ضرب الجيش الليبي حصارًا على مدينة درنة من اربعة محاور، استعداداً على ما يبدو لشن هجوم ضد التنظيمات الإرهابية، بينما قالت تقارير متطابقة إن عناصر "داعش" أعادوا تمركزهم في المناطق الجبلية هرباً من الغارات الجوية.

طرابلس: صرح المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي الرائد محمد الحجازي، صباح اليوم الإثنين، أن الجيش الوطني يحاصر مدينة درنة من أربعة محاور، حيثُ يتحرك الجيش وفق استراتيجية مرسومة.
&
وقال الحجازي إنه تجول عدة مرات في مناطق تمركز قوات الجيش الليبي، ولم تكن درنة تبعد عن القوات أكثر من 10 إلى 18 كم، لافتًا إلى أن مداخل المدينة في مرمى نيران الجيش الوطني، إذ إنه بانتظار الأوامر للتحرك.
&
وأضاف الحجازي أن القوات الجوية ترصد بدقة الأهداف التابعة لقوات ما بات يعرف بتنظيم داعش الإرهابي ومن يحالفه، مؤكدًا أن القوات الجوية ستقوم بقصف هذه المواقع لفتح ممرات لدخول القوات البرية إلى المدينة وتخليصها من هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
&
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عن مصادرها في ليبيا، قولها إن مقاتلي تنظيم داعش، هربوا من درنة، وغادروا المدينة بشكل سريع وغير مفهوم.
&
وأكدت الوكالة أن داعش أخلى البنايات والمقرات الحكومية والرسمية التي سيطر عليها سابقاً، دون تفسير، ولم تتمكن المصادر من تأكيد وجهة المنسحبين من المدينة الواقعة في شرق ليبيا.
&
ملاذ جبلي
&
لكن تقارير صحافية ومواقع إخبارية أشارت إلى أن داعش، سحب قواته وعناصره إلى منطقة رأس منطقة رأس الهلال الجبلية القريبة، في خطوة يمكن تفسيرها بالبحث عن ملاذ طبيعي ضد الضربات الجوية المتوقعة سواء من مصر أو من الطيران الليبي أو من دول أوروبية، في حال قررت هذه الجهات شن غارات جديدة على التنظيم.
&
من جانبه، رجح أحد قيادات الجيش أن التحرك المفاجئ ربما يكون إعادة ترتيب تمركزات "داعش" في المناطق الجبلية التي توفر لها حماية طبيعية من استهداف الطيران، كما تيسر لها التنقل من مكان لآخر".
&
وأبدى أهالي المدينة شعورهم بــ"الارتياح الكبير إزاء خلو المدينة من الرايات السوداء وأرتال المسلحين" التي ترعبهم منذ أن سيطر "داعش" على منطقتهم وأجبرهم على "دفع ضرائب وإرهاق حياتهم بأنماط مختلفة من سلوكيات يدعون أنها من الإسلام".
&

داعش يتوعد
&
وكان تنظيم "داعش" في ليبيا &تعهد بمواصلة عملياته ومحاربة قوات الجيش الليبي لتطهيرها ممن سمّاهم "الطواغيت" و"المرتدين"، الذين بشرهم باستخدام "المفخخات" و"الكواتم"، وذلك في تسجيل جديد بثه التنظيم لعنصرين من مقاتليه في ليبيا.
&
وقال أحد عناصر التنظيم التابعين لـ"ولاية برقة" في منطقة الليثي ببنغازي ، الذي ظهر في شريط فيديو بعنوان "رسالة إلى جند الطاغوت"، إنهم لن يتركوا بنغازي وضاحيتها الليثي إلا على "أجسادهم"، متوعدًا كل من يحاول دخولها.
&
وأظهر مقطع فيديو جديد نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منسوب إلى ما يسمى "المكتب الإعلامي لولاية برقة"، التابع للتنظيم، ثلاثة أشخاص ملثمين من خلفهم لافتة مدون عليها «معمل الخليج للتصوير"، وحولهم آثار دمار لبيوت مهدمة، كما دوّت أصوات طلقات الرصاص.
&
وقال أحد الملثمين المسلحين: "نحن الآن في مفترق شارع الخليج"، ووجّه رسالتين توعد في الأولى من وصفهم بـ"المرتدين"، وقال: "أبشروا بالمفخخات والكواتم، وأما الرسالة الثانية فهي إلى المهاجرين، هلموا إلى دولتكم إلى ليبيا، فدولة الإسلام امتدت".

تونس تحمي حدودها
&
ومن ناحيته، قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، عقب اجتماع أمني في منطقة (معبر رأس الجدير) الحدودي مع ليبيا، مساء أمس الأحد، إن الواجب يتطلب أخذ كافة الاحتياطات وتعزيز الحضور الأمني على المعابر.
&
وأعرب الصيد في تصريح صحفي، عن ارتياحه للوضع الأمني الحالي، مؤكدًا ضرورة زيادة الحذر وأخذ كل الاحتياطات وتعزيز الحضور الأمني والعسكري في المنطقة خاصة بعد التطورات الاخيرة في ليبيا وبروز تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
&
وأضاف أن أمن تونس شأن تونسي ويهم كل التونسيين، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع قوات الأمن والجيش ومدهم بالمعلومة بما يمكن من حماية البلاد من كل المخاطر.
&