تنادى عسكريون يمنيون وضباط ينتمون إلى محافظة مأرب للاجتماع، وأصدروا بيانًا ردًا على الانقلاب الحوثي، تعهدوا فيه بالحفاظ على مؤسستهم العسكرية وحفظ الاستقرار والتصدي لاستهداف الجيش اليمني.


صنعاء: اجتمع عسكريون يمنيون ينحدرون من محافظة مأرب، ونظموا اجتماعًا لتدارس الأوضاع في محافظتهم، بعد الانباء التي ترددت عن استعداد الحوثيين للسيطرة على محافظة مأرب بعد بسط سيطرتهم على العاصمة صنعاء.

وقال موقع "مأرب برس" الإخباري: "تنادى أبناء محافظة مأرب العسكريون من&ضباط وصف وجنود، أبناء القوات المسلحة والأمن، من كافة محافظات الجمهورية، ونظموا لقاء، وقفوا خلاله على مستجدات الاوضاع وانقلاب جماعة الحوثي على السلطة، وتحركاتهم لاقتحام المحافظة".

واستنكر الضباط المجتمعون في بيان نشر عقب لقائهم، "ما تتعرض له الوحدات العسكرية والأمنية من قتل وتدمير ونهب ممتلكاتها، وكان آخرها ما تعرض له اللواء 19 مشاه ميكا المرابط في بيحان".

وعقب تنفيذ انقلابهم على الأجهزة الرسمية للدولة، قام مسلحو الحوثي وهم جماعة شيعية مدعومة من إيران، بنهب ثكنات الجيش اليمني، وخاضوا معارك مع بعض الوحدات، في حين تقول مصادر مقربة منهم إن ميليشيات عبد الملك الحوثي قد تضطر لاقتحام محافظات أخرى، بعد العاصمة من أجل فرض واقع جديد في اليمن.

وفي وقت سابق، هدد زعيم ميليشيا انصار الله عبد الملك الحوثي السبت باجتياح محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، والتي يرغب انصاره بالسيطرة عليها منذ السيطرة على العاصمة قبل اكثر من ثلاثة اشهر.

وقال الحوثي في كلمة متلفزة موجهة الى انصاره المتجمعين في صنعاء بمناسبة المولد النبوي إن "الشعب لن يقف مكتوف الأيدي إلى ما لا نهاية وأن الجهات الرسمية، إذا لم تقم بواجباتها، فإن الشعب سيقف إلى جانب الشرفاء من أبناء مأرب".

وكلمة "الشعب" في خطاب ميليشيا انصار الله الشيعية تعني "اللجان الشعبية" التي اقاموها في المناطق التي سيطروا عليها منذ الهجوم الكاسح الذي سمح لهم بالاستيلاء على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر، ثم توسيع رقعة نفوذهم الى وسط البلاد وغربها.

وقال بيان الضباط في مأرب: "نظراً لما تمر به البلاد بشكل عام وتردي الوضع العسكري والأمني والمساس برمزية وهيبة الدولة في ظل التضاربات المتطورة في البلاد واستشعارًا منا بالولاء العسكري وإيفاء منا بالقسم العسكري والمهام المناطة لحماية سيادة الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة لاسيما في انكسار الهيبة العسكرية والتوجة في استهداف الجيش كغنيمة من قبل أي جماعة أو تنظيم مسلح".

ومضى البيان قائلاً: "كان لزاماً علينا -نحن منتسبي القوات المسلحة والأمن من أبناء محافظة مأرب- الوقوف صفًا واحداً إلى جانب اخواننا من أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية المرابطين في محافظة مأرب والوقوف الى جانبهم لتأدية مهامهم الوطنية والدستورية".

وتعهد الضباط بـ"حفظ أمن واستقرار المحافظة وحماية المصالح العامة ومكافحة الإرهاب بجميع صوره واشكاله".

كما طالبوا منتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية في كافة محافظات اليمن "بالقيام بواجباتهم الوطنية بعيدًا عن التبعية الحزبية والطائفية".

وأكد الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء الاحد انهم "لن يركعوا امام أي تهديد"، وذلك قبل تصويت في الامم المتحدة على قرار يدعوهم الى التخلي عن السلطة في اليمن في ظل توتر امني متزايد.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، قال المتحدث باسم حركة "انصار الله" التابعة للحوثيين محمد عبد السلام إن الشعب اليمني "لن يركع أمام أي تهديد أو وعيد" مؤكدًا أن "الشعب اليمني المظلوم يكافح للحياة من كد يده وعرق جبينه ويسعى للحرية والكرامة للتخلص من الهيمنة، وهو ما حصل عليه في ثورته الشعبية المباركة".

وردت الجماعة على بيان صدر امس السبت عن المجلس الوزاري التابع لمجلس التعاون الخليجي بالقول انه "ليس مفاجئًا أن يصدر بيان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي برفض ما أسماه الإعلان الدستوري، فلا جديد في موقفه هذا لأنه سبق وأصدر مثله وأكثر منه في أوقات سابقة".

واضافت أن "الشعب اليمني يعرف تمامًا أن مواقف بعض هذه الدول هو نابع من البحث عن مصالحها السياسية وليست لمصلحة الشعوب المستضعفة".

وتساءل عبد السلام "ماذا عملتم للشعب اليمني من قبل؟ (...) فقط دعم النافذين وشراء الذمم وتسليح التكفيريين و(تنظيم) القاعدة وتشجيع الفوضى ومنع أي مشروع يمكن أن يمنح اليمنيين جزءًا من الاكتفاء الذاتي".

وكان مجلس التعاون الخليجي دعا في بيان السبت مجلس الامن الدولي الى "اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يتضمن إجراءات عملية عاجلة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين اللذين يهددهما استمرار الانقلاب على الشرعية في اليمن، ورفض ما يُسمّى بالإعلان الدستوري ومحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة".

ويجيز الفصل السابع استخدام القوة.