تشق خلافات كثيرة حزب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ومن ذلك، تعدد روافده السياسية التي تشكل عليها، واستئثار فئة قليلة بالرأي، مع ضعف تنظيمي فادح أزعج قواعد حزب (نداء تونس) صاحب الاغلبية في البرلمان.


تونس: منذ وصول حزب الرئيس التونسي الحالي، الباجي قائد السبسي إلى سدة الحكم العام الماضي، صارت الخلافات داخله، وبين قيّادييه أكثر وضوحا.

ويحوز حزب نداء تونس غالبية مقاعد البرلمان الجديد، وهو الذي شكل حكومة الحبيب الصيد الائتلافية التي تشارك فيها حركة النهضة الاسلامية خصمه اللدود.

وخلّف تحالف الحزب مع حركة النهضة الاسلامية في تشكيل الحكومة، والتي طلما قدم وعودا لناخبيه باقصائها ان وصل الى السلطة، استياءا عارما في أوساط ناخبيه وقواعده، ناهيك عن اتهامات لبعض القيادات بالتفرّد بالراي والسعي لعزل قياديين آخرين ينتقدون أداء الرئيس الباجي قائد السبسي.

ويستعدّ الحزب لانتخاب مكتب سياسي أو هيئة تنسيقية وطنية تعمل على الاعداد للمؤتمر القادم لهذا الحزب الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات.

والأحد، عقد حزب نداء تونس اجتمعا تشاوريا في العاصمة تونس، باشراف محمد الناصر رئيس الحزب بالنيابة عن السبسي، ورئيس مجلس "نواب الشعب". وذلك للنظر في "كيفية تعاطي الحزب مع مقتضيات الحكم".

ويقوم الحزب على روافد سياسية مختلفة ومتناقضة، وهي دستورية وتجمعية (نسبة لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي وهو حزب الرئيس المخلوع بن علي) ورافدا يساريا نافذا، واخر نقابي، مع مجموعة من الليبيراليين والمستقلين.

وأكد عضو المكتب التنفيذي لحزب نداء تونس، محمد الطرودي أن حزبه تحول اليوم "من حزب معارض الى حزب في سدة الحكم بما يفرض اعادة النظر في الخط السياسي للحزب وكيفية التعامل مع الحكومة".

وأوضح في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن دراسة الوضع النقابي تعد أيضا من نقاط جدول اعمال هذا الاجتماع التنسيقي باعتبار الحراك النقابي الذي يميز هذه المرحلة والمتمثل خاصة في اضراب نقابة التعليم الثانوي.

من جانبه، تحدث القيادي بنداء تونس محسن مرزوق عن اجتماع تشاوري لتطوير هياكل الحزب ودراسة ما يمكن اتخاذه من اصلاحات داخله وتركيز المكتب السياسي الذي سيتولى الاعداد للمؤتمر القادم للحزب، متوقعا أن يعقد هذا المؤتمر في غضون شهر سبتمبر المقبل.

واكد انه سيتم خلال الاجتماع النظر في سبل تنشيط الهياكل المحلية والجهوية للحركة والتركيز على كيفية التعامل مع الوضع الجديد للحزب الذي اصبح اليوم في الحكم وما يتطلبه ذلك من شروط جديدة والمام بالتحديات المطروحة.

وردا على سؤال من وكالة الأنباء الرسمية حول الخلافات التي تشق الحركة، أوضح مرزوق أن "المؤتمر هو الذي يتولى الحسم في المسائل التنظيمية والتأديبية داخل الحزب"، معتبرا أن "الاختلاف في الرأي والرؤى لا يمكن أن يكون الا ايجابيا وبناءا"، وفق تعبيره.

ويحاول الحزب عزل بعض قيادييه بسبب تصريحات انتقدت اداء الباجي قائد السبسي قبل وأثناء الحملة الانتخابية.

واعتبر نجل الرئيس التونسي، والقيادي بحزب النداء حافظ قائد السبسي أن اجتماعات الحزب "تبحث حاليا دراسة المنشور الانتخابي من قبل لجنة فنية لحسن الاعداد للمؤتمر القادم والتركيز على ما لا يقل عن 25 بالمائة كنسبة شباب في المجلس التنفيذي للحركة الى جانب بعث لجنة لدراسة النظام الداخلي للحزب في ظل وجود فراغ قانوني".