أبت العاصفة ويندي التي ضربت لبنان أن تتركه من دون أن تلامس ثلوجها سواحله، فاستفاد البعض منها لالتقاط الصور، وصنع رجل الثلج بينما أطلق آخرون النكات حولها في مواقع التواصل الاجتماعي.&


بيروت: بعد زينة ويوهان كانت العاصفة ويندي، التي أبت أن تترك لبنان من دون أن تلامس ثلوجها سواحله، فها هي تزين لبنان من شماله إلى جنوبه، من بقاعته إلى سهله باللون الأبيض الناصع.
&
وفي البقاع، سيطر خلال اليومين الماضييّن طقس شديد البرودة مع أمطار شديدة وثلوج تراوحت سماكتها ما بين 15 سم و30 كما تم اقفال طريقي ضهر البيدر وترشيش وهما المدخلان الأساسيان إلى البقاع.
&
كذلك الأمر بالنسبة لمنطقة لبنان الشمالي فقد ألحقت العاصفة أضرارًا إضافية بمواسم المزارعين الشماليين وتحديدًا مواسم البطاطا والبصل والفول، وأغرق الوحل خيم النازحين السورييّن الذين سعوا إلى تأمين وسائل التدفئة عبر جمع الحطب وإطارات الدواليب.
&
أما في جبيل فقد غطت الثلوج بلدات وقرى جرود قضاء جبيل ومرتفعاتها، بدءًا من ارتفاعات منخفضة جدًا وصلت إلى حدود ال 200 متر، وتسببت بقطع معظم الطرقات الجبليّة فيها.
&
واستفاد اللبنانيّون، خصوصًا الطلاب منهم، من العطلة التي أحدثتها العاصفة ويندي من أجل التمتع بالثلج، وخصوصًا من أجل الترويح عن أنفسهم من خلال القيام بصنع رجل الثلج حول بيوتهم وطرقهم التي اكتست بالأبيض.
&
التمتع بثلج لبنان
&
يقول رولان فياض إنه استفاد من تعطيل المدارس لكي يتوجه مع أصدقائه إلى مناطق قريبة جدًا ولا ترتفع كثيرًا عن سطح البحر ليتمتع بمنظر الثلج، وأشار إلى أن تساقط الثلوج كان قويًا هذه المرة ولامس السواحل، حتى منطقته الساحليّة شهدت سقوط الثلج لكن ليس بكثافة كبيرة.
&
نعمة ونقمة
&
باتريسيا سلوم (ربة منزل) تحدثت عن نعمة الثلوج وكذلك نقمتها أيضًا، ففي لبنان عندما نشهد عواصف لا يكون هناك تجهيزات لها، فالكهرباء تنقطع باستمرار، ومولّدات الكهرباء الخاصة يقوم أصحابها في بعض الأحيان بالاستفادة من الوضع الراهن من خلال زيادة الفاتورة على المواطن، وحتى وسائل التدفئة غير مؤمّنة في معظم المناطق.
&
التقاط الصور
&
نورما خليل كانت تلتقط صورًا لمناظر الثلج، وقالت إنها تنتظر كل عاصفة تصل إلى لبنان من أجل التقاط الصور للطبيعة الخلاّبة، وتشير أن لكل عاصفة صورها المميّزة التي تختلف عن صور سابقاتها، واللافت بالنسبة لها أن هذا العام كانت الثلوج كثيفة خصوصًا خلال العاصفة الأخيرة التي لامست كما تقول السواحل، وتنتظر كذلك مجىء العاصفة التي ستصل إلى لبنان الأسبوع المقبل من أجل أن تقوم بتصوير مناظر أخرى عن جمال لبنان وثلجه الناصع.
&
مواقع التواصل والثلج
&
واللافت كان خلال العاصفة التي ضربت لبنان لدى فئات كثيرة من اللبنانييّن أنهم بدؤوا بإطلاق النكات عبر وسائل التواصل الإجتماعي وعبر هواتفهم حول برودة الطقس في لبنان، فكثرت النكات والصور المرافقة التي تتحدث بسخرية عن وضع اللبناني خلال العواصف التي تداهمه.
&
وكذلك تبارى اللبنانيون في ما بينهم بإرسال الصور عن المشاهد الطبيعيّة للبنان تحت العاصفة، مشيرين في أحيان كثيرة أن هذا هو لبنان وليس لبنان الاقتتال والحروب كما يحلو للبعض تصويره.
&
فكانت العاصفة متنفسًا ولو خفيفًا كي يتناسى اللبنانيون بعضًا من يومياتهم السياسيّة والأمنيّة الثقيلة.
&