بهية مارديني: كشف فردريك هوف، الملقب بـ"قيصر" الشأن السوري في الأوساط الأميركية، النقاب عن سلسلة اجتماعات أميركية ـ إيرانية سرية، عُقدت بعيداً عن الأنظار، للتداول حول مستقبل نظام بشار الأسد، والدور الإيراني في المخارج المقترحة للخروج من الأزمة.&

&
واعتبر وسيم أبا زيد عضو المكتب التنفيذي في تيار التغيير الوطني في حديث مع "إيلاف" أن تسريب هذا النص وإخراجه بهذه الصورة مقصود تماماً، "فهذه هي الصورة التي يريد الطرفان الأميركي والإيراني تكريسها، رغم علمهما أن التداخل الدولي والإقليمي في الأزمة السورية أكبر من هذا الإطار، بل إن هذا التداخل (الذي يتم بالتراضي) هو ما حوّل النتائج المباشرة للثورة السورية إلى أزمة، تمثّلت بحرب أهلية ألبسوها ثوباً طائفياً".
وأشار في هذا الصدد الى أنه خصوصا وهم يعلمون "مدى تداخل ملفات أغلب الدول الغربية والاقليمية والعربية في داعش، والنصرة، وأغلب الفصائل الإسلامية في الجنوب، وحزم ( المنحلّة )".
وأضاف أنهم "يعلمون مدى وحدود الدعم الايراني بكل أشكاله لعصابات السلطة التي يمثّلها الأسد، ولا يقودها فعلياً، وتبدو الأدوار مرسومة ومُتّفقا عليها بين الجميع، ويبدو أنهم ينتظرون الوقت المناسب لتنضج الظروف التي تسمح بفرض الحلول على الجميع بما يتوافق مع مصالحهم ".
&
ورأى أبا زيد أن "ما هذه التسريبات المفبركة، إلا لتهيئة الوعي العام لقبول تلك الحلول كأمر واقع".
&
وكانت "القدس العربي" نشرت ما قاله هوف الذي تحدث عن "أن جولة خامسة من هذا الحوار استُكملت مؤخراً، وتضمنت كالعادة نقاشات مستفيضة بين: مجموعات صغيرة" من الإيرانيين والأميركيين، ممن لا يشغل أيّ منهم وظيفة رسمية، ولكن يتمتعون جميعاً بصلات وثيقة مع دوائر القرار العليا في البلدين، خاصة المجموعة الإيرانية، التي ترتبط بأناس يشرفون على سياسات إيران في سوريا والعراق ولبنان، ويمثلون وجهات نظر "الحرس الثوري وفيلق القدس أكثر مما يمثلون الرئيس الايراني".
&
ولفت هوف الى مفارقة التناقضات في تحليل أعضاء الفريق الإيراني لمستقبل النظام السوري، فمنهم "من يرى أن بقاء النظام ما كان سيتحقق لولا ضمانات إيران العسكرية والسياسية والمالية، ومنهم من يعتقد أن النظام هو الذي يجرّ إيران إلى الموقف الراهن ولا يترك للسياسة هوامش مناورة ملموسة، ومنهم من يصرّ على أنّ المعادلة الراهنة في سوريا حصرت الخيار بين داعش أو بشار الأسد، ومنهم من يصرّ على أنّ أي تدخل أميركي حتى إذا كان إنساني الطابع سوف يستدعي رداً مباشراً من إيران، وهذا الفريق يذهب إلى درجة التذكير بأنّ إيران سبق أن حرّكت القاعدة عملياتياً، وبالتالي تستطيع استخدامها مجددًاً، ومنهم من يصرّ على أن النظام السوري ليس تابعية إيرانية، فيردّ آخرون بأن بقاءه معتمد كلياً على طهران".
&
وقال "إنه في ختام جلسة خامسة من هذه المداولات غير الرسمية، أعرب أحد أعضاء الوفد الإيراني عن مخاوف طهران من العواقب الفوضوية التي ستواجه سوريا إذا انهار نظام الأسد، وهذه نقطة توافق عليها أحد أعضاء الوفد الأميركي، وزاد على زميله الإيراني بالقول إنّ أي مستوى للتدخل العسكري الخارجي، قد يتسبب باضطراب قوى النظام، ويصيب ما تبقى في بنيته من "استقرار" بخلل قاتل، فيما أوضح عضو آخر في الوفد الأميركي أن الولايات المتحدة تميّز رسمياً بين النظام ـ أي الزمرة الحاكمة، وأجهزتها القمعية وعصاباتها وميليشياتها ـ وبين وزارات ومؤسسات الجمهورية العربية السورية، التي تقدّم الخدمات وتدير الدولة وأن رأي واشنطن أن النظام يجب أن يرحل، فيما المؤسسات يجب أن تبقى وهو ما أراد الايرانيون سماع تفاصيله اللوجستية".
&
أيا يكن، فالنتيجة التي خلص اليها هوف، هي أن الوضع المثالي في سوريا بالنسبة لإيران هو سوريا "صديقة، موالية، مستعدة لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة، وخاصة احتياجات حزب الله في لبنان"، وهو الأمر الذي يعرفه الجميع.&
&