمنية وانصار الحراك الجنوبي في حي كريتر. واضافوا ان "الصدامات اسفرت عن إصابة اثنين فضلا عن حالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع، كما اعتقل اثنان".

وقال وكيل محافظة عدن نائف البكري لفرانس برس ان الاجتماع السياسي تقرر تأجيله لأسباب امنية وفنية، مؤكدا ان الوضع الأمني لم يسمح لنا بعقد الاجتماع لاسيما بعد تهديدات اطلقت من قبل بعض تيارات الحراك الجنوبي. وكان فصيلان في الحراك الجنوبي اطلقا دعوات في وقت سابق الى افشال الاجتماع.

وبسبب تدهور الوضع الامني قررت تسع دول عربية وغربية، من بينها الولايات المتحدة والسعودية والامارات، تعليق عمل سفاراتها واجلاء دبلوماسييها من اليمن. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم الحوثيين ان "التهويل بسحب السفراء وبأن البلد سيدخل في عزلة دولية يكشف حالة الهلع لدى بعض القوى السياسية التي لا تراهن على الشعب ومقدراته وعزة وكرامة أبنائه، وإنما تراهن على الخارج، وكأن الحياة ستنتهي إذا غادرت سفارة من هنا أو من هناك".

واكد ان "هذه السفارات ترعى مصالح بلدانها، وليس مصالح الشعب، والعالم واسع ولم تتضرر شعوب كثيرة حصلت على الحرية من الهيمنة الخارجية وكانت تتلقى دعما فعليا". ويواصل مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن جمال بن عمر مشاوراته مع القوى السياسية، ومن بينها جماعة الحوثيين، التي من المفترض ان يقابل ممثلون عنها مساء الاحد على أمل التوصل الى مخرج للازمة، وفق مصادر مقربة منه.

أنصارالله: نابع من مصلحة سياسية
إلى ذلك انتقد الحوثيون في اليمن بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة اليمنية الراهنة. وقال محمد عبد السلام المتحدث الرسمي لجماعة أنصار الله الحوثيين، "إن بيان وزراء خارجية دول المجلس الرافض للإعلان الدستوري لا يضيف جديدًا في موقف هذه الدول، لأنهم سبق وأصدروا مثله وأكثر منه، والشعب اليمني يعرف تمامًا أن مواقف بعض هذه الدول نابعة من البحث عن مصالحها السياسية، وليس عن مصلحة الشعوب المستضعفة".

أضاف المتحدث - في تصريح نقله الموقع الرسمي للجماعة تعقيبًا على البيان الخليجي - "إن الشعب اليمني لن يصدق النوايا المزعومة للدفاع عنه، وهو الذي ظل يعيش حالة من الفقر والبطالة والبؤس طيلة العقود الماضية في محيط من أغنى دول العالم، ويعاني حتى على مستوى العمالة الوافدة في بعض دول الجوار من أبسط الحقوق التي تمنح لغيرهم من الوافدين من شرق آسيا وغيرها، ويستثنى المواطن اليمني من منحه فيزا في مطارات الإمارات من كل مواطني دول العالم".. وتساءل هل كان السبب من كل هذا هو الإعلان الدستوري.

وتابع قائلاً "إن التهويل بسحب السفراء وأن البلد سيدخل في عزلة دولية يكشف حالة الهلع لدى بعض القوى السياسية التي لا تراهن على الشعب ومقدراته وعزة وكرامة أبنائه وإنما تراهن على الخارج، وكأن الحياة ستنتهي إذا غادرت سفارة من هنا أو من هناك، مع أن هذه السفارات ترعى مصالح بلدانها، وليس مصالح الشعب، والعالم واسع ولم تتضرر شعوب كثيرة حصلت على الحرية من الهيمنة الخارجية، وكانت تتلقى دعمًا فعليًا، فضلاً عن الشعب اليمني، الذي لا فرق بين الماضي والحاضر".

وأكد أن الشعب اليمني لن يركع أمام أي تهديد أو وعيد، وإنما سيزيده ذلك قوة ووعيًا وتمسكًا بمبادئه، وهو يعي ويعلم أن ثورته هذه ليست ثورة الجياع، بل ثورة الكرامة والحرية ايضًا.. مشيرًا الى أن الشعب اليمني في تاريخه المعاصر لم يسبق له واتخذ قرارًا بدون وصاية وهيمنة خارجية باستثناء اتفاق السلم والشراكة والإعلان الدستوري".

"وطن آمن" تُحمل الحوثي مسؤولية وفاة متظاهر
في المقابل، أدانت حملة «من أجل وطن آمن» ما وصفته بـ"جرائم التعذيب الوحشي" بحق المتظاهرين السلميين في سجون الإنقلاب الحوثي". واعتبر بلاغ صادر من «من أجل وطن آمن» تعذيب المتظاهرين من قبل الحوثيين "جرائم ضد الإنسانية"، وتحديدًا تعذيب الناشط صالح البشري، الذي توفي بعد ساعات من العثور عليه برفقة (عبدالجليل الصباري، علي طاهر الفقيه، منصور النظامي)، وهم في حالة إغماء صباح اليوم السبت في شارع الستين في صنعاء".
&
وحمل بلاغ «وطن آمن»: "زعيم جماعة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن جريمة تعذيب الناشط صالح البشري بطريقة متوحشة أدت الى وفاته، وتعذيب ناشطين آخرين، منهم ما زال قيد الإختطاف"، منددة بالصمت الحقوقي المحلي والدولي ازاء جرائم الحوثي. وجددت الحملة ادانتها الشديدة لـ "جريمة التعذيب الشنيعة التي تعرّض لها الناشط الحقوقي فؤاد الهمداني من قبل ميليشيا الحوثي منذ اختطافه في 31 كانون الثاني/يناير على ذمة مشاركته في التظاهرات المناهضة للإنقلاب"، طبقًا للبلاغ.
&
كما ندد البلاغ باعتقال قائد الحراك التهامي عبدالرحمن شوعي من قبل ثلاثين مسلحًا حوثيًا اقتحموا منزله مساء اليوم عقب مشاركته في مسيرة منددة بالإنقلاب وسيطرة ميليشيات الحوثي على الحديدة. وحذرت حملة «من أجل وطن آمن» جماعة الحوثي وسلطتها الإنقلابية ممثلة في "اللجان الشعبية واللجنة الأمنية من استمرار جرائم قمع المتظاهرين السلميين في صنعاء والحديدة، وبقية المدن، وآخرها اطلاق الرصاص على مسيرة في مدينة إب" نهار اليوم.


&
&