أعلن المكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني السوري المعارض عن توجّه رئيسه خالد خوجة إلى عمّان غدًا الثلاثاء ليدرس مع مسؤولين أردنيين الأوضاع السياسية والميدانية، ومن ثم يتوجه خوجة إلى باريس ليعقد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس.


بهية مارديني: رحّب خوجة أمس الأحد بالموقف الفرنسي حول سوريا، وذلك قبيل الزيارة ولقائه الرئيس الفرنسي. إذ كتب في رسالة وجّهها إلى هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس، أن الائتلاف "يرحّب بحرارة بالموقف الحازم الذي عبّرت عنه فرنسا تجاه قضية الشعب السوري وتطلعه إلى دولة مدنية ديموقراطية".

ولفت إلى أن "هذا التطلع يحتَّم رحيل نظام بشار الأسد، وموقف فرنسا كان نموذجيًا على الدوام، وبلدكم وقف باستمرار إلى جانب الشعب السوري في وجه أية محاولة لإعادة تأهيل النظام القائم في دمشق تحت ذرائع واهية".

وقال إن "أولئك الذين يطالبون اليوم بالتعاون مع النظام السوري لمحاربة الإرهاب، لن يتوصلوا سوى إلى تشديد هذه الظاهرة"، منتقدًا "محاولات بعض الأوساط، في فرنسا وفي أوروبا، لتشويه حقيقة الوضع في سوريا والشرق الأوسط".

وكان فابيوس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند كتبا في مقال مشترك، حظي حسب معلومات "إيلاف"، باهتمام دبلوماسي دولي كبير، "أن بلادهما لن تدخّر جهدًا في تحقيق عملية انتقال سياسي في سوريا لا وجود للأسد فيها، ضمن تسوية سياسية تتفق عليها الأطراف السورية، وتؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا".

حل سياسي
وفي موقف الأردن التي يزورها خوجة، وكيفية نظرتها للملف السوري، فقد قال العاهل الأردني عبدالله الثاني في لقاء مع الـ"سي إن إن" "نؤمن أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي للأزمة السورية، إلا أن قضية "داعش" تتقدم المشهد الآن". وأضاف "إننا في وضع نسعى فيه إلى تحقيق هدفين في آن واحد، وهو أمر يجب أن يقرر المجتمع الدولي كيفية التعامل معه".

أما ردًا على سؤال حول احتمالية "التحالف" مع النظام السوري، في محاربة "داعش"، قال الملك عبدالله "هذا هو جزء من الحيرة التي ألمسها لدى المجتمع الدولي ، أعني، كيفية التعامل مع سوريا، لأن في هذه اللحظة هناك قضيتان، مسألة التعامل مع النظام، ومسألة التعامل مع عصابة داعش."

واعتبر العاهل الأردني، أن "الحرب التي يشنها "التحالف الدولي العربي، على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، هي "حرب عالمية ثالثة"، داعيًا إلى "توحيد الجهود لدحر التنظيم المتشدد".

وأوضح أن "التحالف العربي الإسلامي الغربي، إن جاز التعبير، يمكنه العمل ضد داعش في سوريا إلى حد معيّن، إلا أنه على السوريين أنفسهم في نهاية المطاف حسم الأمر، خصوصًا عندما نصل مرحلة المواجهة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها داعش، وهي الرقة".

وشدد الأردن مرارًا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، محذرًا من انعكاس التطورات السورية على استقرار المنطقة ودول الجوار، كما أوضح أنه لا يريد أن يصبح جزءًا من حرب إقليمية في المنطقة، بسبب الأزمة السورية، مبديًا مخاوفه في آن معًا من انتقال الأزمة في سوريا إلى أراضيه.

عملية طوق حلب
من جانب آخر وفي الجديد بخصوص حلب روّج اليوم إعلام النظام لوصول سهيل الحسن، الذي يلقبه المؤيدون للنظام بالنمر، إلى حلب، على رأس قوة جديدة تهدف إلى استكمال ما يسمى بـ "عملية طوق حلب"، فيما كانت قد نشرت صفحات مؤيدة مجموعة صور توثق زيارة اللواء جميل الحسن إلى إحدى المقار العسكرية التي يتواجد فيها العقيد سهيل الحسن، وكان قد تم تحميله أعباء وجرائم براميل المتفجرات.

والغريب أن تتوجه في الوقت عينه بعثة من الأمم المتحدة الاثنين إلى حلب في إطار المساعي لتطبيق خطة الموفد الدولي ستافان دي ميستورا القاضية بتجميد القتال في المدينة، على الرغم من رفض المعارضة العسكرية والسياسية للمبادرة بوضعها الحالي، إلا أن مصادر معارضة اعتبرت في حديث مع "إيلاف" أن مبادرة دي ميستورا إنسانية، وليست سياسية.
&
وقالت وكالة "فرانس برس" نقلًا عن مسؤول في الأمم المتحدة إن "بعثة برئاسة مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق خولة مطر انطلقت بالفعل إلى حلب". وتسعى البعثة إلى تقويم الوضع على الأرض والتأكد، لدى إعلان التجميد، من زيادة المساعدات الإنسانية، والتحضير لتدابير يمكن اتخاذها في حال تم انتهاك الهدنة.

واتفق مبعوث الأمم المتحدة، الذي أنهى الأحد زيارة قصيرة إلى دمشق، مع وزير الخارجية وليد المعلم على إرسال بعثة إلى حلب. وقالت "هيئة قوى الثورة في حلب" إن أفكار دي ميستورا لا ترتقي إلى مبادرة، وأعلنت في بيان أصدرته الأحد "رفض اللقاء مع السيد ستافان دي ميستورا، إلا على أرضية حل شامل للمأساة السورية، يتضمن رحيل الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم".
&
وكان دي ميستورا قدم في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى مجلس الأمن الدولي "خطة تحرك" تقضي "بتجميد" القتال في حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. ثم أعلن في منتصف شباط (فبراير) أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع.
&

&