تمكن الجيش الجزائري من فك عزلة عائلة لم تختلط يوما بالبشر منذ 20 عاما. وهذه العائلة المنكوبة، هي عائلة ارهابي ملاحق من طرف الامن الجزائري، حُشرت في مخبأ في الجبال لعقدين من الزمن، هربا من الملاحقة.


الجزائر: عثر الجيش الجزائري على عائلة مطلوب أمني لديه، مكونة من سبعة أفراد، تعيش بمخبأ في غابة كثيفة الأشجار منذ عشرين عاما، وجاء ذلك في إطار عملية تمشيط نفذتها القوات الجزائرية في محافظة "جيجل".

وقال الجيش الجزائري في بيان اطلعت "إيلاف" على نصه: "في إطار مكافحة الإرهاب، تمكنت مفرزة من القطاع العملياتي لجيجل/ الناحية العسكرية الخامسة، يوم أمس 02 مارس/ آذار 2015، إثر تنفيذ عملية تمشيط بغابة واد طلبة ببلدية العوانة، من العثور داخل مخبأ على عائلة إرهابي متكونة من الزوجة وسبعة (07) أبناء".

وقال بيان الجيش الجزائري الذي نشر على موقعه الالكتروني إنّ أعمار الأبناء السبعة "تتراوح ما بين عامين (02) وعشرين (20) سنة".

وقال الجيش إنه استرجع من هذه العائلة بندقية مضخية وكمية من الذخيرة وثلاثة هواتف نقالة.

وقال إن هذه العائلة "قضت فترة طويلة تعاني ويلات التخلف والحرمان التي فرضها عليها هذا الإرهابي، إذ كانت تعيش منعزلة بالغابة المذكورة وتفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة".

إلى ذلك، قالت صحيفة (الشروق) الجزائرية إنّ العائلة التي عثر عليها الجيش، "مكونة من أربعة أبناء وثلاث بنات أكبرهم فتاة في العقد الثاني من العمر، لا يتقنون لا القراءة ولا الكتابة".

وقالت الصحيفة إنهم "يعيشون في ظروف أقل ما يقال عنها أنها بدائية، رفقة والدتهم، فيما لم تعثر قوات الأمن على والدهم الذي يقضي معظم وقته رفقة الجماعات الإرهابية".

وقالت مصادر "الشروق" إن السلطات الأمنية ستقوم بتسليم هذه العائلة لوزارة التضامن، حيث يتم التكفل بها نفسيا خصوصا بالنسبة للأبناء الذين قضوا معظم حياتهم في الجبال بين الأدغال ودون مخالطة أي جنس بشري عدا والديهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المختصين "سيحاولون مساعدتهم على الاندماج في المجتمع بصفتهم ضحايا ولا ذنب لهم فيما حدث لهم ولا علاقة لهم بما يقوم به والدهم".

وكانت قوات الجيش قد نفذت عملية مشابهة يوم 14 يناير الماضي بمنطقة القروش ببلدية العوانة، وتمكنت من إلقاء القبض على إرهابي واسترجاع سلاحه، فيما سلمت عائلته المكونة من زوجته وأبنائه الخمسة أنفسهم.

وقد سنت الجزائر قانون المصالحة الوطنية في سبتمبر 2005، وهذا القانون يعتبر عائلات الإرهابيين المقتولين، وعائلات المفقودين، ضحايا لـ"المأساة الوطنية".