دونيتسك: عثر الاربعاء على 17 جثة على الاقل لعمال في منجم للفحم الحجري في دونيتسك شرق اوكرانيا، ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن 16 اخرين، رغم ان فرصهم في النجاة تبدو ضئيلة جدا.

واعلنت يوليانا بديلو المتحدثة باسم "وزارة" الحالات الطارئة المحلية التابع للانفصاليين لوكالة فرانس برس "عثر على جثث 16 عاملا. ويجري العمل حاليا على سحبها. وكان تم سحب جثة في الصباح". واضافت ان "مصير 16 رجلا يبقى مجهولا. وعمليات البحث عنهم تتواصل". وكانت السلطات الاقليمية الموالية لكييف والانفصاليون اعلنوا في وقت سابق العثور على جثث عشرة عمال.

وفي وقت سابق الاربعاء اعلن رئيس البرلمان الاوكراني فولوديمير غرويسمان "وقعت مأساة رهيبة في منجم زاسيادكو. سقط ضحايا وحاليا عددهم 32"، داعيا النواب الى الوقوف دقيقة صمت. وبعد ساعات عاد غرويسمان عن تصريحاته ليقول ان "مصير 32 عاملا لا يزال مجهولا". لكن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو قدم تعازيه إلى عائلات الضحايا. واعلن المتحدث باسمه سفياتوسلاف تسيغولكو انه سيتم اعلان يوم حداد بعد تأكيد عدد القتلى.

ووقع الانفجار في مدينة دونيتسك، حيث تدور معارك منذ سنة تقريبا بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لروسيا. واكد الحصيلة ميكولا فولينكو رئيس نقابة عمال المناجم في دونباس، حوض المناجم في شرق اوكرانيا، الذي يشهد نزاعا مسلحا بين القوات الاوكرانية والانفصالية الموالية لروسيا واوقع ستة الاف قتيل في عشرة اشهر.

وقال فولينكو لوكالة فرانس برس "لدينا معلومات حول سقوط 32 قتيلا، لكن لا نعرف بدقة عدد العمال الذين لا يزالون في الداخل". وبحسب نقابة صناعة المناجم الاوكرانية فانه "ليس هناك اي اتصال مع الاشخاص الـ32". وقال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس "لكن رجال الانقاذ يدركون انه في مثل هذا الوضع، تعتبر فرص النجاة معدومة تقريبا".

وليس للانفجار في المنجم الواقع في حي كيفسكي بمحاذاة مطار دونيتسك اي علاقة مع النزاع الدائر الذي شهد المطار خلاله معارك عنيفة منذ ايار/مايو وحتى سيطرة الانفصاليين في كانون الثاني/يناير. ومنذ دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 15 شباط/فبراير، تشهد مناطق النزاع هدوءا نسبيا، فيما تسمع طلقات نارية متقطعة بشكل يومي تقريبا.

وبحسب المتحدث باسم القوات الاوكرانية اندريه ليسنكو، فان جنديا قتل وجرح آخر خلال الساعات الـ24 الماضية. ويدين الجيش الاوكراني تجمع قوات الانفصاليين قرب مدينة ماريوبول الاستراتيجية على بحر آزوف وآخر المدن الكبيرة الواقعة تحت سيطرة كييف في منطقة النزاع.

واشار ليسنكو الاربعاء الى دخول قافلة مساعدات انسانية مؤلفة من 166 حافلة من روسيا الى اوكرانيا. واضاف "ان جزءا كبيرا (من القافلة) لا ينقل المساعدات الانسانية"، في اشارة الى امكانية احتوائها على المعدات العسكرية. وبالعودة الى حادثة المنجم، بدأت عائلات العمال بالتوافد الى المكان الذي احاط به متمردون مسلحون، وحيث كانت هناك سيارات اسعاف عدة، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وامام مدخل المنجم حضرت فالنتينا دزيوبا (72 عاما) ولم تتمكن من حبس دموعها، لانها لا تعلم شيئا عن ابنها فلاديمير، البالغ من العمر 47 عاما، بعد سبع ساعات على وقوع المأساة. وقالت "كان ينوي التقاعد هذه السنة، لم يقل لي احد شيئا. لقد علمت بالنبأ من التلفزيون، وكل العائلات غاضبة لهذا السبب. اخشى ان يكون قتل".

وقالت زوجة احد العمال التي حضرت برفقة والدتها الى المكان "ليست لدينا اية اخبار عنه. انه امر رهيب". وكانت السلطات الانفصالية تحدثت عن مقتل شخص واصابة 15 بجروح طفيفة، مؤكدة انها تجهل مصير العمال الـ32.

وفي مؤتمر صحافي، قال ماكسيم ليشتشينكو المسؤول في "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، انه "كان هناك 230 شخصا تحت الارض" ساعة وقوع الحادث.
واضاف تم "اجلاء 198 شخصا، بينهم قتيل و15 مصابا بجروح طفيفة". وفي احدى مستشفيات دونيتسك، روى المصاب فياشيسلاف بولابان "كنت وحيدا. اذكر فقط الانفجار والغبار من بعده. اخرجني بعض الرجال، ثم فقدت الوعي".

وسبق ان شهد منجم زاسيادكو عدة حوادث في السنوات الماضية. وكانت سلسلة انفجارات في هذا المنجم في تشرين الثاني/نوفمبر - كانون الاول/ديسمبر 2007 اوقعت 106 قتلى. ويشرف على هذا المنجم النائب يواكيم زفياغيلسكي الحليف السابق للرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الذي اقيل في شباط/فبراير 2014 بعد اشهر من حركة احتجاج كبرى ضده قمعت بعنف. ويندد عمال مناجم باستمرار بمخالفات كبرى لقواعد السلامة في منجم زاسيادكو.
&