أعلن البرلمان الليبي الشرعي تعيين اللواء خليفة بلقاسم حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي الوطني، وصوّت خلال جلسة حضرها 80 نائباً على قانون بهذا الخصوص، بعد استحداث منصب القائد العام.&

أقسم اللواء خليفة حفتر اليمين أمام البرلمان الليبي في جلسته الثلاثاء في مدينة طبرق، وكان قائد (عملية الكرامة) تعهد في بيان رسمي أدلى به، قبل يومين، باستكمال المعركة ضد الإرهاب وتطهير الأراضي الليبية منه.
&
وجاء بيان حفتر في أعقاب العملية الإرهابية التي أودت بحياة العشرات في مدينة القبة، التي وصفها اللواء حفتر بـ"الجريمة النكراء"، مشددا على أن الحرب التي يخوضها الجيش هي "حرب مقدسة بكل المقاييس".
وكان حفتر أعلن في خضم الأحداث والصراع الليبي الداخلي في 14 فبراير (شباط) 2014 سيطرة قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، وأعلن في بيان تلفزيوني "تجميد عمل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) والحكومة".
وفي يوم 16 مايو (أيار) 2014 شنّت قوات تابعة لحفتر عملية عسكرية أطلق عليها اسم "كرامة ليبيا" ضد مجموعات وصفتها بـ"الإرهابية" في بنغازي، وانتقلت العملية لاحقا إلى العاصمة طرابلس،
ابن أجدابيا&
&
يذكر أن خليفة بلقاسم حفتر مولود 1943 في مدينة أجدابيا حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الهدى في نفس المدينة العام 1957، ودرس الإعدادية في مدرسة أجدابيا الداخلية، ثم انتقل إلى مدينة درنة لإكمال دراسته الثانوية في الفترة 1961-1964.
&
وبعد إكماله التعليم الثانوي التحق حفتر في الكلية العسكرية الملكية في مدينة بنغازي سنة 1964، وتخرج فيها عام 1966، وحصل على دورات تدريبية في مجالات عسكرية وعلى أنواع مختلفة من الأسلحة.
كما شارك مع العقيد معمر القذافي في الانقلاب الذي أطاح بالملك إدريس السنوسي في فاتح سبتمبر (أيلول) 1969، فتولى بعد ذلك مهام متعددة في القوات المسلحة الليبية، وقاد القوات البرية الليبية تحت مظلة القذافي.
&
وفي سنة 1980 رقي إلى رتبة عقيد، وقاتل في جبهة التشاد، خلال حرب الرمال المتحركة بين ليبيا والتشاد في ثمانينات القرن العشرين، حيث تم أسره مع مئات من الجنود الليبيين في نهاية مارس (آذار) 1987.
وكان اسم حفتر ظهر إلى الواجهة عضوا بمجلس قيادة الثورة بعد انقلاب 1969، وعرف بميوله الناصرية العلمانية مثل أغلب أعضاء تنظيم "الضباط الوحدويين الأحرار" الذي شكله القذافي عام 1964، ويوصف بأنه من أبطال العبور إلى إسرائيل في حرب 1973، وحصل على نجمة عسكرية لدوره فيه.
&
معارضة القذافي&
وبعد وقوعه في الأسر في تشاد 1987 بدأ من داخل السجن يبتعد عن &نظام القذافي، ولم يخرج من السجن حتى خرج من تحت عباءة رفيقه في الانقلاب، وأخذ توجها آخر مغايرا، نال التزكية والمباركة من الأميركيين الذين كانوا حينها في خصومة مع القذافي.
&
وبعد إطلاق سراحه انضم عام 1987 إلى "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" المعارضة لنظام القذافي، ثم تولى مسؤولية قيادة "الجيش الوطني الليبي" الذي كان جناحها العسكري، وبدأ يعمل من التشاد.
وعند وصول إدريس ديبي للسلطة في التشاد فكك "الجيش الوطني الليبي" فقامت طائرات أميركية بنقل مجموعة كبيرة من عناصره إلى زائير (الكونغو الديمقراطية) ثم إلى الولايات المتحدة، وكان من ضمن هؤلاء قائد الجيش خليفة حفتر.
&
اتهامات&
وكان حفتر عرضة لاتهامات بأن له علاقات قوية ببعض الدوائر السياسية والاستخباراتية الغربية، خاصة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) التي دعمته وفق ما كانت تقارير نقلت عن مركز أبحاث أميركي.
وظل حفتر مقيماً في الولايات المتحدة إلى ما بعد اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) 2011، فعاد إلى بنغازي منتصف مارس (آذار) 2011 للمشاركة في العمل العسكري والسياسي لإسقاط القذافي.
وتولى اللواء حفتر لمدة وجيزة قيادة جيش التحرير الذي أسسه الثوار، وبعد انتقادات لأداء هذا الجيش، الذي تشكل في أغلبه من متطوعين وشباب لا خبرة لهم، تم إسناد قيادته لوزير داخلية القذافي الذي انشق عنه عبد الفتاح يونس العبيدي الذي تمت تصفيته في وقت لاحق على أيدي ميليشيات إسلامية.&
&