اكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق ملادينوف، أن العراق أثبت أنه على الرغم من&العنف والخلافات، فإنَّ ابناءه قادرون على العيش معاً في بلد واحد، وليست لديهم جوازات أخرى إلا الجواز العراقيّ. فيما قال الجعفري إن بلاده تواجه حاليا تحدِّيات كبيرة وفي مقدمتها ظاهرة داعش، وهي ليست عراقيّة إنما هي ظاهرة مُعولمة، في وقت أنهى النواب السنة مقاطعة جلسات البرلمان اليوم.


لندن:&شدد نيكولاي ملادينوف، رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، على ان العالم يُقدِّم حاليا المُساعَدة إلى العراق في حربه ضدَّ تنظيم داعش، ومُساعَدة العراقيِّين في مُحارَبة الفساد، وبناء دولة القانون، ودولة المُؤسَّسات. جاء ذلك خلال حفل توديع أقامته وزارة الخارجية العراقية بمقرها في بغداد له، لمُناسَبة انتهاء مهامِّه في العراق ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحضور عدد من الشخصيّات السياسيّة وسفراء الدول المُقيمين في العراق.
&
وقال ملادينوف: "لديَّ شعور لا يُمكِن أن أصفه وأنا أغادِر العراق، أفكـِّر في ما يجمع بين مَن يعرفون العراق، وقلة من هؤلاء الذين يعرفون العراق لن يتمكـَّنوا من نسيانه، فالعراق جزء من ذاكرة العالم، والعراق من خلال مَن يُتابعون السياسة، والسياسات الدوليّة، وفي الحياة بشكل عامِّ العديد منهم كانوا يتساءلون: هل كان يجب أن يُطرَد صدّام من الحكم، هل المُسلِمون والعرب قادرون على الديمقراطيّة، وهل المُسلِمون والعرب يجب فرض الدكتاتوريّة عليهم؟" كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الخارجية تلقت "ايلاف" نسخة منه الاثنين.
واضاف "ان الجواب، هو: لا، العراق يُثبـِت أنَّ كلَّ هؤلاء على خطأ حين يقولون إنه يتعيَّن فرض الدكتاتوريّة على العرب والمُسلِمين، وعلى العراقيِّين، العراق أثبت أنـَّه على الرغم من العنف، والخلافات فإنَّ العراقيِّين قادرون على العيش معاً في بلد واحد، اعتماداً على الديمقراطيّة التي تعتمد -بدورها- على الدستور، وأعتقد أنـَّنا الذين عملنا في العراق، وأحببنا هذه البلاد تقع على عاتقنا مسؤوليّة أخلاقيّة، وهي قول الحقيقة".
&
واشار إلى انه بالنسبة للعراق، الناس في شوارع بغداد، وأربيل، والبصرة، والرمادي لا يكترثون بالمُكوِّن الذي ينتمي إليه أيُّ مسؤول، وليست لديهم جوازات أخرى إلا الجواز العراقيّ، وهؤلاء هم الذين يُعانون أكثر من غيرهم؛ بسبب العنف، ومن جراء الإرهاب، وهناك مسؤوليّة تقع على عاتق العالم، وهي تقديم المُساعَدة إلى هؤلاء، ومُحارَبة إحدى أكثر المنظمات الإرهابيّة شرّاً التي ظهرت في العالم، ومُساعَدتهم في مُحارَبة الفساد، وبناء دولة القانون، ودولة المُؤسَّسات، ودولة تحترم حقوق الإنسان".
&
وقال "أعتقد أنَّ ما لمسناه في الأشهُر الستة الماضية منذ صيف العام الماضي هو إنَّ الأغلبيّة من العراقيِّين هي التي ستفوز في نهاية المطاف، وعندما كان بإمكانهم التخلي عن الدستور، والتخلي عن العمليّة السياسيّة اختاروا أن لا يفعلوا ذلك، ووجدوا القوة في توحيد الصفوف، وتقوية مسار المُصالـَحة الوطنيّة اعتماداً على هذه الأرضيّة".
واشار ملادينوف بالقول "نحن نقف مُعجَبين بهذه التضحية، بهذه الشجاعة، بهذه القوة التي أبان عنها العراقيون بالوقوف صفاً واحداً أمام هذه الصعوبات، ونحن في الأمم المُتحِدة قدَّمنا ما يُمكِن تقديمه، ونحن نـُواصِل الدعم لهذه العمليّة، وكان هذا بمنزلة شرف كبير بالنسبة لنا، وكما تعلمون معاليكم أنـَّكم تقومون بجُهُود كبيرة، وفريق الحكومة العراقيّة، والجميع يقوم بالجُهُود على الرغم من كلِّ الصعوبات التي في الطريق، والتي تتجاوزونها في عملكم اليوميِّ، ودور الأمم المُتحِدة صغير يتمثـَّل في مُساعَدتكم على تذليل الصعوبات، وأنتم تقومون بعمل جيِّد، وتسيرون بالاتجاه الصحيح، ويتعيَّن عليكم مُواصَلة هذه الجُهُود على الطريق الذي تسلكونه".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن في 24 من الشهر الماضي عن تعيين ممثله الخاص في افغانستان الدبلوماسى السلوفاكى يان كوبيس مبعوثًا جديدًا للأمم المتحدة ورئيسًا لبعثة المنظمة الدولية فى العراق "يونامي" ليحل محل البلغاري نيكولاي ملادينوف الذى عين مبعوثاً للأمم المتحدة في الشرق الأوسط في وقت سابق من الشهر الحالي.
وتولى الدبلوماسي السلوفاكي عدة مناصب رفيعة في بلاده وفي منظمات دولية بما في ذلك منصب وزير خارجية سلوفاكيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان. واشار ستيفان دوجاريك المتحدث بإسم بان كي مون إلى ان كوبيس لديه سنوات من الخبرة في مجال الدبلوماسية والسياسة الأمنية الخارجية والعلاقات الاقتصادية الدولية على الصعيدين الدولي والداخلي في بلاده .
&
الجعفري : نعيش محنة داعش رغم انها ليست ظاهرة عراقية
ومن جهته، أكـَّد الجعفريّ أنَّ الأمم المُتحِدة ساعدت في الوقوف أمام التحدِّيات التي اعترضت مسيرة الديمقراطيّة في العراق، مُعرباً عن امتنان العراق لما قدَّمه مُمثـِّلو الأمم المُتحِدة الذين تعاقبوا على العمل في العراق، ومُثمِّناً أداءهم المُتوازِن لمهامِّهم المُوكـَلة إليهم، وأشاد بأداء ملادينوف مُمثـِّل الأمم المتحدة في العراق المُنتهية مهمّته في بغداد.
وقال الجعفري إن ملادينوف يغادر العراق بعد مهمّة دامت بضع سنوات كانت حافلة بالأحداث، وساخنة، لكنه كان مُوفـَّقاً في طريقة التعامُل معها، ومثــَّلَ حقاً الأمم المُتحِدة. واشار إلى ان العراق يواجه حاليًا تحدِّيات كبيرة، وأحد هذه التحدِّيات هو ظاهرة داعش، وهي ظاهرة ليست عراقيّة إنما هي ظاهرة مُعولـَمة بدأت في نيويورك، وواشنطن في مطلع القرن الـ21، ثم انتقلت إلى دول أوروبا، وجنوب شرق آسيا، ودول العالم كافة. وأضاف "بعد أن استطاعت داعش أن تـُجنـِّد أفرادها، ومُواطِنيها هنا على أرض العراق من مُختلِف دول العالم رُبّما زادت عن 60 دولة تحرَّك الحشد الدوليُّ وإن كان مُتأخـِّراً، واستطاع أن يرصَّ الصفَّ، ويظهر هنا في هذه الدائرة، ويقف إلى جانب العراق؛ ليقف داعماً أمنيّاً، واقتصاديّاً، وسياسيّاً؛ وبذلك تشهد الأرض العراقيّة إصرار إرادتين، إرادة الشرِّ وهي الإرهاب، وإرادة السِلم، وهي مُواجَهة الإرهاب".
واشار الجعفري إلى ان مُمثـِّلي الأمم المُتحِدة في العراق لعبوا دوراً، وساعدوا العراق في أن يقف على قدميه على الرغم من التحدِّيات الشرسة، والعواصف التي هبَّت من مُختلِف المناطق من الداخل العراقيِّ ومن الخارج العراقيِّ. وخاطب ملادينوف قائلا "أنت ستترك العراق، وستشعر أنَّ العراق لا يتركك، ستـُغادِر العراق أمَّا العراق فلا يُغادِرك بفضل حضارته، بتاريخه سيمتدُّ إلى كلِّ مشاعرك، وإلى ذاكرتك، وإذا كنتَ قد عملتَ مُدّة قصيرة في العراق فإنَّ العراق معك إلى الأبد. هذا هو سِرُّ العراق في كلِّ مَن زاره، وحضر إلى العراق؛ لأنـَّه تاريخ، وحضارة، وعُمق، وإنسانيّة، وأنـَّه جوهر التفاعُل بين المُختلِفين دينيّاً، ومذهبيّاً، وسياسيّاً. مِثلُ هذا المُفاعِل المُركـَّب في كلِّ عناصر الحضارة لم يُبارِح ذاكرتك، وستذكرني بعد أن تترك العراق بأنـَّه لا يتركك".
&
النواب السنة يعلقون مقاطعتهم لجلسات البرلمان
علق النواب السنة اليوم مقاطعتهم لجلسات مجلس النواب وشاركوا في جلسة اليوم التي انعقدت برئاسة سليم الجبوري وبحضور 225 نائباً وبمشاركة نواب إتحاد القوى العراقية السني، حيث ينتظر ان تشهد الجلسة استضافة رئيس الوزراء حيدر العبادي والقراءة الاولى لمشروع قانون الحرس الوطني.
وجاء قرار تعليق مقاطعة النواب السنة للجلسات اثر اجتماع عقد في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الليلة الماضية بمنزله ضم تحالف القوى العراقية السنية والقائمة الوطنية بزعامة اياد علاوي وبحضور وفد كتلة الأحرار النيابية الممثلة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
وقدم وفد كتلة الأحرار النيابية لتحالف القوى العراقية والقائمة الوطنية مبادرة من الصدر لحل الأزمة السياسية في سبيل الرجوع لقبة البرلمان لم يتم الكشف عن مضمونها . واشار بيان لمكتب الجبوري تسلمت "أيلاف" نصه إلى أن الحاضرين ناقشوا المبادرة التي قدمت وسبل العودة إلى البرلمان والتي تم على إثرها عقد اجتماع مغلق لتحالف القوى لبحث ملف العودة للحكومة من عدمه.
وكان الوزراء والنواب السنة اعلنوا منتصف الشهر الماضي مقاطعة أعمال مجلسيهما احتجاجًا على قتل شيخ عشيرة سني، واشاروا إلى ان &قرارهم هذا سيستمر حتى اشعار آخر، محملين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان مسؤولية الإنفلات الأمني وفقدان الدولة سيطرتها على الأمن في العاصمة بغداد، مما شجع الميليشيات على اختطاف النائب زيد عبد الله سويدان الجنابي بعد اعتراض موكبه في منطقة أبو دشير وقتل عمه ونجله وستة من أفراد حمايته بعد اقتيادهم إلى منطقة الشعب بضواحي بغداد الشمالية.&
&
وقد اتهم اقارب الشيخ قاسم سويدان الجنابي ميليشيات شيعية موالية للحكومة بالوقوف خلف العملية في اشارة إلى فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات العراقية ضمن تشكيلات الحشد الشعبي لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش". واشار هؤلاء إلى ان الجنابي الذي عثر عليه مقيد اليدين ومقتولاً برصاصة في الرأس كان ضمن موكب من ثلاث سيارات وبرفقته ابن اخيه النائب زيد الجنابي الذي افرج عنه المسلحون بعد تعرضه للضرب. وقال مصدر مقرب من النائب ان مسلحين يرتدون ملابس عسكرية اقاموا سيطرة وهمية في جنوب بغداد وقاموا باعتراض موكب الضحايا واعتقلوهم ثم قتلوهم في ما بعد . &
&
واستنكر مجلس النواب هذه الجريمة ودعا رئيسه سليم الجبوري الحكومة إلى توضيح ملابسات ما حصل معلنًا استدعاء وزيري الدفاع والداخلية إلى جلسة نيابية غداً الاثنين لبيان اسباب الخروقات الامنية وآخرها جريمة قتل هؤلاء الاشخاص، وشدد بالقول "ان البرلمان &لن يسكت عن اي فعل من شأنه المساس بهيبة الدولة"، معتبرًا أن ما جرى "دليل على وجود ايادٍ&ما زالت تعمل لتخريب انجازات الدولة"، بحسب قوله. ومن جانبه، فقد دعا نيكولاي ملادينوف ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق إلى التحقيق في الحادث وسوق المنفذين إلى العدالة.