يشارك قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في اجتماع الرياض لمحاربة داعش، مشاركة لا يرى فيها الكثيرون أي تمهيد له لرئاسة الجمهورية اللبنانيّة بل للإنخراط فقط في محاربة تنظيم داعش.


بيروت: تستضيف الرياض اليوم اجتماعًا لقادة عسكرييّن من دوَل التحالف الدولي لمحاربة داعش، سيشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وفي هذا الصدد، يقول النائب السابق فارس سعيد (14 آذار) لـ"إيلاف"، إن لبنان كان قد انتسب إلى التحالف الدولي من خلال مشاركة وزير الخارجيّة اللبناني باسم حكومة لبنان باجتماع جدة في آب (اغسطس) 2014، بحضور وزير الخارجيّة الأميركي عندما تم إعلان التحالف الدولي ضد داعش.
ويضيف سعيد: "ومن ثم أيضًا حضر لبنان في اجتماع باريس، وتغيّب فقط في اجتماع واشنطن، ومشاركة لبنان في جدة وفي باريس وقّعت بالأحرف الأولى انتساب لبنان لهذا التحالف الدولي بمواجهة الإرهاب.
ويلفت سعيد إلى أن الحكومة اللبنانيّة يتجاذبها اليوم تياران، تيار يؤمن بانتساب الحكومة إلى التحالف الدولي، وبالتالي عليها أن تقاتل داعش من خلال الغطاء الدولي الذي يؤمّنه التحالف، وهناك تيار آخر يقول بأن المحاربة يجب أن تكون بالتنسيق بين الجيش اللبناني وبين جيش النظام السوري وحزب الله، ونحن كلبنانيين، يتابع سعيد، نعتبر أن حماية لبنان هي مسؤوليّة الدولة، وليست مسؤولية ميليشيا أو بقايا ميليشيا في سوريا، لأن نظام الأسد، أصبح بقايا ميليشيا وليس سلطة شرعيّة بعد 10 ملايين مهجر ومقتول وشهيد ومشرد سوري.
ويتابع سعيد:"المحاربة وحماية لبنان هما من مسؤوليّة الدولة والجيش من خلال الشرعيات الثلاث التالية، أولاً الشرعيّة اللبنانيّة التي تتمثل بهذه الحكومة وبالجيش من خلال قائده، وثانيًا بالشرعيّة العربيّة الممثلة بالجامعة العربيّة، وثالثًا الشرعيّة الدوليّة الممثلة بالتحالف الدولي.
أما النائب السابق اسماعيل سكرية (8 آذار) فيلفت في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان مندرج في محاربة تنظيم داعش، وهو موجود على حدودنا ويهدد أمن لبنان، واجتماع الرياض جزء من محاربة داعش.&
&
قهوجي والرئاسة
لا يرى سعيد في ذهاب قائد الجيش إلى اجتماع الرياض أي تمهيد للقبول به كرئيس للجمهوريّة، ولا رابط برأيه بين الأمرين، فالمشاركة هي لمحاربة داعش، وهو اجتماع يندرج ضمن إطار وجود لبنان في الإطار العربي والدولي لمحاربة الإرهاب.
ويلفت سعيد إلى أن الرياض تأخذ على عاتقها اليوم عنوانًا هو الحفاظ على نظام المصلحة العربيّة، وهذا يمر عبر تحديد خطرين على العالم العربي، الخطر الأول يأتي من إيران وتمدّدها عبر الحرس الثوري الإيراني، والخطر الثاني هو خطر التكفير و"الإرهاب".&
ويوافق سكريّة سعيد بضرورة عدم الربط بين رئاسة الجمهورية واجتماع الرياض.
ويلفت سكرية إلى أن محاربة داعش رُسمت دوليًا وتمر ببطء لأن لداعش مهمتها تفتيت المنطقة، والقيام بالمزيد لتدميرها، ويعتبر سكرية أن اجتماع الرياض محطة من محطات محاربة داعش.
&
خطوات لمحاربة داعش
وردًا على سؤال ما هي الخطوات العريضة التي يجب اتباعها لمحاربة داعش فعليًا؟ يجيب سعيد أن الأمر الأول يتطلب تضامن اللبنانيين والاعتدال وتجنّب بعض الأمور، لأن التطرّف لا يمكن مقابلته بتطرف وكذلك "الإرهاب"، فمن الخطأ مواجهة "الإرهاب" السني بآخر شيعي.
هناك 3 انواع من "الإرهاب"، الأول العلماني الذي يمثله بشار الأسد، والثاني شيعي الذي يمثله الحرس الثوري الإيراني على مساحة العالم العربي، والإرهاب السني الذي يمثله تنظيم&داعش وأمثاله، ونعتقد أن هذا "الإرهاب" واحد إنما بأوجه متعدّدة، والضحية واحدة ولو تبدلت المواقع والبلدان التي يهدّدها هذا "الإرهاب".
في هذا الخصوص، يرى سكرية أن داعش لا تحارب فقط بضربات عسكرية، بل بريًا أيضًا مع قرار سياسي وأميركي بانهاء داعش، والمواجهة ذات شقين، من خلال الكلام التوحيدي والإعتدالي مبنيًا على مقاربة العدالة الإجتماعية، ومن خلال المواجهة العسكرية أيضًا.
&
التحالف الدولي
ويعتبر سعيد أن التحالف الدولي لا يدّعي أنه سيحقّق النجاحات خلال أسابيع وأشهر، لأن الحرب طويلة ويجب أن تُفرز القوى في لبنان والمجتمع الدولي، هناك من يريد تغليب المصلحة الوطنية ومواجهة هذا "الإرهاب" من خلال الأطر الشرعية من جيوش وأنظمة، وهناك من يقول بتوزيع السلاح للقتال في سوريا والعراق، هذه الوسيلة التي طرحها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال خطابه هي الوسيلة لإدخال العالم العربي في حرب سنيّة شيعيّة، وهو ما ترفضه قوى 14 آذار.
أما سكرية فيعتبر أن التحالف الدولي لم يقم سوى بضربات وقائية، ويجب أن تكون المواجهة أقوى.
&