أعلنت السلطات التشريعية الليبية التي تعترف بها الاسرة الدولية تعيين اللواء المتقاعد خليفة حفتر المناهض للاسلاميين قائدا عاما للجيش اليوم الاثنين في بلاد غارقة في الفوضى والازمات ويسود الانقسام السياسي مختلف مكوناتها.


بنغازي: اعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى بصفته المفوض بمهام القائد الأعلى للقوات المسلحة، اختياره حفتر المثير للجدل قائدا للجيش بعد ترقيته الى رتبة فريق.

وقال عيسى لوكالة فرانس برس "اخترت اللواء ركن خليفة بلقاسم حفتر لشغل مهام القائد العام للجيش بعد ترقيته الى رتبة فريق"، لافتا إلى أن "الأمر بانتظار مجيء حفتر إلى البرلمان لأداء القسم القانوني أمام النواب ويباشر مهامه على الفور".

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العقيد أحمد المسماري لفرانس برس "من المتوقع ان يؤدي الفريق ركن خليفة حفتر القسم القانوني الثلاثاء أمام النواب"، لافتا إلى أن "حفتر استجاب لضغوط الشارع بالموافقة على المنصب وأنه حاليا في مدينة طبرق حيث مقر البرلمان".

وفريق هو ارفع رتبة عسكرية في ليبيا في الوقت الحالي.

كما قال فرج بوهاشم المتحدث الرسمي باسم البرلمان إن "جميع النواب موافقون على التعيين وبانتظار وصول الفريق حفتر أمامهم لأداء القسم القانوني".

وصدر القرار بعد يوم من استحداث المنصب من قبل مجلس النواب المجتمع في مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي.

وأقر البرلمان في 24 شباط/فبراير الماضي قانونا للقيادة العامة للجيش ومنح رئيس البرلمان بصفته المفوض بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي مهمة اختيار القائد العام للجيش.

وأوضح النائب طارق صقر الجروشي أن "القائد العام بموجب هذا القانون يعد المشرف العام على الجيش، ويمارس مهام أمين اللجنة العامة الموقتة للدفاع سابقا، كما يمارس كافة اختصاصات وزير الدفاع ورئيس الاركان بمقتضى القانون رقم 11 لسنة 2012، وتعديلاته الأخيرة".

وقال أحد النواب طالبا عدم ذكر اسمه إن "القانون تم استحداثه لشرعنة منصب للواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة".

وأعيد حفتر إلى الخدمة العسكرية من قبل هذا البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية مع 129 ضابطا متقاعدا آخر مطلع شهر كانون الثاني/يناير الماضي.

ويقود حفتر عملية الكرامة العسكرية لتطهير بلاده من الإرهاب منذ 16 ايار/مايو الماضي، ومؤخرا لقيت هذه الحملة دعم السلطات التشريعية والتنفيذية المعترف بها من الأسرة الدولية. واعتبرت الحملة في حينها انقلابا قبل أن تتبناها السلطات المعترف بها.

وحفتر من مواليد 1943 تخرج في الكلية العسكرية في بنغازي وشارك في الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1969 قبل أن ينشق عنه في نهاية ثمانينات القرن الماضي ويغادر إلى الولايات المتحدة ويقيم هناك وينضم إلى قيادات المعارضة.

وعاد حفتر ليرأس القوات البرية للجيش ابان ثورة 17 شباط/فبراير 2011 التي سقط بفعلها نظام معمر القذافي، وبعدها أحاله المؤتمر الوطني العام وهو البرلمان المنتهية ولايته على التقاعد مع عدد من الضباط الكبار ما اعتبر في حينه تهميشا للجيش الليبي وافراغه من محتواه.

وتفرض ميليشيات مسلحة من بينها جماعات إسلامية متشددة مثل أنصار الشريعة التي وضعها مجلس الأمن الدولي على لائحته السوداء الخاصة بالإرهاب، سطوتها في ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

ومنذ منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر شنت وحدات من الجيش النظامي معززة بمسلحين موالين لحفتر هجوما على الميليشيات الاسلامية لاستعادة بنغازي منها بعد أن سقطت في أيديها في تموز/يوليو 2014.

كما تخوض قوات حفتر معارك في غرب البلاد ووسطها وشرقها وجنوبها تمهيدا لاستعادة السيطرة عليها لصالح السلطات المعترف بها.

وغرقت ليبيا منذ الاطاحة بنظام القذافي اواخر 2011 في الفوضى والعنف المسلح وتتنازع السلطة فيها اليوم حكومتان وبرلمانان.

ولجأ البرلمان المعترف به دوليا والحكومة المنبثقة منه إلى شرق البلاد بعد سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في اب/أغسطس الماضي وإعادتها إحياء المؤتمر الوطني العام وهو البرلمان المنتهية ولايته وإنشائه حكومة إسلامية موازية لكنها لم تلق أي اعتراف معلن.