في خطوة تنذر بانهيار أكبر في العلاقات المتوترة أساساً، أعلنت دولة قطر استدعاء سفيرها في القاهرة محمد سيف بوعينين للتشاور، ردًا على ما وصفته بـ"الاتهامات التي وجهها مندوب مصر بجامعة الدول العربية لها بدعم الإرهاب".

نصر المجالي: قالت وزارة الخارجية القطرية إن "ما جاء على لسان مندوب مصر السفير طارق عادل جانبه الصواب والحكمة ومبادئ العمل العربي المشترك". واستنكر بيان الخارجية، كما ذكرت قناة (الجزيرة) القطرية تصريحات المندوب المصري ووصفت تصريحه بـ"الموتور".

وأكدت على أن "تحفظ دولة قطر الوارد على الفقرة التي صدرت في البيان الصحفي الصادر عن الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين والمتعلق بالترحيب بالضربة الجوية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية إنما جاء متوافقاً مع أصول العمل العربي المشترك الذي يقضي بأن يكون هناك تشاور بين الدول العربية قبل قيام إحدى الدول الأعضاء بعمل عسكري منفرد في دولة عضو أخرى لما قد يؤدي هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل".

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية نقلت عن السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية قوله إن التحفظ القطري على الضربات الجوية المصرية في ليبيا "يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي".

وأضاف قائلاً: "بات واضحًا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب".

تدهور العلاقات

وتدهورت العلاقات القطرية المصرية منذ ان عزل الجيش في مصر الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) 2013 إثر احتجاجات شعبية على حكمه. وكانت الدوحة من أبرز الداعمين للجماعة التي اعلنتها مصر لاحقاً منظمة ارهابية.

وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، إن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين أصدر بيانًا يؤكد مساندة ودعمًا وتفهمًا كاملاً من جانب الدول العربية للتدابير والإجراءات التى اتخذتها وتتخذها مصر لحماية مواطنيها والدفاع عن مصالحها وحقها الشرعي في الدفاع عن النفس، فضلًا عن التدابير المتخذة لمواجهة الإرهاب، والضربة الجوية لمواقع "داعش" فى ليبيا ثأرًا لدماء المواطنين المصريين العزل.

وأضاف، أن البيان يؤكد أن هذه التدابير والإجراءات التي تقوم بها مصر تدخل في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس، وفقًا لميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لافتًا إلى أنه لم يشذ عن الإجماع العربي في هذا الخصوص سوى قطر التي تحفظت على الفقرة الخاصة بحق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها، وتوجيه ضربات للمنظمات الإرهابية التي اقترفت هذا العمل.

وشدد السفير عادل على أن هذا التحفظ القطري ليس مستغربًا، حيث يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي، في ما يتعلق بالحفاظ على العمل العربي المشترك وحق وسيادة الدول العربية بما في ذلك ما قامت به مصر.

وفي الأخير، أكد السفير المصري، أن موقف قطر التي دأبت على اتخاذ المواقف المناوئة لمصر، إنما يؤكد انعزالها التام في الجامعة العربية بخروجها عن الإجماع العربي.
&