أباح قيادي سلفي ذبح الأقباط ومؤيدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال في فتوى له إن "دماء الأقباط وكل أنصار السيسي مباحة"، معتبراً أن مؤيدي السيسي "كفار أو مرتدون". ووصف الأقباط الذين ذبحهم تنظيم داعش في ليبيا بـ"الخرفان".

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في فتوى جديدة أصابت المجتمع المصري بصدمة، قال قيادي بالجبهة السلفية، يدعى يحي رفاعي سرور، إن دماء الأقباط وجميع مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحة، وقال عبر صفحته على موقع فايسبوك، رداً على سؤال حول أسباب تكفيره مؤيدي السيسي: "إن الأصل في مؤيدي السيسي هو رفضهم للدولة الدينية، والدولة الدينية هي مصطلح يعبر عن واجب شرعي هو تطبيق الشريعة والحكم بما أنزل الله.. والتحاكم إلى ما أنزل الله ورفض أي شريعة تخالفه هو شرط تحقق الإيمان»، وأضاف: "الرضا بالدولة العلمانية التي تُنحّي الشريعة عن أعمال الدولة هو رضى عن الكفر"، وتابع: "والرضا بكفر السلطة هو كفر".
وأهدر سرور دماء الأقباط من منكري محاربة الكنيسة للإسلام، كما أهدر دماء المسلمين من مؤيدي السيسي، وقال: "كل مسيحي مصري لم يثبت إنكاره لحرب الكنيسة على الإسلام هو محارب للإسلام ومباح الدم، بل كل منتسب للإسلام مؤيد للسيسي هو مرتد مباح الدم". واستطرد قائلاً: "كل مؤيدي السيسي إما كفار كفر أصلي، أو مرتدون يتوقف قتلهم على ما يترتب عليه من مصلحة سياسية".
ورداً على اعتراض أحد متابعيه عبر فايسبوك على إباحته إهدار الدم، قال سرور: "ليس للإنسان حق أصيل في الحياة لأنه مخلوق من العدم، وخالقه منحه الحياة لغرض هو عبادته، وبها يعصم دمه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام).
&
دماء رخيصة
وأعتبر سرور دماء الأقباط الذين ذبحوا على أيدي تنظيم داعش في ليبيا، التي بثها التنظيم في 15 شباط (فبراير) الجاري، رخيصة، ووصفهم بـ"الخراف"، وقال: "نحن أمام واحد وعشرين خروفاً مسيحيًا، دماؤهم رخيصة أصلاً عند كنيستهم.&هم يحاربون مع تلك الكنيسة بالتواطؤ والرضى. وليس بيننا وبينهم حتى عقد وطن هم قسموه برضى من أشباههم من المنتسبين إلى الإسلام". وتابع: "ليس هناك أي شيء.. أي اعتبار.. أي رابطة.. تجعلنا ندين ذبح خراف الأقباط في ليبيا.. بل على العكس من ذلك.. نحن نشعر بالإهانة لأن خراف الأقباط في مصر ظلوا آمنين فيها بعد الانقلاب، ووسط سحلنا المتواصل ليلاً ونهاراً".
ورداً على انتقاد أحد متابعيه على وصف الأقباط بـ"الخراف" قال: "وصفهم بالخراف جائز، لأن من يباح دمه يباح سبه بالأولى".
&
إغلاق صفحته
وأغلق موقع فايسبوك الصفحة الشخصية للداعية السلفي، في أعقاب هذه الفتاوى، فيما تقدم نشطاء أقباط ببلاغات للنائب العام المصري، طالبوا فيها بمحاكمة سرور، وآخرين بتهمة التحريض على قتل الأقباط، وقال نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إنه تقدم ببلاغ إلى المستشار هشام بركات النائب العام ضد الباحث الإسلامي يحيى رفاعي سرور، وعضو المكتب الإعلامي للجبهة السلفية.
وأضاف في تصريحات لـ"إيلاف" أن سرور قال إن ذبح 21 مصريًا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا منذ أيام، حلال وواجب شرعي، لأنهم راضون عن سلوك الكنيسة في دعمها لـ30 يونيو، وبالتالي هم متواطئون مع الكنيسة والعسكر في حربهما ضد الإسلام"، مشيراً إلى أنه "في الوقت الذي تقف فيه مصر متوحدة بملايينها من المسلمين والأقباط، ضد هذه الجريمة البشعة، التي وقعت بحق 21 مصريًا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي، والتي أدمت قلوب المصريين، وقامت القوات المسلحة وعلى رأسها الرئيس السيسي بالثأر لكرامتنا واسترداد هيبة الدولة، نجد من يعيش بيننا ويأكل من خيرات مصر، ويشرب من نيلها يحاول أن يشق الصف ويثير الفتن بتحريضه على ذبح وقتل المسيحيين، ومهاجمته للكنيسة بل مهاجمته لثورة 30 يونيو، وإرادة الشعب المصري وجيش مصر العظيم"، على حد قوله.
&
مطالبة بالقبض عليه
وطالب جبرائيل بضرورة القبض على سرور، وتوجيه تهم إثارة الفتنة الطائفية اليه، والتحريض على القتل، وقال إن ما أقدم عليه القيادي السلفي يشكل جرائم ضد المسيحيين والمصريين عامة والجيش، منها: "إثارة الفتن الطائفية وتكدير الأمن والسلم العام، وجريمة الخيانة العظمى للوطن المؤثمة جميعها بمواد قانون العقوبات نلتمس سرعة القبض على يحيى رفاعي سرور عضو المجمع الإعلامي للجبهة السلفية، واتخاذ كافة الإجراءات الجنائية والقانونية".
وأضاف جبرائيل أن بلاغه أحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق فيه.&
وفي أعقاب جريمة ذبح المصريين في ليبيا، أطلق نشطاء أقباط حملة لمحاكمة الشيوخ الذين وصفوهم بـ"مشايخ التكفير"، وأسموها "حاكموهم"، وترفع الحملة شعار "مطلوب محاكمة دعاة التكفير والتفجير والذبح بتهمة التحريض الطائفي الذي أدى الى القتل، والمحرض قانوناً مشارك في الجريمة".
وبث تنظيم داعش في ليبيا، مقطع فيديو يظهر عملية إعدام 21 مصرياً على سواحل مدينة سرت الليبية، وأثار عاصفة من الغضب في العالم، وردت مصر بتوجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم في ليبيا.&
وتعتبر الجبهة السلفية في مصر من الفصائل السلفية التي تعتبر عزل الرئيس السابق محمد مرسي "إنقلاباً عسكرياً"، وتتهم النظام الحالي بممارسة القتل والإعتقال بحق الإسلاميين، وتنسب إليها الدعوة إلى ما عرف بـ"الثورة الإسلامية" أو "ثورة المصاحف"، في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويشغل سرور منصب عضو المكتب الإعلامي للجبهة، وهو حاصل على ليسانس الآداب قسم علم النفس.&
&