دعا العراق صربيا إلى تنفيذ إتفاقات تسليحية موقعة بين البلدين بأسرع وقت لحاجته إليها في حربه ضد تنظيم "داعش"، فيما أكد وزير الدفاع الصربي إستعداد بلاده لدعم العراق بدفعات سريعة من السلاح الذي يحتاجه في مواجهة التنظيم، فضلاً عن تزويده بأسلحة حديثة لم تستخدم سابقاً.

لندن: خلال مباحثات مع وزير الدفاع الصربي بترسلاف كيشيج في بغداد اليوم، فقد طالب رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي بتفعيل العقود التسليحية الموقعة بين البلدين، حيث تم ايضا استعراض سير المواجهات العسكرية مع "داعش".

وأكد الزاملي اهمية تعزيز العلاقات بين العراق وصربيا لما تربطهما من علاقة وطيدة منذ سنوات طويلة وأغلب أسلحته منها.. وأشار إلى الحاجة لزيادة الحجم التجاري العسكري مع صربيا خاصة أن "العراق اليوم يواجه بالنيابة عن العالم حرباً ضروساً مع تنظيم داعش الإرهابي"، كما قال بيان صحافي برلماني عقب الاجتماع. واضاف أن لجنة الامن والدفاع هي التي تشرع صرف الأموال على القوات العراقية فضلاً عن مراقبتها لآليات صرف تلك الأموال في مكانها الصحيح".

وشدد الزاملي على حاجة العراق للدعم اللوجستي العسكري الصربي في حربه ضد "داعش"، مشدداً على ضرورة الإسراع بإرسال المستشارين العسكريين الصرب إلى العراق من أجل الإستفادة من خبرتهم في حربه الحالية ضد الارهاب.

ومن جانبه، أكد الوزير الصربي الذي وصل إلى بغداد امس استعداد بلاده لمساعدة العراق عسكرياً ولوجستياً لمواجهة الإرهاب،& وقال إن صربيا لديها علاقة بالعراق منذ ستين عاماً، سلحت ودربت العديد من الضباط في الجيش العراقي.

وأشار إلى أنّ زيارته هذه تؤكد استمرار العلاقات الطيبة بين البلدين، خاصة وان بلاده مرت بظروف مشابهة للعراق في عامي 1990و2000 مما يجعلها أكثر حرصاً من أي دولة في العالم لتقديم المساعدة للعراق. وعبّر عن اسف بلاده لتعرض العراق لهذه الازمات التي أدت إلى تحطيم بنيته التحتية واستنزاف الثروات البشرية والطبيعية فيه.

وأوضح الوزير الصربي أن بلاده تمنع وتعاقب وفق قانون مشرع في بلاده أي شخص يحاول الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية وخاصة في العراق، وبلاده تقف موقفاً محايدًا كونها لم تنضوِ في حلف الناتو لذلك لها علاقات طيبة مع الغرب والشرق في الوقت نفسه.&

واضاف كيشيج أنه سيبحث العلاقات العسكرية مع العراق في اجتماعه اليوم الأربعاء مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الدفاع خالد العبيدي..مشددًا على استعداد بلاده لدعم العراق بدفعات سريعة من السلاح الذي يحتاجه في مواجهة تنظيم داعش، فضلاً عن الاستعداد لتجهيز العراق بأسلحة حديثة لم تستخدم سابقاً.

وكان العراق اشترى من صربيا، عام 2010 ، 20 طائرة صربية الصنع من نوع (لاستا 95)، سعر الطائرة الواحدة منها بحسب الاتفاق الموقع بين البلدين 750 ألف دولار. وقد كانت هذه الطائرات موجودة في كلية القوة الجوية "سبايكر" بمدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) لكنها إنتقلت في ما بعد إلى قاعدة الإمام علي في مدينة الناصرية الجنوبية مطلع عام 2014 عندما أصدر القائد العام للقوات المسلحة آنذاك نوري المالكي قراراً بضرورة نقلها إلى قاعدة الامام علي بإعتبار أن تكريت منطقة ساخنة.

وقد استورد العراق هذه الطائرات لإستخدامها في تدريب طلاب كلية القوة الجوية بشكل عملي على كيفية قيادة الطائرة بعد أن كانت تلك الكلية الواقعة في مدينة تكريت خالية أساساً من طائرات للتدريب.

يذكر أن الكثير من صفقات الاسلحة التي ابرمها العراق خلال ولاية رئيس الحكومة السابق نوري المالكي قد شابها الفساد من ابرزها صفقة شراء اسلحة من روسيا، والتي شُكلت لجان للتحقيق فيها. وفي عام 2009 قالت السلطات العراقية إنها تتفاوض مع صربيا لاستعادة 19 طائرة مقاتلة كان نظام صدام حسين أرسلها إلى يوغوسلافيا السابقة خلال الثمانينيات من القرن الماضي بهدف تصليحها.

وتوجه وفد من وزارة الدفاع العراقية إلى بلغراد لمناقشة استعادة الطائرات المذكورة وإعادتها إلى الخدمة، وهي من طراز ميج 21 وميج 23. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع العراقية إن الطائرات المذكورة ستكون إضافة مهمة إلى القدرات الدفاعية العراقية لكنها لم يعرف بعد ماذا حل بتلك الطائرات.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان فرض عقوبات ومناطق حظر للطيران على العراق بعد غزو الكويت عام 1990 ما جعل النظام السابق غير قادر على استعادة التجهيزات العسكرية التي كانت في الخارج. وبعد الإطاحة بالنظام عام 2003 ، سعت الحكومات العراقية، التي تشكلت بعد ذلك، الى&إعادة بناء قدرات البلاد العسكرية.&