ما زال مصير المقدم السوري المنشق حسين هرموش غامضًا بعد اختطافه في تركيا وتسليمه للنظام السوري، وثمة من ينشر صوره بين المقتولين تحت التعذيب في أقبية الأسد.


بهية مارديني: ما زال مصير المقدم السوري المنشق حسين هرموش، قائد الضباط الأحرار في سوريا، غامضًا بين استمرار اعتقاله أو مقتله، خصوصًا بعد ظهور صور له في مواقع التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى، وسط معلومات صحافية تركية عن هروب عنصر مخابرات تركي المتهم بتسليمه إلى النظام السوري .

حوّلها عسكرية

في هذا السياق، قال كرم خليل، المنسق في الجيش السوري الحر والذي عمل مع هرموش في بداية الثورة، لـ"إيلاف": "المقدم حسين الهرموش كان من أوائل المنشقين عن جيش النظام، ورفض قتل المدنيين والتنكيل بهم، وقام بتحويل الثورة السورية إلى ثورة مسلحة، نظرًا لطبيعة النظام الأمني الهمجي الذي نواجهه، وعدم قدرته على الاستجابة للمطالب الشعبية بالوسائل السياسية والسلمية، وردًا على قتل المدنيين ووفق الوقائع اليومية المعلنة".

أضاف: "انطلاقة العمل المسلح المنظم يؤرخ لها بإعلان الهرموش تشكيل لواء الضباط الأحرار الذي تحول فيما بعد إلى حركة الضباط الأحرار لإفساح المجال لانضمام المدنيين الذين حملوا السلاح بوجه النظام القمعي، فباتت الثورة حركة مسلحة تمتلك قضية سياسية تتلخص باسقاط نظام الاسد، وبناء نظام جديد على اسس جديدة، فاكتسبت بذلك طابع حرب التحرير الشعبية، وتنظيم هذه القوى الثورية تتوافق مع المعايير والقوانين المعروفة لهذا النوع من الحروب، وهذا شكل خطرًا كبيرًا على النظام السوري، فتم انهاء المقدم الهرموش& وتدمير أغلب فريقه بشكل كامل".

لا تتخلوا عن الجيش الحر

ورأى خليل أن هناك محاولات لإضعاف الجيش الحر، وأشار إلى أن المشكلة تكمن في أن معظم الدعم كان يصل إلى الفصائل ذات التوجه الاسلامي، ما أضعف الجيش الحر. وقال إنه لا يلمح أملًا في حل سياسي في سوريا، "بل حل عسكري بانتهاء احد الأطراف، والحل المثالي هو انشاء جيش منظم ومدرب، لمدة لاتقل عن ثلاثة أشهر خارج سوريا، وبقوام لا يقل عن ثلاثين ألفًا".

وحول اقتراح اللواء سليم ادريس، وزير الدفاع في الحكومة الموقتة، انشاء جيش من ستين الفًا،& قال خليل: "هذا اعادة لنفس الأسلوب السابق، أي مجموعات وفصائل ثورية لا يمكن السيطرة عليها، يجب الا تكون طريقة التدريب كالتي تعتمدها الميلشيات بل على طريقة الجيوش النظامية، ولا أقصد بالأسلوب الحربي فقط، إنما في العمل التنظيمي الذي يجب أن يقود إلى بناء دولة".

وطالب المجتمع الدولي بعدم التخلي عن الجيش الحر، "وعدم ادخالنا في دوامة تنتهي بانتهاء جميع الاطراف والقيام بتدريب منظم وعمل جاد دون اللعب على الوقت إلى أن يتم تدمير البنية الحقيقية".

تورط تركي

وكانت تركيا فتحت تحقيقًا مخابراتيًا في اختطاف الهرموش، وتم القبض على ثلاثة من عناصر المخابرات السورية في تركيا، أحدهم إيراني الجنسية في أنطاكية، وتم التحقيق معهم. وكشفت التحقيقات عن تورط بعض عناصر من المخابرات التركية والإيرانية والسورية وشخصيات من المعارضة السورية في حادثة اختطاف هرموش، وإعادته إلى سوريا من داخل الأراضي التركية.

ونشرت معلومات أن بعض العناصر التركية شاركوا بطريقة غير رسمية، ومن دون علم الحكومة التركية، بعملية الاختطاف ما وسع دائرة التحقيق. واعترف المقدم أوندر صيغيرجيك أوغلو، من مواليد أضنة التركية، بتسليمه هرموش، في منطقة ألتين أوزو التابعة لإقليم هاتاي التركي المحاذي للحدود السورية، لعناصر من مخابرات النظام تولت نقله إلى داخل سوريا .

أعدم.. لم يعدم

بعد إلقاء القبض على أوغلو، حكم عليه بالسجن 20 عامًا. وبعد ما يقارب العامين والنصف تمكن من الهروب خلال عملية نقله من سجن "العثمانية" إلى سجن "توبراك كاله" بطريقة غامضة، ليظهر بعدها في سوريا من خلال موقع (أواد تي في) الذي روى فيه تفاصيل تسليمه هرموش. وقال انه يقطن في اللاذقية، ويقاتل إلى جانب "معراج أورال" أو مصطفى الكيالي في قوات ما يسمى بـ"المقاومة الشعبية" الحليفة للنظام& السوري.

وأثارت الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي أخيرًا، وقيل إنها لهرموش وهو شهيد بين معتقلين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، ردود أفعال متعددة لدى ناشطي الثورة ما بين مسلّم بالأمر، وبين مؤكد أن الصورة ليست صورته .

العشاء المفخخ

وكانت عملية اختطاف هرموش تمت عبر دعوته إلى عشاء خارج المخيم في هاتاي، للقاء أحد الضباط الأتراك والتباحث معه حول كيفية تقديم الدعم اللازم لاستمرار المقاومة ولتسليح الضباط المنشقين في جبل الزاوية. وكان برفقة اثنين آخرين من الضباط المنشقين واللذين تم اختطافهما معه، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.

وتمت عملية تهريب الضباط الثلاثة عبر الحدود التركية السورية من هاتاي التركية إلى سوريا.

والهرموش من مواليد قرية إبلين جبل الزاوية في ريف إدلب، ويعد من أوائل الضباط المنشقين عن جيش النظام في 9 حزيران (يونيو) 2011، وشكل لواء الضباط الأحرار، قبل أن يتم تسليمه للنظام، ليتولى بعدها العقيد رياض الأسعد المهمة، ويحول اللواء لمنظومة الجيش السوري الحر.