أعلن محافظ الموصل العراقية الشمالية أن القوات التركية ستشارك في العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤكدًا التعرف على ثلاثة أشخاص شاركوا في تحطيم آثار متحف المدينة التاريخي.


قال المحافظ أثيل النجيفي إن مباحثات نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي في انقرة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومته احمد داوود اوغلو خلال الايام الثلاثة الماضية فتحت صفحة جديدة في الحرب ضد "داعش" .. مؤكدًا على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الاحد، واطلعت عليها "إيلاف"، أن الحكومة التركية اكدت استعدادها لدعم العراق وخصوصًا محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في حربها ضد "داعش" ودخولها ضمن التحالف الدولي وتقديم الدعم المناسب للقوات العراقية التي تواجه التنظيم.
&
واضاف قائلاً "هذا موقف كنّا ننتظره منذ زمن ولكن يبدو ان هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب مع تغيير سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه سوريا، وأصبح الموقف التركي مهيأ أكثر للدخول بفعالية ودعم جهود تحرير الموصل.
&
وعلى الصعيد نفسه، اوضح النجيفي أن تركيا قررت الانضمام للعملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل. &وأكد أن "تركيا اتخذت قرارًا بالانضمام إلى العملية العسكرية لاستعادة الموصل". وأضاف النجيفي في تصريح نقلته وكالة "رووداو" الكردية من مدينة اربيل الشمالية أن "تركيا ستشارك بجميع الطرق العسكرية واللوجستية للمساعدة في استعادة السيطرة على مدينة الموصل". وتابع أن "تركيا تعتزم ايضًا ارسال الاسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية لنا"، حيث يفرض مسلحو تنظيم "داعش" سيطرتهم على مدينة الموصل منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي بعد انسحاب الجيش العراقي منها دون قتال.
&
وكان اردوغان أعلن الاسبوع الماضي مساعدة القوات العراقية تسليحًا وتدريبًا لمواجهة ارهاب تنظيم "داعش" واتخاذ خطوات مشتركة على هذا الطريق .. وخلال اجتماع في انقرة مع نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي قال الرئيس التركي إن ارهاب "داعش" يدعونا الى اتخاذ خطوات مشتركة تجاه هذه التداعيات والتعجيل في العمل المشترك ودعم العراق في حربه ضد الاٍرهاب" . وشدد بالقول انه لذلك "سنعمل من اجل مساعدة القوات العسكرية العراقية بالتجهيز والتدريب" .. مؤكدًا &حرصه على دعم العراق بمختلف قومياته وأطيافه.
&
يذكر ان القوات العراقيية والبيشمركة الكردية تخوض حاليًا معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية التي يحتلها التنظيم بهدف استعادة السيطرة عليها .. فيما يشن تحالف غربي عربي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن عقب احتلاله الموصل قيام ما أسماه "دولة الخلافة". &&
&
القبض على ثلاثة اشخاص شاركوا بتحطيم آثار متحف الموصل
&
ومن جهة أخرى، اشار اثيل النجيفي الى انه قد تم التعرف على ثلاثة اشخاص من عناصر "داعش" من الذين قاموا بتحطيم اثار متحف الموصل .&
واضاف في صفحته على "فايسبوك" ان كتائب الموصل وهي قوات من المتطوعين الذين يتهيأون للمشاركة بتحرير المدينة قد كتبت عبارات على دار احد أولئك الاشخاص في منطقة الزهور بالمدينة، وهي تقول "سنحطمكم يا دواعش الجهل والظلام كما حطمتم تاريخ حضارتنا .. كتائب الموصل".
&
واوضح قائلاً " إن هؤلاء المجرمين بالاضافة الى تحطيم الاثار فقد قاموا بسرقة ما سهل حمله منها، وسيتم تحريك الإجراءات القانونية بحقهم من الان مع العلم ان قانون الاثار العراقي رقم 55 لسنة 2002 قد جعل عقوبة الإعدام لمن يسرق الاثار كما في حالة داعش، وهم يحملون سلاحهم اثناء عملية السرقة".
&
وشدد على ان "تدمير داعش للآثار في متحف الموصل دليل على همجيتهم وتخلفهم ويحتاج الى وقفة من كل العالم لمنع هذه الهمجية من الاستمرار في تدمير الحضارة الانسانية" . وتساءل قائلا "ألم يفكروا كيف مر على هذه البلاد ملايين علماء المسلمين، ولم يدعوا الى التعرض لتلك الاثار بل كانوا يدعون الى التفكر والدراسة وفهم تاريخ تلك الامم والاستفادة من تجاربها ام ان داعش يظنون انهم اكثر معرفة بالدِّين من الصحابة الذين وصلوا الموصل عام 16 هجرية.
&
وقال "مع معرفتنا بأن بعض الاثار التي قاموا بتدميرها هي نسخ جبسية الا أن هناك عدداً آخر من الاثار الحقيقية بين القطع التي قاموا بتدميرها"..واشار الى انه لتحديد القطع الاثرية الحقيقية التي دمرها عناصر داعش بالاضافة الى الثور المجنح كانت هناك في القاعة الحضرية الخاصة بمدينة الحضر تماثيل أخرى كانت تجسد شخصيات كتّاب ومفكرين في المدينة كان عددها 7 قطع اثرية.&
&
وكشف النجيفي ان معظم الاثار ذات القيمة العالية كانت قد نقلت الى خزانة المتحف الوطني في بغداد عام 2000 بسبب الحاجة الى اعمار متحف الموصل وبقيت هناك حتى اليوم . وقال انه تمت ملاحظة عدم وجود بعض القطع الصغيرة القابلة للنقل اثناء عملية التدمير، وهذا يؤكد المعلومات الواردة التي تشير الى ان "داعش" قد قام بسرقة الاثار التي يمكن حملها بينما قام بتدمير القطع الاثارية التي يصعب نقلها. واشار الى انه اجرى اتصالات مع منظمة اليونيسكو لمتابعة الاثار المسروقة في جميع المزادات العالمية حيث قامت بدورها بابلاغ الشرطة الدولية "الانتربول" لمتابعة ما سرق من اثار.
&
وامس السبت، اعادت الحكومة العراقية افتتاح المتحف الوطني في بغداد، المغلق منذ اكثر من 12 عامًا &اثر تعرض نحو ثلث موجوداته التي تقارب 15 الف قطعة للنهب بعيد الاجتياح الاميركي عام 2003.
وتأتي اعادة افتتاح المتحف الضخم الذي يضم آثاراً يعود تاريخها الى 100 الف عام قبل الميلاد بعد يومين من نشر تنظيم الدولة الاسلامية شريطًا مصورًا يظهر تدمير تماثيل وقطع اثرية في الموصل، &كبرى مدن شمال البلاد التي يسيطر عليها التنظيم من حزيران الماضي.
&
واقيم احتفال في المتحف، بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقال قيس حسين رشيد، وكيل وزير السياحة والآثار، &"كنا نستعد لاعادة المتحف وهذا عمل نقوم به منذ اشهر لانه يجب اعادة افتتاح المتحف امام الجميع". واضاف أن احداث الموصل في اشارة الى تدمير الآثار قد سرعت من العمل ليتم افتتاحه&ردًا على ما فعلته "داعش" .
&
وكان التنظيم نشر الخميس الماضي شريطًا يظهر قيام عناصره بتحطيم تماثيل أثرية لا سيما من العصر الآشوري في متحف الموصل، كما قاموا باستخدام آلات كهربائية لتشويه تمثال ضخم لثور مجنح عند بوابة نركال في المدينة.
&
واثارت عملية التدمير موجة استنكار عالمية، وطالبت منظمة "اليونيسكو" لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي لحفظ تراث العراق وسط مخاوف من قيام الجهاديين بالحاق اضرار مماثلة بمواقع اثرية اخرى موجودة في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل.
ويعد تدمير الآثار في الموصل اسوأ الكوارث التي اصابت التراث العراقي منذ عام 2003 حينما تعرض المتحف الوطني في بغداد لعمليات نهب واسعة وتدمير قسم كبير من موجوداته.
&
&