يتلاعب &التنظيم الإرهابي "داعش" بفتاوى العلماء وتفسير الآيات القرآنية من أجل استباحة قتل النساء والأطفال، كما حدث مع إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة و21 مواطنًا مصريًا مسيحيًا.

القاهرة: تداول مؤيدون لتنظيم "داعش" بحسب شبكة " سي إن إن بالعربية" فتوى نسبوها لمفتي المملكة العربية السعودية السابق محمد صالح العثيمين، بجواز قتل نساء وأطفال من وصفوهم بـ"الكفار" وتناقل مؤيدوالتنظيم، عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) فتوى العثيمين، في رده بحسب وصفهم على سؤال هل يجوز قتل نساء وأطفال "الكفار" إن فعلوا ذلك بنا؟&
&
فقال المفتي السعودي السابق على حد تعبيرهم: "الظاهر أن لنا أن نقتل النساء والصبيان لما في ذلك من كسر قلوب الأعداء وإهانتهم، ولعموم قوله تعالى: "من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، بمثل ما اعتدى عليكم"، ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يجتزئ أو ينسب أو حتى يفسر بصورة مغلوطة &تنظيم داعش فتاوى لرجال دين مسلمين، حيث برروا في وقت سابق من كانون الثاني (يناير) إقدامهم على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بفتوى لابن تيمية.
&
تلاعب بالآيات&
من جانبه أكد سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر، ﻟ"إيلاف" أن تحريف تفسيرالآيات والأحاديث وفتاوى العلماء أحد الركائز الأساسية في استقطاب الشباب للانضمام للتنظيم الإرهابي، والقيام بعمل غسيل مخ لهم من أجل أن يكون لدى المنضم لهذا التنيظم عقيدة ثابتة بأن ما يقوم به من عنف هو جهاد في سبيل الله وجزاؤه الجنة.
&
مشيرًا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بطباعة كتب السنة وكتب الأئمة المعتبرين بعد تشويهها للتدليس عليهم، وإيهام المسلمين بأن العلماء الأكابر والأئمة والصحابة، كانوا يدعون إلى سفك الدماء بشكل مطلق. إضافة إلى إزالة كل ما يمكن أن يدينهم في هذه الكتب والمؤلفات، ومنها على سبيل المثال ما قاموا به مع مؤلفات ابن تيمية وكتب علماء المملكة مثل ابن عثيمين .
&
وأضاف الهلالي أن غياب المؤسسة الدينية ورجال الفقه عن التجديد في الخطاب الديني، والرد على ما يثار من شبهات من قبل المنظمات الإرهابية كان سببًا رئيسًا في لجوء الشباب إلى الكتب المتشددة في أمور الدين مما فتح الباب بكل سهولة إلى انضمام هؤلاء الشباب إلى تلك التنظيمات الإرهابية الخارجة عن صحيح الإسلام .
&
واشار إلى تورط السلفيين والجماعات الإسلامية والإخوان&في نشر الأفكار الضالة والفتاوى الغريبة عن الدين الإسلامي، بل قام البعض منهم بتفسير الآيات القرآنية بما يخدم مصلحته فقط، مطالبا علماء الدين في جميع الدول العربية والإسلامية بالوقوف صفا واحدًا&في مواجهة الفتاوى السلفية على اعتبارأن ذلك سيكون بداية المحاربة الحقيقية &لخرافات التنظيمات الإرهابية نحو الدين الإسلامي .
&
حملات تشكيك&
في السياق ذاته أكد الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى في الأزهر &سابقا، ﻠ"إيلاف" أن الإسلام يتعرض لحملات تشكيك كبيرة سواء في بعض الأحاديث النبوية أو التفسير الخطأ للآيات القرآنية على يد التنظيم الإرهابي "داعش"، وما نسب إلى مفتي المملكة العربية السعودية السابق محمد صالح العثيمين بجواز قتل نساء وأطفال من وصفوهم بـ"الكفار" غير صحيح فقد تم تحريف تلك الفتوى كما حدث من قبل كذبا وافتراء بإرجاع &اعدام الطيار الأردني الأسير إلى ما فعله أبو بكر الصديق من قبل مع "فجاءة السلمي"، وهي رواية باطلة لا سند لها، فهي مسنودة &إلى"علوان بن داود البجلي" &وهو رجل مطعون في روايته.
&
وقال الشيخ علي أبو الحسن: "إن النصوص التي يقوم التنظيم بالاستدلال عليها روايات ضعيفة وقام بإضعافها أهل العلم، ولا يمكن أن تكون قاعدة تشريعية، فما ورد في كتاب الله وسنة النبي، لم تذكر جواز حرق أحد، أو قتل النساء والأطفال الذين وصفوهم ﺑ"الكفار".
&
تنظيم كافر &
وأشار إلى أن &تنظيم "داعش" يعتمد &كذبا على الحديث الشريف: "أُمِرْتُ أن أقاتِل الناسَ حتى يَشهدُوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله"، كوسيلة للقتل، فهم يظنون أن المسلمين كانوا يضعون السيف على رقبة الإنسان، قائلين أسلم وإلا قتلناك فهذا خطأ، &فلكل نص بيئة وظروف وله تفسير.
&
ونلاحظ أن غزوة أحد وبدر كانت في المدينة، وتعني أن الكفار هم من كانوا يقومون بالاعتداء على المسلمين، وهؤلاء نقول لهم الآية القرآنية (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)، إن هذه الجماعات الإرهابية ليس لهم جزاء إلا القتل، لقول الله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".&

تحريف 50 آية&
وقال محمد الفيشاوي، أستاذ الفقه في&جامعة الأزهر، ﻟـ"إيلاف" إن التنيظمات الإرهابية والتكفيرية تجد استخدام القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لتبرير الجرائم، وتوظف كل آية وكل حديث لخدمة مخططات الشيطان الذي يسيرون في طريقه، ويستخدمون تفسيرًا شيطانيا لآيات الجهاد في القرآن الكريم، حتى يبرروا سفك دماء الأبرياء دون وجه حق.
وأشار إلى أن سفك الدماء، وقطع الرقاب، وترويع الآمنين، ونشر الفزع، وتخريب الديار، لا تمت بصلة للجهاد في سبيل الله، ولا تحقق من مقاصد الشرع الشريف شيئا، بل هي تحقق التصور الظالم الذي يروجه الأعداء عن الإسلام، وأنه دين قد انتشر بحد السيف، فالجهاد الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - &يدفع به العدوان والشر، أما جهاد داعش هو إجرام بحق الإسلام والمسلمين.
&
ولفت الفيشاوي إلى وجود عدد من الآيات القرآنية التي يتم تحريفها عن سياقها وتأويلها غير ما تحتمل، لتبرير عدد من السلوكيات المنحرفة عن صحيح الدين، وقد رصدت دار الإفتاء المصرية "50 " آية يتم تحريفها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، ومن تلك الآيات قوله تعالى "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم" فهذه الآية لم تنزل للعموم، ولكن في واقعة حرب معينة.