رفض رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور في مقال له زيارة الرئيس التركي إلى السعودية، فخلّف موقفه ذلك زوبعة عبر شبكات التواصل، بين مؤيد لموقفه، ومعارض للتدخل في شؤون السعودية، التي تدرك مصالحها، ولها مسؤولون وأجهزة رسمية تُمثل مواقفها.


محمود العوضي من أبوظبي: أدى مقال رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور المنشور في جريدة "السياسة" الكويتية بعد أنباء عن رفض الصحف الإماراتية نشره تحت عنوان "أردوغان لا يستحق أن تفرش له السعودية السجاد الأحمر"، إلى زوبعة في الأوساط الإعلامية في الخليج ما بين مؤيد ومعارض للموقف الذي اتخذه الحبتور في مقاله.

وقد بلغت الإثارة ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإخونجية التي سنحت لها الفرصة.

وقال إعلاميون خليجيون في الولايات المتحدة الأميركية لـ"إيلاف" إن "هذا المقال جاء في غير محله، والحبتور أقحم نفسه وتدخل في بروتوكول التشريفات السعودي، وهذا شأن سعودي سعودي".

وأضافوا أن "هناك مسؤولين أجدر كوزراء الخارجية الخليجيين الذين هم بإمكانهم الحديث في السياسة.. ولا يجوز لرجل أعمال أن يتدخل في شؤون الشقيقة الكبرى السعودية".

ونوهوا إلى أن "هذا المقال أعطى فرصة لإخوان الخليج لأن يدخلوا في حراك سياسي من جديد... ومنحهم قبلة الحياة للعودة إلى منبر الحديث".

وهناك من المغردين من يرى أن الحبتور أخطأ في تقديمه نصائح إلى المملكة العربية السعودية، وأن السعودية يمكنها أن تزن سياستها الخارجية كما تشاء دون انتظار لنصائح الحبتور، كما اعتبروا كلمات الحبتور تدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي السعودي وأنه أخطأ في حق السعودية من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه.

موضحين أن "مقال خلف الحبتور لا يمثل إلا نفسه، والدليل أنه نشر خارج الإمارات، وهذا المقال تسبب في وضع العلاقات الإماراتية السعودية في موقف حرج".

وفي الجهة المقابلة، هناك من يؤكد أن الحبتور أصاب الحقيقة في مقاله وأنه يعبر عن رأيه فقط، فهو محب للسعودية والسعوديين، وأن مقاله بدافع الحرص والخوف على منطقة الخليج وأمن السعودية والإمارات ومصر سعيا لدرء المخططات الغربية وإفشالها قبل أن تنبت أو تفرق بين الحلفاء "السعودية والإمارات ومصر".

وكتب كثير من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات حول الموضوع منها:

"لا أعلم لما هذه الجلبة على مقال الحبتور، هو رجل اعمال ومثقف وكاتب يمثل نفسه ويطرح آراءه.. الآراء هنا تمثل وجهة رأي الكاتب وليس الصحيفة".

"مقال الحبتور تدخل سافر في السياسة السعودية، والسعودية دولة كبرى لها ثقلها في العالم ليست بحاجة لمن يعلمها".

وغرد دكتور إماراتي قائلا "أقوى مقال قرأته اليوم لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور.. لا احد يتدخل في شؤون احد ومن حق الجميع طرح وجهات نظرهم ويجب ان تحترم خاصة اذا كانت واضحة بوضوح مقال خلف الحبتور.. مقاله جريء ويطرح وجهة نظر يجب ان تحترم وتعبر عن موقف عدد كبير من المستائين من موقف اردوغان المعادي لمصر".

ومن مقتطفات المقال الذي كتبه الحبتور في جريدة السياسة الكويتية التي لديه علاقة وطيدة معها: "إنه لامر مستغرب ان يتوقع اردوغان الذي يوجه انتقادات لاذعة للحكومة المصرية ويدافع بشدة عن الاخوان المسلمين الذين يستضيفهم ايضا على الاراضي التركية استقباله بحفاوة في الرياض، لا سيما بالتزامن مع وجود خصمه المصري اللدود الرئيس عبدالفتاح السيسي في العاصمة السعودية".

وأضاف الحبتور في مقاله "لا يزال الغموض يحيط بالاسباب التي دفعت السعودية الى الرضوخ على ما يبدو للمحاولات التي يبذلها الرئيس التركي من اجل استمالتها الى صفه".

واضاف بعض المغردين ان هذه هي وجهة نظر شخصية ولا تمثل اي جهة رسمية كما انها افساح للمجال لحرية الرأي.
&
من هو خلف الحبتور؟

هو رجل أعمال إماراتي وشخصية ذو مكانة متميزة ووضع مرموق في المجتمع. يتبوأ هذا الرجل العصامي اليوم منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، إحدى أكثر الشركات نفوذا في منطقة الخليج.

ولا تقتصر شهرة خلف الحبتور على إنجازاته العديدة في مجال الأعمال، بل تمتد لتشمل أيضا معرفته الشاملة بالشؤون السياسية، وأعماله الإنسانية، ومساعيه لإرساء السلام، ويكتب بشكل موسع عن السياسات المحلية والعالميّة، وينشر مقالاته في وسائل الإعلام المختلفة، ونشرت له كتب عدة.

ودائما يمنح الحبتور الطلبة المصريين منحا للدراسة في الجامعات الأميركية في القاهرة وأميركا، ولديه مشاريع خيرية عديدة ومتنوعة.