أكد يحيى مكتبي، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، في تصريح لـ"إيلاف"، على أهمية اجتماع مدينة كلس على الحدود السورية التركية، وذلك لبحث تطورات ما يجري في حلب على الصعيد الميداني والسياسي والعسكري، وأشار إلى افتتاح الاجتماع أمس السبت، واستمراره ثلاثة أيام.


بهية مارديني: أكد مكتبي أن جميع القوى العسكرية والسياسية في المعارضة السورية يريدون وقف القتل الهمجي، الذي يمارسه النظام السوري، ويتعاملون بإيجابية مع المبادرات الدولية، لافتًا إلى أن النظام هو الذي لم يفِ بأي من تعهداته والتزاماته. هذا وحضر الاجتماع في كلس كل من خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري وأعضاء الائتلاف والحكومة السورية الموقتة من أبناء مجلس محافظة حلب وقيادات عسكرية متعددة.

لجنة متابعة
يهدف الاجتماع إلى تشكيل لجنة لمتابعة التعامل مع هذه المبادرة، سواء في حال قبولها أو رفضها، أو في حال قبولها بشروط. وعلمت "إيلاف" من أعضاء في الائتلاف حضروا الاجتماعات أنه تم تحديد لجنة من سبعة أشخاص للتفاوض مع دي ميستورا باسم ثوار حلب، من بينهم عبد الجبار عكيدي ويحيى نعناع. كما تم تحديد لجنة تشاورية قوامها 15 عضوًا من القوى الثورية تعود إليها لجنة التفاوض، وتتباحث معها قبل تحديد أي قرار.

ومن المتوقع أن يقود الاجتماع إلى بلورة رد موحد باسم مدينة حلب على المبادرات السياسية الدولية، وفي مقدمتها مبادرة ستيفان دي ميستورا، والتي تنص خاصة على تجميد القتال في مدينة حلب.

وقال خوجة& للحضور في اليوم الأول إن نظام الأسد متهالك، ومصيره صار بيد الإيرانيين، داعيًا إلى التعامل مع المبادرات ضمن اعتبارات عدة وهي: أولًا أن تكون حلًا وطنيًا شاملًا لكل الأراضي السورية، فأوضاع مدينة حلب كأوضاع حي الوعر في حمص والغوطة في دمشق، وثانيًا: يجب ألا يستفيد النظام من أي مبادرة، وثالثًا: يجب ألا تؤدي المبادرات لخسارة الحاضنة الشعبية".

مبادرة شاملة
وأشار خوجة إلى ما أعلنه الائتلاف سابقًا، وهو أن الائتلاف لم يتخلَّ عن هدف إسقاط رأس النظام وكل رموزه، وهو هدف الثورة السورية، موضحًا أن الائتلاف سيكون من ضمن الفريق الذي سيشكل في حلب للتعامل مع مبادرة دي ميستورا. ولفت خوجة في تصريحات صحافية إلى أن موقف الائتلاف تجاه مبادرة دي ميستورا يتلخص في إصراره على أن يشمل تجميد القتال مناطق سورية عدة، إضافة إلى مدينة حلب.

وأكد أن المبادرة الحالية تشمل فقط أجزاء من مدينة حلب، كحيي صلاح الدين وجزء من حي سيف الدولة، وليس جميع مناطق حلب، وتابع "يبدو أن دي مستورا يريد أن يبدأ بتطبيق مبادرته من المناطق الساخنة بين الجيش الحر وقوات النظام".

ولفت خوجة أن مبادرة المبعوث الأممي وخطة تجميد القتال في حلب تختلف عن مطالب الائتلاف في توفير منطقة آمنة لحماية المدنيين في شمال سوريا. وأشار إلى أن النظام سيسقط في اختبار تجميد القتال، كما سقط في الاختبارات السابقة، ولا سيما في الهدنات التي عقدها مع الثوار في دمشق وحمص.

وكان خوجة قد أبلغ دي ميستورا في لقائه الأخير مع رئاسة وأعضاء الائتلاف أن تجميد القتال يجب أن يشمل مناطق أخرى، إضافة إلى حلب، كغوطة دمشق مثلاً، التي تعاني من الحصار منذ أكثر من سنتين، إلى&جانب القصف الذي لم يتوقف حتى أثناء وجود دي ميستورا في دمشق.

هاجس المراوغة
من جانبه، حذر وزير الداخلية في الحكومة السورية الموقتة العميد عوض العلي في افتتاح الاجتماع أمس من سعي النظام إلى الاستفادة من المبادرات وإفراغها من مضمونها، مضيفًا أن مبادرة دي ميستورا "كانت تتحدث عن وقف القتال، وباتت الآن تتحدث عن وقف القصف بالأسلحة الثقيلة، كما كانت تتحدث عن حلب، وباتت تتحدث عن أحياء أو حي واحد منها.

وأشار العلي إلى أن النظام "يريد استغلال المبادرة من الناحية السياسية، وتقديم نفسه على أنه مستعد للحوار وللتعامل مع الحلول السلمية السياسية، بينما فعليًا هو يريد استغلال المبادرات لفائدته، وسيتخلى عنها في اللحظة التي لا تعود مفيدة بالنسبة إليه".

دعوات للوحدة
إلى ذلك، دعا العقيد عبد الجبار العقيدي الرئيس السابق لمجلس حلب العسكري الحلبيين والسوريين إلى الوحدة، ورفض أسلوب دي ميستورا، الذي يتعامل مع السوريين كمدن وأحياء ومجموعات صغيرة، لا رابط وطنيًا بينها.

وبحسب موقع الائتلاف، شددت كلمات ممثلي مجلس محافظة حلب، والتكتلات السياسية والكتائب المقاتلة على وحدة الصف والموقف، والتعامل مع المبادرات الدولية بما يوقف معاناة السوريين وعدوان النظام عليهم، من دون السماح له باستغلالها لتحسين مواقعه، وتشتيت الموقف الشعبي المؤيد للثورة.
&