دعا أكراد العراق بابا الفاتيكان اليوم إلى حث المجتمع الدولي على تقديم مساعدات للنازحين في اقليم كردستان الذين وصل عددهم إلى مليون ونصف المليون نازح ما أثقل كاهل حكومة الاقليم التي أكدت انها تمرّ حالياً بظروف صعبة للغاية نتيجة هذا الكم الهائل من اللاجئين والنازحين ما زاد من أعبائها.


لندن: خلال اجتماع عقده رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني الاثنين مع بابا الفاتيكان فرنسيس فقد تم بحث الأوضاع في الاقليم والعراق والمنطقة بشكل عام حيث سلّط المسؤول الكردي الضوء على آخر التطورات "في التصدي للإرهاب والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وأهمية تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب الذي لا يشكل خطراً حقيقياً على إقليم كردستان والعراق والمنطقة وحسب وإنما على جميع العالم والإنسانية" كما نقل عنه بيان صحافي لحكومته اطلعت "إيلاف" على نصه.

وقدم نيجيرفان بارزاني نبذة عن تعايش القوميات والأديان المختلفة وأوضاع اللاجئين والنازحين في إقليم كردستان بشكل عام الذين توجهوا إلى الاقليم نتيجة هجمات مقاتلي تنظيم "داعش" على مناطقهم في سهل نينوى وشنكال وضواحيهما والمناطق الأخرى من الاقليم والعراق من جميع المكونات العرقية والدينية من المسيحيين والأيزيديين والمسلمين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم والتوجه إلى الاقليم.

وأشار إلى أنّ شعب وحكومة إقليم كردستان قاموا باحتضانهم وإيوائهم مثل أخوانهم وأخواتهم بغض النظر عن الإنتماءات العرقية أو الدينية ولم تذخر حكومة الإقليم جهداً في تقديم المساعدات والمعونات لهؤلاء اللاجئين والنازحين. وأكد أن إقليم كردستان يمر حالياً بظروف صعبة للغاية نتيجة هذا الكم الهائل من اللاجئين والنازحين ما زاد من أعبائها.

ودعا قداسة البابا إلى حث وتشجيع الدول المانحة للتبرعات والمجتمع الدولي لإغاثة اللاجئين والنازحين بشكل أفضل وتقديم المزيد من المساعدات من الناحية الإنسانية لإقليم كردستان.

وخلال اللقاء أعرب قداسة بابا الفاتيكان عن تقديره لحكومة إقليم كردستان التي قامت باغاثة وايواء هؤلاء النازحين واللاجئين من دون اي فرق وتقديم المساعدات لهم كما أشاد بالتعايش والوفاق الموجود منذ القدم بين المكونات العرقية والدينية في كردستان ولحد الآن.. مثمنا عاليا دور الاقليم في مواجهة الإرهاب وحماية أهالي المنطقة والتي وصفها بمحل احترام وتقدير كما أشار البيان.

&وضم الوفد المرافق لرئيس وزراء إقليم كردستان خلال هذا اللقاء كلا من نائب رئيس الوزراء ووزير الأوقاف والشؤون الدينية ومسؤول العلاقات الخارجية والمتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم ومندوبة حكومة إقليم كردستان لدى إيطاليا.

&وكانت حكومة اقليم كردستان قد كشفت منتصف الشهر الماضي عن أن وجود أعداد كبيرة من النازحين في الاقليم تسببت بتغيير ديموغرافية الإقليم وأثقلت كاهله من ناحية توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل.

وقال نيجيرفان بارزاني خلال كلمة له في المؤتمر المشترك بين وزارة التخطيط في الإقليم والبنك الدولي الذي عقد في أربيل إن "حكومة الإقليم تؤمن بأن هذه الأزمة ستنتهي، لكننا نحتاج إلى المجتمع الدولي لتقدم لنا مساعدات أكبر من الناحية العسكرية للبيشمركة ومن الناحية الإنسانية للنازحين واللاجئين في إقليم كردستان".

وأكد ان وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ في إقليم كردستان أدى إلى تغيير ديموغرافية الإقليم وزيادة سكانه بنسبة 28 في المائة خلال عام واحد وأثقل واجبات الحكومة في مجال الصحة والتربية والخدمات والإسكان وجعل الحصول على فرص العمل صعبة.

وأوضح ان هذا العدد الهائل من النازحين واللاجئين أثر سلبا في الحياة والمعيشة اليومية لمواطني الإقليم حيث ان ارتفاع أسعار المواد والوقود ونسبة البطالة سلطت ضغطا كبيرا على المواطنين والحكومة في كردستان.

وأضاف بارزاني ان الحكومة الاتحادية في بغداد لم تأخذ حتى الآن قضية النازحين في الإقليم في الاعتبار ولم تقدم لهم المساعدات الإنسانية والمادية في حين أن حكومة الإقليم تحتاج خلال عام 2015 الحالي إلى مليار و400 مليون دولار من أجل توفير احتياجات النازحين واللاجئين.
&