يروي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كيف خرج من صنعاء إلى عدن، بينما يطالب مع آخرين بنقل الحوار خارج العاصمة اليمنية، وهو ما يرفضه الحوثيون.


إيلاف - متابعة: نقل عبد العزيز جباري، أمين عام حزب العدالة والبناء، أجواء اللقاء الذي جمع ممثلي الأحزاب السياسية اليمنية والرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي استمر أكثر من ساعتين، فنسب إلى الرئيس تأكيده أن الشرعية الدستورية قائمه، "وما حدث في صنعاء انقلاب كامل الأركان، ويجب إعادة الأمور إلى مكانها الصحيح، وأن زمن استخدام السلاح انتهى، ونحن في القرن الواحد والعشرين، زمن المنطق والعقل".
&
بلاغ رقم واحد
&
وأضاف هادي بحسب جباري كما نقل تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط": "نقول للإخوة الحوثيين يدنا ممدودة لكم، إطرحوا السلاح واخرجوا من مؤسسات الدولة، وتحاوروا معنا بالمنطق والحجة، ونحن مستعدون أن نصل وإياكم إلى حلول ترضي كل اليمنيين".
&
وقال جباري: "عندما سألوا هادي عن استقالته ثم سحبها، رد بالقول إنه بعد الهجوم على دار الرئاسة وعلى منزله، تقدم الحوثيون بطلب إصدار نحو 130 قرارًا جمهوريًا بتعيينات لنائب رئيس جمهورية ونائب رئيس حكومة ونواب وزراء ورؤساء الجهاز المركزي للرقابة والأمن السياسي والأمن القومي وغيرها من المواقع، وعندما قدم الطلب صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله الحوثية، قال الرئيس هذا الطلب غير قابل للنقاش، فرد الدكتور عبد الكريم الإرياني أن هذا يعتبر البلاغ رقم واحد".&

استقال
&
وبحسب جباري، أجابه مهدي المشاط، مدير مكتب عبد الملك الحوثي، أن البلاغ موجود، "وأبلغني رسالة من عبد الملك الحوثي أنه إذا لم تذع هذه القرارات الساعة التاسعة مساء، فإنه غير مسؤول عما سيحدث"، نقلًا طبعًا عن هادي.&
&
أضاف: "قلت له ما يهمك الساعة التاسعة سوف يصير خيرًا، ثم طلبت المستشارين ورئيس مجلس النواب وقدمت استقالتي المسبّبة إلى مجلس النواب، بحسب الدستور، وقلت لهم أرجوكم لا أحد يناقشني في موضوع الاستقالة، وأرسلتها لوكالة الأنباء سبأ، لكنها لم تذع بسبب سيطرة الحوثيين على الوكالة".

هكذا خرج
&
وسألت جباري سألت الرئيس كيف خرج من صنعاء ووصل إلى عدن، رغم وجود حراسة حول بيته، وهل صحيح أن الرئيس السابق علي صالح ساعده أو أي جهة أخرى، لأن هناك تكهنات بأن جمال بنعمر هو من عمل على إخراجه. فقال هادي لجباري: "لا دخل لأحد بالموضوع، أنا خرجت من الفناء الغربي بسيارة فيها ثلاثة أشخاص فقط، ومررنا بطرق غير معبدة من سيارة إلى أخرى ومن مهرب إلى آخر، حتى وصلنا إلى عدن، واعتبر خروجي ووصولي عدن نصرًا لأبناء اليمن الطيب الكريم، ونصرًا للسلم والأمن وليس للحرب والخراب".
&
وقال هادي إن ما يحدث في اليمن ليس بعيدًا عن الصراع الإقليمي، "والأشقاء الخليجيون يدركون أن فشل المبادرة الخليجية فشل للدور الخليجي في اليمن وانتصار لغيرهم".
&
نقل الحوار
&
وفي سياق الأزمة اليمنية، دعا ياسين مكاوي، رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني، لنقل الحوار الجاري اليوم إلى خارج اليمن، "للنأي بالمشاركين فيه عن أي ضغوط قد تؤثر عليهم، وعلى التوصل سريعًا لحل الأزمة اليمنية"، مؤكدًا تعليق مشاركة الحراك في الحوار ريثما يتم نقله بعيدًا عن العاصمة اليمنية صنعاء.
&
وينضم الحراك الجنوبي في دعوته هذا الى اخرى أطلقها هادي قبل أسبوع، لنقل الحوار من صنعاء، ثم كررها الخميس أثناء لقائه المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، حين بحثا نقل الحوار إلى تعز.
&
إلا أن الحوثيين يرفضون رفضًا باتًا نقل الحوار خارج صنعاء، وكذلك حزب المؤتمر، الذي يرأسه صالح.
&
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصدر في تكتل أحزاب اللقاء المشترك تأكيده أن رفض الحوثيين والمؤتمر نقل الحوار دلالة على تحالفهما في اجتياح صنعاء وإسقاط المدن اليمنية في شمال البلاد الواحدة تلو الأخرى، وأن هذا الرفض "يهدد بإفشال الحوار وإحباط كل المساعي الدولية والداخلية الساعية لاستمرار الحوار وإنجاحه".
&
تغيير مواضيع الحوار
&
وفي سياق الحوار اليمني، أكد الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان محمد ضرورة تغيير مواضيع الحوار، بعد خروج هادي من الاقامة الجبرية، وانتقاله إلى عدن، وممارسته مهامه الدستورية.
&
وقال نعمان محمد في حوار مع قناة عدن الرسمية: "اول المواضيع التي يجب طرحها هو العودة إلى ما قبل الأحداث التي أدت لاستقالة هادي، وتطبيق الملحق الأمني في اتفاق السلم والشراكة، وانهاء سيطرة الميليشيات على المدن والمؤسسات، وإعادة السلاح المنهوب منذ 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، وما قبل ذلك، مع التأكيد على موقف التنظيم بانسحابه من الحوار، لأنه يرى أن الحوار بصيغته الحالية لن يقدم شيئًا، بل يوفر غطاء سياسيًا للانقلاب الحوثي".
&
السفارة الكويتية في عدن
&
إلى ذلك، أعلنت الكويت استئناف عمل سفارتها في اليمن من مدينة عدن. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية لوكالة الأنباء الكويتية إن دولة الكويت، وفي إطار دعمها للشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وما نصت عليه المبادرة الخليجية، قررت استئناف عمل سفارتها في اليمن من مدينة عدن.
&
وأضاف: "هذا القرار يأتي ترجمة لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، وانعكس في البيان الختامي الذي أصدره المجلس أخيرًا، والمتضمن دعمًا للسلطة الشرعية في اليمن وقرار مجلس الأمن رقم 2201، مع تأكيد الكويت على أن أمن واستقرار اليمن لن يتحققا إلا بالالتزام بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية".
&