مازالت الأنباء متضاربة بخصوص حقيقة حل حركة "حزم" السورية المعارضة لنفسها والتحاقها بإئتلاف اسلامي أكثر تنظيما وقوة. وخاضت "حزم" معارك ضارية مع جبهة النصرة وخسرت مواقع وعتادا وعشرات من مقاتليها مؤخرا.


إسماعيل دبارة: تضاربت الأنباء في سوريا حول مدى صدقية الأنباء التي تحدثت عن حل حركة "حزم" المعتدلة لنفسها وانضمامها إلى إئتلاف "الجبهة الشامية" الاسلامية، وذلك بعد معارك ضارية خاضتها "حزم" ضد جبهة النصرة.

وحركة "حزم" تعتبر إحدى آخر جماعات المعارضة غير "الجهادية" المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في شمال سوريا الذي تسيطر على جزء كبير منه جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

بيان غير موثق

إطلعت "إيلاف" على حساب حركة "حزم" على تويتر، فلم تجد بيانا تحدثت عنه وسائل اعلام مختلفة، يشير إلى حل حزم لنفسها، كما لم تؤكد "الجبهة الشامية" ذلك الخبر، وإن كانت في السابق قد أكدت انضام "حزم" بتسميتها تلك إلى صفوف الجبهة الشامية التي تتكون من عشرات التشكيلات المقاتلة والكتائب بتسميات مختلفة.

ويعود تاريخ نشر آخر بيان إلى 27 فبراير الماضي على صفحة "حزم" على تويتر.

لكنّ بيانا اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، تم تداوله في أوساط المعارضة السورية.

وفي هذا البيان، قالت حركة حزم إن مقاتليها سينضمون إلى الجبهة الشامية وهي تحالف لكتائب إسلامية في حلب للحيلولة "دون إراقة المزيد من الدماء".

ويأتي القرار بعد قتال شرس في مطلع الأسبوع بين "حزم" وبين جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

وتلقت حركة "حزم" ما تصفها بمساعدات عسكرية قليلة من الدول الأجنبية المعارضة للأسد بما في ذلك صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات من نوع (تاو)، إلا أنها فقدت أراضي "للجهاديين" المسلحين بشكل أفضل ويحصلون على تمويل أكبر.

انشقاق

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له اليوم الأحد، إنه تلقى بدوره بيانا أصدرته فصائل بحركة "حزم" في ريف حلب أعلنت فيه انسحابها من الحركة.

وجاء في بيان مقاتلي "حزم": "سعيا منا في توحيد الصفوف وتوجيه السهام الى العدو النصيري المجرم نعلن نحن فصائل حركة حزم (القطاع الشمالي) العاملين في دارة عزة بقيادة أبي جلال شلوح وأحمد الحلو ونزار عرب، نعلن انسحابنا من حركة حزم والتخلي عنها وانضمامنا الى كتائب ابن تيمية بكامل عتادنا وعناصرنا وإننا نتعهد ببذل الجهد في الدفاع عن شعبنا بكل ما أوتينا من قوة وعدم شق الصف مهما كانت الأسباب".

معارك ضد "النصرة"

ارتفع إلى 80 على الأقل عدد المقاتلين الذين لقوا مصرعهم في ريف حلب الغربي خلال اشتباكات بين حركة حزم وجبهة النصرة، وهي تنظيم القاعدة في بلاد الشام، من ضمنهم 50 مقاتلاً على الأقل من حركة "حزم" والبقية من جبهة النصرة، لقوا مصرعهم خلال سيطرة النصرة السبت على مقرات حركة "حزم" في الفوج 46 وميزناز وكفرنوران والمشتل وريف المهندسين الثاني، والتي انسحبت منها "حزم" إلى بلدة الأتارب مصطحبة معها عدة آليات فيما قامت بإحراق آليات أخرى في الفوج.

وكانت جبهة النصرة قد أصدرت قبل أيام بياناً وردت إلى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" نسخة منه اتهمت فيه حركة "حزم" باختطاف عدد من قيادييها ومقاتليها وبتحريض حزم مقاتليها على قتال جبهة النصرة.

واعتبرت النصرة في بيانها حركة "حزم" بجميع مكوناتها "هدفاً مباشرًا لها"، وبالمقابل أصدرت حركة "حزم" بيانا اتهمت فيه جبهة النصرة باختطاف رسولها وأسر وقتل عدد من مقاتليها وقيادييها، وأعلنت استعداداها تسليم ملف القضية بكافة متعلقاتها لأي هيئة شرعية مستقلة تماما عن الفصائل، بينما أصدرت "الجبهة الشامية" التي انضمت إليها حركة "حزم" قبل أسابيع بياناً في الوقت ذاته دعت فيه حزم للامتثال لأوامر القيادة وحثت جبهة "النصرة" على ضبط النفس.


&