دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني إيران إلى تعزيز علاقاتها الأمنية والسياسية مع العراق.. فيما أعلن في بغداد عن إتفاق لإرسال طيارين عراقيين إلى باكستان للتدريب وإمكانية شراء طائرات حربية باكستانية.

لندن: قال نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري، عقب اجتماعه في النجف اليوم مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، إن المرجع شدد على ضرورة تعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين العراق وإيران خاصة مع انخفاض اسعار النفط.

وأكد جهانغيري في تصريحات إلى الصحافيين عقب الاجتماع دعم بلاده للعراق في محاربته الارهاب، منوهًا بأن فتوى السيستاني الخاصة بالجهاد ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قد كانت مؤثرة وساهمت في دحر تنظيم داعش الارهابي. وأوضح انه بحث مع المرجع العلاقات الثنائية والاوضاع السياسية والأمنية.. مبينًا أن الاتفاقيات التي عقدت بين العراق وإيران ستحدث نقلة نوعية في العلاقات بين&بغداد وطهران.

وقال جهانغيري انه استمع من السيستاني خلال الاجتماع الذي استمر ساعة إلى جملة من توجيهاته القيمة في ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية بين البلدين، والتأكيد على الجانب الاقتصادي خاصة بعد هبوط اسعار النفط وتأثيرها على العراق.

وأضاف أن السيستاني أكد على ضرورة تعزيز العلاقات بين العراق وإيران في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.. وقال "تطرقنا إلى العلاقات الثنائية والتي أكد على ضرورة تعزيزها ليس في مجال التعاون في قطاع النفط فحسب، بل في تعزيز العلاقات الاقتصادية في مجال الصناعة والزراعة وضرورة دعم العراق بمشاريع جادة في هذين القطاعين مستقبلاً".

وأشار إلى أنّ مباحثاته مع السيستاني تناولت ايضًا قضايا المنطقة والعالم الاسلامي بما في ذلك العراق وسوريا والدول الاسلامية الاخرى وأيضًا العلاقات بين الحكومتين العراقية والإيرانية.. وقال انه ابلغه تحيات المرشد الاعلى علي خامئني والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأوضح نائب الرئيس الإيراني أن زيارته إلى العراق والوفد المرافق له والتي بدأت الاحد الماضي كانت بناءً على دعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، "مؤكدًا أن مباحثاته مع كبار المسؤولين العراقيين كانت ناجحة خاصة وأن جملة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات قد تم التوقيع عليها بين العراق وإيران.

وتقر إيران بأرسالها خبراء عسكريين من الحرس الثوري بدعوى مساعدة العراق على محاربة تنظيم "داعش"، الذي فرض سيطرته على الموصل ومساحات واسعة من المناطق الغربية منذ حزيران (يونيو) الماضي لكنها استغلت ذلك لمزيد من التدخل في العراق ودعم المليشيات المؤيدة لها، ما اطلق يدها في تنفيذ عمليات قتل واختطاف للمواطنين السنة وانتهاك حرماتهم، وهو امر رفضه الجمعة الماضي المرجع السيستاني، مؤكدًا على حرمة هذه الممارسات الخارجة على تعاليم الاسلام.

وكان امين لجنة التنمية الاقتصادية الإيرانية العراقية رستم قاسمي قد أوضح مؤخرًا أن قيمة الصادرات الإيرانية الى العراق في العام الإيراني الماضي المنتهي في 20 اذار (مارس) الماضي بلغت 13 مليار دولار ومن الممکن أن تصل إلى 25 مليار دولار مستقبلاً.

وأشار إلى احتمال الغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، موضحًا أن اکثر من مليون و700 الف عراقي قد زاروا إيران في العام الإيراني الماضي فيما توجه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من مدنه، ومن المتوقع ان يصل الرقم الى اکثر من 3 ملايين في حال الغاء التأشيرة بين البلدين.

وكان العبادي قام في العشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) بزيارة رسمية إلى طهران، حيث اجرى مباحثات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين يتقدمهم المرشد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني.

الكشف عن تعاون عسكري بين العراق وباكستان

اعلن في بغداد اليوم عن اتفاق لارسال طيارين عراقيين إلى باكستان للتدريب وامكانية شراء طائرات حربية باكستانية. وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد اليوم مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني ناير حسين بخاري وتابعته "إيلاف"، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إن بلاده سترسل ضباطها إلى اكاديميات الاركان الحربية الباكستانية المعروفة بكفاءتها عالميًا للتدرب هناك. وقال إن العراق ابرم عقدًا عسكريًا مع باكستان لشراء الطائرات والسلاح وتدريب الطيارين.

وأشار إلى وجود تعاون على مستوى عالٍ مع باكستان لشراء الطائرات وتدريب الطيارين العراقيين..& موضحًا أن العراق يسعى ايضا إلى الاستفادة من خبرات الجامعات الباكستانية المعروفة برصانتها العلمية في عمل الجامعات العراقية. وفيما اذا كانت باكستان ستساهم في العمليات العسكرية العراقية وخاصة الجوية منها ضد داعش، أوضح الجبوري أن ذلك عائد إلى الحكومة الباكستانية والتحالف الدولي ضد هذا التنظيم.

وحول اعتداء حماية مستشار الأمن الوطني فالح الفياض على مجموعة من الصحافيين في بغداد اليوم، أكد الجبوري رفضه هذا الاعتداء بشكل قاطع وشدد على حرصه على وصولهم إلى المعلومة بحرية داعيًا الصحافيين إلى الدقة والموضوعية في نقل هذه المعلومة التي تساهم في توفير الاجواء الصحية للبلد.

وكان عدد من افراد حماية الفياض قاموا بالاعتداء بالضرب على مجموعة من الصحافيين والاعلاميين في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، وذلك خلال تغطية ندوة حوارية في المركز، ما ادى إلى اصابة احمد الزيدي مراسل قناة افاق وسنان سعدي السبع مراسل قناة السومرية، حيث تم نقلهما إلى مستشفى ابن سينا للعلاج.

ومن جهته، أكد بخاري أن بلاده لا تسمح بوجود الارهاب على أرضها ولا ترغب بوجوده على أرض أي من دول العالم. ودعا المجتمع الدولي إلى المشاركة الفاعلة في محاربة ودحر الارهاب بكل ما يملك من قدرات وامكانات لافتًا إلى أنّ باكستان لا تسمح بوجود الارهاب على أرضها او أية أرض اخرى.

وأوضح ان& زيارته إلى العراق تهدف إلى تعزيز العلاقات بين بغداد واسلام اباد على مختلف المستويات مجددًا دعم بلاده للشعب العراقي في جهوده لارساء دعائم تجربته الديمقراطية.

وقبيل مؤتمرهما الصحافي، فقد بحث الجبوري مع بخاري، الذي وصل إلى بغداد اليوم في زيارة رسمية، العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية بين البلدين وحربهما ضد الارهاب، حيث تعاني باكستان من استمرار مواجهاتها العسكرية مع حركة طالبان، إضافة إلى التطورات السياسية على المستويين الاقليمي والدولي.