بيروت: سيطر المقاتلون الاكراد اليوم الجمعة على الاطراف الشرقية والجنوبية لبلدة تل حميس، احد اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على الاطراف الشرقية والجنوبية الشرقية لبلدة تل حميس الواقعة" في شمال شرق مدينة الحسكة "عقب اشتباكات استمرت لستة أيام مع تنظيم الدولة الاسلامية". ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن تل حميس بانها "من أهم معاقل التنظيم" الجهادي المتطرف في المنطقة.

ودخل المقاتلون الاكراد البلدة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ اكثر من سنة بعدما نجحوا في انتزاع 103 قرى في محيطها. وقتل منذ 21 شباط/فبراير، تاريخ بدء الهجوم الكردي على المنطقة 175 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في المعارك على الارض وفي الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة اميركية بشكل يومي ومكثف، وتشكل سندا اساسيا للمقاتلين الاكراد.

كما قتل حوالى ثلاثين مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية والمقاتلين العرب، الذين يساندونهم. وبين هؤلاء ايضا مقاتل اوسترالي كان يقاتل ضمن وحدات حماية الشعب.
ويتقاسم الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على محافظة الحسكة، بينما لا يزال هناك تواجد للنظام في مدينة الحسكة.

ياتي دخول الاكراد الى اطراف بلدة تل حميس العربية في وقت يشهد اليوم محيط بلدة تل تمر الواقعة شمال غرب مدينة الحسكة، والتي يسيطر عليها الاكراد، هدوءا اثر الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الاسلامية على قرى في المنطقة الاثنين، واقدم خلاله على خطف 220 مسيحيا اشوريا على الاقل. وتسبب هجوم تنظيم الدولة الاسلامية هذا بحركة نزوح كبيرة من القرى المستهدفة في ريف الحسكة، شملت نحو خمسة الاف شخص وفقا لمسؤولين حزبيين وناشطين، توجهت غالبيتهم نحو مدينتي الحسكة والقامشلي الحدودية مع تركيا.

وقال جان طولو المسؤول في "مؤسسة اشور للاغاثة والتنمية"، ومقرها القامشلي في اتصال مع وكالة فرانس برس اليوم "توقفت حركة النزوح الكبيرة، ولم يعد يصل الى المدينة سوى بعض الاشخاص بين الحين والاخر". اضاف "نقدم حاليا للنازحين الطعام وكل ما يحتاجونه، وهناك اطباء يعملون مجانا لمعالجة اي طارئ"، مشيرا الى ان "حالة النازحين النفسية منهارة، خصوصا ان اقرباء بعضهم تعرّضوا للخطف".

وذكر طولو ان هناك نحو 200 عائلة اشورية في القامشلي، ونحو 900 عائلة نازحة في مدينة الحسكة. ويبلغ عدد الاشوريين الاجمالي في سوريا حوالى ثلاثين الفا من 1,2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من القرى المحيطة بنهر خابور في الحسكة.

ويزرع تنظيم الدولة الاسلامية المعروف ببطشه ووحشيته الرعب في مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور. وقد اقدم على اعدامات عشوئية في حق الآلاف، واحرق دور عبادة ودمر رموزا دينية. وقتل في النزاع السوري المستمر من اربع سنوات اكثر من 210 الاف شخص.