رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كارديف تأكيد هوية "الجهادي جون" جلاد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي عرف على أنه محمد الموازي من لندن، لكنه أكد بذل الجهود كافة لمنع مجرمين أمثاله "من إلحاق الأذى" بالأبرياء.


إيلاف - متابعة: اكد كاميرون "سنبذل كل ما في وسعنا، بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الأمن (...) من اجل العثور على من يرتكبون جرائم مقززة ومشينة ومنعهم من الحاق الاذى بمواطنين بريطانيين، اينما كانوا في العالم. هذه اولويتنا القصوى".

وكان كاميرون يتحدث في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول كشف وسائل إعلام عن هوية الشاب الكويتي الاصل المقيم في لندن، وشغل الجمعة وسائل الاعلام. منذ الخميس رفضت الشرطة والسلطات البريطانية كافة التأكيد ان محمد الموازي هو بالفعل الجلاد الذي ظهر في عدد من تسجيلات اعدامات تنظيم الدولة الاسلامية، لتجنب عرقلة جهود المطاردة الجارية.

من جهة اخرى رحب رئيس الوزراء الجمعة "بالعمل المدهش" لأجهزة الامن، فيما انتقدتها وسائل اعلام الجمعة لترك الموازي يغادر الى سوريا رغم انه كان من المشتبه فيهم المتشددين منذ 2009.

أحلام مبددة
ويقول معارف محمد الموازي، الذي قالت وسائل اعلام بريطانية واميركية انه منفذ اعدامات تنظيم الدولة الاسلامية، المعروف باسم "الجهادي جون"، انه كان شابا هادئا انتقل تدريجيا الى شخص متعطش للحرب. وقال هؤلاء لصحف بريطانية انهم عاجزون عن التوفيق بين الصورة التي لديهم للموازي المحب لكرة القدم وبين القاتل "السادي والوحشي بدم بارد"، كما يذكره احد الرهائن السابقين.

ولد الموازي في الكويت، الا ان اسرته انتقلت للاقامة في لندن، عندما كان في السادسة، ونشأ في نورث كنسنغتون في غرب لندن، وكان على اتصال بشبكة من الاسلاميين المتطرفين انكشفت في السنوات الاخيرة. وبحسب سجل المدرسة للعام 1996 الذي نشرته صحيفة "ذي صن" فان الموازي كان في طفولته من مشجّعي نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم وفرقة "اس كلوب 7" الموسيقية. وقد كتب في السجل "اريد ان اصبح لاعب كرة قدم عندما اكبر".

وانتقل بعدها لدراسة المعلوماتية في جامعة ويستمنستر، التي اكدت ان شخصا يحمل هذا الاسم غادرها قبل ست سنوات، واعربت عن "صدمتها" لمثل هذه الادعاءات. ونقلت بعض تقارير الاعلام عن طلاب سابقين انهم يتذكرون متطرفين في الجامعة، وان طالبا مرتبطا بحزب التحرير الاسلامي المتشدد اصبح رئيسا لاتحاد طلاب الجامعة في وقت لاحق.

تنزانيا... الانعطاف
وقالت جمعية كيج للحقوق المدنية، والتي نشرت مراسلات استمرت سنوات مع الموازي، ان انتقاله الى التطرف أتى بعد رحلة الى تنزانيا في 2009. وقال الموازي للجمعية ان الهدف من الرحلة كان قضاء اجازة، الا انه اتهم من قبل السلطات البريطانية بالتخطيط للانضمام الى حركة الشباب الاسلامية الصومالية. وبعد توقيفه تحت تهديد السلاح لمدة يومين في دار السلام، قال الموازي انه أعيد مع اصدقائه الى بريطانيا مرورا بأمستردام وانهم استجوبوا في المطارين، بحسب الرسائل التي نشرتها الجمعية الخميس.

واضاف ان الاستخبارات البريطانية كانت وراء توقيفه، وانها طلبت منه التجسس لحسابها، مهددة اياه "بمشاكل كثيرة" بعدما رفض الطلب. وتابعت الجمعية ان الموازي عمل بنصيحة امه ووالده سائق التاكسي، وانتقل للعيش لدى اسرة خطيبته في الكويت، كما بدأ عملا في مجال المعلوماتية. وقام برحلتين في العام 2010 لزيارة والديه اللذين انتقلا للعيش في منزل متواضع على مشارف مشروع اسكان في غرب لندن.

خيط "صومالي"
وروت جارة والديه اليزا موريز لصحيفة "ديلي تلغراف" ان الموازي "كان غريب الاطوار وغير ودود". وقال الموازي في مراسلته مع كيج ان السلطات منعته عندما حاول العودة الى الكويت في تموز/يوليو 2010 من المغادرة وادرجت اسمه على قوائم الارهاب. واظهرت مستندات قضائية نشرتها وسائل اعلام بريطانية ارتباطه بشبكات متطرفين معروفة باسم "لندن بويز" قامت حركة الشباب الصومالية بتدريبها في البدء. وهؤلاء المتطرفون كانوا "جزءا من شبكة تضم المملكة المتحدة وشرق افريقيا وتؤمن التمويل والمعدات للصومال".

وكتبت صحيفة "ذي غارديان" ان بعض هؤلاء المتطرفين كانوا يلعبون كرة القدم معا. وربطت الصحف بين الموازي وبلال البرجاوي الذي اصبح بعدها زعيما في حركة الشباب قبل ان يقتل بغارة طائرة اميركية بدون طيار في كانون الثاني/يناير 2012. وبحسب المراسلات التي نشرتها كيج فان الموازي غير اسمه الى محمد العيان، وحاول مرة اخيرة من دون جدوى ان يدخل الكويت في اوائل 2013 قبل ان يفقد اثره. وتابعت كيج ان الشرطة ابلغت اسرته بانها تعتقد انه توجه الى سوريا بعد ذلك.

الإثارة متعة
ولا يزال من غير الواضح كيف انتقل بعدها ليصبح من ضمن أشهر المطلوبين في العالم، الا ان احد الرهائن الذي كان تحت سيطرته في الرقة (العاصمة المعلنة لتنظيم الدولة الاسلامية) اشار الى "قاتل سادي بدم بارد وبلا رحمة". واشار متدربان بريطانيان في الاسعافات الاولية التقيا الموازي عندما زار اصدقاء في احد مستشفيات سوريا انه "هادئ لكنه يبحث عن الاثارة".

وقال احد هذين المتدربين لقناة "آي تي في نيوز" انه رأى "هذا الرجل يدخل وهو يرتدي ثيابا قتالية ويحمل مسدسا ومشط رصاص وكيسًا بيد واحدة بينما يتحدث على الهاتف". واضاف "كان يحضر حلويات ومشروبات ومثلجات". وذكر المتدربان انهما سمعا بحادثة رفع فيها الموازي سلاحه على مجموعة مسلحين هددوا بسرقة اسلحته. وقال احدهما "لقد بدا وكأنه شخص ليس لديه ما يخسره".
&