القاهرة: قتل شابان واصيب تسعة اشخاص آخرين، بينهم سبعة شرطيين، في انفجار عبوة ناسفة وقع بعد ظهر الاثنين امام دار القضاء العالي في وسط القاهرة، كما أفاد الناطق باسم وزارة الصحة وكالة فرانس برس.

يأتي هذا التفجير بعد اربعة ايام من سلسلة تفجيرات في القاهرة اوقعت قتيلا واحدا وستة جرحى، واستهدفت مطعم بيتزا واربعة مكاتب لشركات هواتف خلوية ومركزا للشرطة.
ووقع الانفجار بعد الظهر امام دار القضاء العالي في وسط القاهرة في وقت الذروة، حيث موعد خروج الموظفين من اعمالهم، وبالقرب من مخرج محطة مترو الانفاق.

وقالت المصادر ان القنبلة كانت موضوعة اسفل سيارة قرب محطة المترو امام دار القضاء العالي، حيث تتمركز قوة حراسة من الشرطة. وشوهدت سيارة سوداء اللون محطمة الزجاج بالكامل ومدمرة بشكل جزئي من اسفلها. واسفر الانفجار في البداية عن 11 جريحا، الا ان اثنين منهم ما لبثا ان فارقا الحياة.

وقال حسام عبد الغفار الناطق باسم وزارة الصحة المصرية لفرانس برس ان "احد المصابين في حادث انفجار دار القضاء العالي توفي متأثرا بجروح اصيب بها في عموده الفقري. الشاب مدني، ويبلغ من العمر 22 عاما".& ولاحقا قال المتحدث نفسه ان "شابا يبلغ من العمر 24 عاما توفي متأثرا بجروح اصيب بها في رأسه. اصيب بنزيف في المخ وتهتك في الاعضاء الداخلية".

واوضح عبد الغفار ان "حصيلة جرحى الانفجار الان تسعة، بينهم 7 من رجال الشرطة". وعمت الفوضى ارجاء مكان الانفجار الذي اغلقته الشرطة، فيما احتشد عشرات المواطنين لمشاهدة اجراءات الامن. وفرضت الشرطة طوقا امنيا في منطقة الانفجار، وقامت بتمشيطها بوساطة كلاب بوليسية خشية وجود عبوات ناسفة اخرى.

وقال نادل يعمل في مقهى امام دار القضاء العالي لفرانس برس "كنت اقدم المشروبات للزبائن عندما سمعت صوت انفجار ضخم، فخرجت ووجدت ثلاثة اشخاص على الارض غارقين في دمائهم". بدوره قال بائع صحف في الجهة المقابلة لدار القضاء يدعى ابو احمد وفي الخمسينات من عمره ان "الانفجار حدث تحت عمود انارة وأحدث دويا قويا وتطايرت الشظايا في كل اتجاه".

وسبق ان وقع انفجار امام دار القضاء العالي في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، واسفر عن سقوط 12 جريحا. والانفجار هو الثاني في مصر خلال اقل من 24 ساعة. فمساء الخميس قتل مدنيان، واصيب خمسة اخرون، بينهم شرطي، بانفجار وقع قرب قسم شرطة في مدينة اسوان في جنوب مصر.

ومساء الاثنين، وقع انفجاران محدودان لم يوقعا اي اصابات قرب قسم للشرطة ومركز للاطفاء في القاهرة، بحسب ما اعلنت وزارة الداخلية على حسابها على فايسبوك. وقالت الشرطة ان عبوة ناسفة محلية الصنع انفجرت قرب مركز للاطفاء (التابع للشرطة في مصر) في حي المعادي (جنوب) واقتصرت اضرارهما على تضرر سيارتين لم توضح الشرطة هويتهما.

وقبيل هذا الانفجار قالت الداخلية ان قنبلة صوتية انفجرت امام مركز شرطة النزهة (شرق) من دون وقوع اصابات. وافاد شهود عيان فرانس برس ان القنبلة احدث "دويا هائلا مرعبا". وتشهد مصر موجة غير مسبوقة من الاعتداءات ضد الجيش والشرطة تتبناها مجموعات جهادية، وقد اسفرت عن سقوط اكثر من 500 قتيل بين رجال الامن.

كما سقط ضحايا مدنيون في هذه الاعتداءات المستمرة منذ اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. وتقول المجموعات الجهادية انها تنفذ هذه الاعتداءات ردا على القمع الدامي للاسلاميين من انصار مرسي، الذي ادى الى مقتل 1400 منهم على الاقل، وتوقيف ما يزيد على 15 الفا منذ اطاحة مرسي وحبسه مع معظم قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.

ويسجل في القاهرة بشكل شبه يومي انفجار "قنابل صوتية" او عبوات يدوية الصنع ضعيفة تحدث القليل من الخسائر، لكنها اخيرا بدأت تصبح قاتلة، وان لم تكن حصيلة قتلاها مرتفعة. وفي 13 شباط/فبراير قتل ضابط شرطة متأثرا بجروح اصيب بها اثر انفجار استهدف دورية امنية في ضاحية عين شمس شمال شرق القاهرة اصيب فيه سبعة شرطيين اخرين ومدني واحد وهو هجوم تبناه على الفور تنظيم اجناد مصر الجهادي.

وفي 18 شباط/فبراير لقي عامل نظافة مصرعه بانفجار عبوة ناسفة موضوعة في اكوام القمامة في ضاحية 6 اكتوبر في غرب القاهرة. وتبنى تنظيم اجناد مصر اكثر من اعتداء ضد قوات الامن في القاهرة خلال الاشهر القليلة الماضية منها ايضا مقتل ضابط في شرطة المتفجرات بعدما انفجرت قنبلة كان يحاول تفكيكها في شارع رئيس في القاهرة في مطلع كانون الثاني/يناير الفائت.

وبعيدا عن القاهرة، تعد شبه جزيرة سيناء المسرح الرئيسي للهجمات التي تشنها الجماعات الجهادية المسلحة ضد قوات الامن بشكل شبه يومي منذ اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.& وتتبنى معظم هذه العمليات جماعة انصار بيت المقدس التي اعلنت مبايعتها لتنظيم "الدولة الاسلامية"، واطلقت على نفسها اسم "ولاية سيناء".

وفي 29 كانون الثاني/يناير الفائت، تبنى هذا التنظيم هجمات متزامنة على مقار عسكرية وامنية في شمال سيناء بسيارات مفخخة وقذائف هاون، ادت الى مقتل 30 شخصا على الاقل معظمهم من العسكريين. وقبلها في تشرين الاول/اكتوبر، تبنى التنظيم هجوما بسيارة مفخخة على حاجز امني قتل من جرائه 30 جنديا على الاقل واستولى خلاله التنظيم الجهادي على اسلحة ثقيلة.

والأحد أعلن الجيش انه قتل 172 جهاديا في شهر شباط/فبراير الفائت خلال عمليات مشتركة قام بها مع الشرطة في شمال سيناء التي تعد معقل الجهاديين في مصر والتي شهدت العديد من الاعتداءات على قوات الجيش والشرطة.