قال مسؤول في وزارة الصحة السعودية لـ"إيلاف" إن سبب زيادة حالات فيروس كورونا المسجلة لا يعود لزيادة هذه الحالات، بل لتحسن رصد الحالات في المنشآت الصحية.


راشد المرزوقي من الرياض: أوضح الدكتور عبدالله العسيري، وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، لـ"إيلاف" أن هناك تحسنًا ملحوظًا في سرعة التبليغ عن الحالات المشتبه بها من المستشفيات الخاصة والقطاعات الصحية الأخرى، مؤكدًا أن متوسط العينات التي استقبلتها مختبرات الوزارة الشهر الماضي كان 7000 عينة، مقارنة بأقل من 1000 عينة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، مضيفا: "وزارة الصحة تعمل مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة المزيد من المعلومات الطبية حول هذا الفيروس".

معرضة للعدوى

ويعتبر فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا) واحدًا من مجموعة كبيرة من أنواع الفيروسات التي يمكن أن تسبب نزلات البرد. ومنذ اكتشاف أول حالة في السعودية في 2012، لا تزال تسجل حالات متفرقة في بعض مناطق ومحافظات المملكة، وينشط الفيروس في فترات فيسجل حالات أكثر.

كشفت العسيري أن موسم تكاثر الإبل يكون عادة في الأشهر الباردة بين كانون الأول (ديسمبر) وآذار (مارس)، والإبل الصغيرة تكون معرضة للعدوى من الإبل الأكبر في العمر. وقد تكون الإبل الصغيرة مصدرًا مهمًا للعدوى إذ يتكاثر فيها الفيروس بشكل أكبر، لعدم وجود مناعة مسبقة لديها.

أضاف: "هذه الملاحظات قد تفسر زيادة الحالات بين البشر في نهاية أشهر الشتاء، إلا أن هناك حاجة ماسة لإثبات هذا الأمر ودراسته بشكل معمق من قبل المختصين بصحة الحيوان".

الأبحاث جارية

وأكد العسيري أن وزارة الصحة تعمل مع شركائها الخبراء والعلماء من كافة المنظمات العالمية ومراكز الأبحاث العلمية، وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية، على إجراء المزيد من الدراسات للتعرف على مصدر فيروس كورونا.

وأكدت الدراسات والأبحاث التي أجرتها الوزارة، أو تلك المشتركة مع الهيئات الأخرى بما في ذلك الدراسات مع وزارة الزراعة، أن الإبل هو أحد المصادر الحاضنة لفيروس كورونا ولاتزال بحاجة إلى العديد من الأبحاث للتعرف إلى كيفية انتقال العدوى وخصائص الفيروس، وفيما إذا كان هناك مصادر أخرى غير الإبل.

وفي مجال الأبحاث، قال العسيري: "الأبحاث والدراسات العلمية لا تزال في البداية، ولا يوجد حاليًا تطعيم أو تحصين ضد الفيروس، ولم يتوصل لعلاج له".

مركز قيادة

وأنشأت وزارة الصحة مركزًا للقيادة والتحكم في ديوان الوزارة، إضافة إلى إقامة 20 مركزا للقيادة والتحكم في كافة مناطق المملكة، ويتبع لمركز القيادة والتحكم عدة منصات منها منصة مكافحة العدوى ومنصة الصحة العامة ومنصة الخدمات العلاجية ومنصة الاتصال. وترصد الوزارة يوميًا حالات الاصابة وتتابعها عن طريق غرفة القيادة، ومن ثم المختبرات التي ترتبط آليًا بوكالة الصحة العامة، وعن طريقها ترسل لمنصة الاتصال لإصدار البيان اليومي.

وكانت وزارة الصحة أعلنت قبل أيام عن وفاة مسنّ سعودي يبلغ من العمر 81 عاما، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الذين قضوا بهذا المرض إلى 388 شخصًا.

وكشف البيان تسجيل 4 إصابات مؤكدة بالفيروس، ليرتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 907 حالات والوفيات إلى 388 وفاة وذلك منذ ظهور المرض في المملكة في 2012. وكانت مصادر في وزارة الصحة السعودية كشفت عن أن المرض قد أودى بحياة 42% من المصابين به منذ بداية ظهوره في تموز (يوليو) 2012 وحتى الآن.