بدأ وزير الدفاع التركي عصمت يلماز زيارة إلى العراق اليوم، لإجراء مباحثات عسكرية مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد واربيل، للتعرف على احتياجاتهم من الأسلحة والمعدات، وبحث الاستعدادات العسكرية لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم "داعش"، والدعم الذي يمكن أن تقدمه بلاده في هذا المجال.


لندن: قبيل وصول وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إلى بغداد، قال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة اليوم إن الطائرتين العسكريتين التركيتين اللتين حطتا في بغداد أمس نقلتا على متنهما مساعدات عسكرية تم إعدادها بناءً على الإحتياجات العراقية التي تم تحديدها خلال اجتماع عقدته وزارتا دفاع تركيا والعراق، أثناء الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لأنقرة. واضاف أن هناك اتفاقيات بين تركيا والعراق في مجالي الدفاع والأمن، مشدداً على الأهمية القصوى لاستقرار العراق بالنسبة لتركيا، وأوضح أن هناك تعاوناً أمنياً مماثلاً بين أنقرة وإقليم كردستان الشمالي.
&
وأشار اوغلو إلى أن الخطر الأمني الذي تسببت فيه العديد من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، يمثل تهديداً كبيراً لتركيا، وقال "لكن موقفنا واضح وصريح دائماً، فنحن ضد الهجمات الدموية التي يرتكبها النظام السوري وأيضا ضد الأنشطة غير الإنسانية التي لا تعرف رحمة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية، ومواقفنا في هذه الأمور مبنية على مبادئ".
وشدد أوغلو على ان "تحقيق الاستقرار في الموصل بشكل يحررها من أي ضغوط إرهابية أو طائفية أو مذهبية وتحقيق السلام لأهلها، أمر يمثل بالنسبة لنا مهمة استراتيجية، ومن ثم نحن في حالة تشاور مستمرة مع جميع الأطراف حول هذا الامر". واضاف ان تركيا تدعم العمليات التي تتم لتحرير العديد من المدن العراقية من يد تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي كان في تركيا الأسبوع الماضي حيث تم تكليفه من قبل الرئيس فؤاد معصوم للاشراف على عمليات &تحرير الموصل .
&
أسلحة تركية إلى العراق وتعاون أمني واستخباري
وقالت السفارة التركية في بغداد امس إن طائرتي شحن عسكريتين من طرازC-130 &قد حطتا في قاعدة المثنى العسكرية الجوية شرق بغداد، حيث سلّم السفير التركي فاروق قيماقجي المساعدات إلى مسؤولي وزارة الدفاع العراقية . وشدد السفير على مواصلة بلاده الوقوف إلى "جانب العراق الصديق والشقيق حكومة وشعباً في مكافحته للإرهاب، سواء في إطار التحالف الدولي أو على المستوى الثنائي" .
وأكد حرص بلاده على العمل ما بوسعها للمساهمة من أجل وحدة العراق واستقراره، وأمنه، ورفاهه". &
ويأتي وصول الطائرتين التركيتين محملتين بالذخائر والأسلحة إلى بغداد في إطار مساعدات عسكرية للعراق، الذي يخوض معارك ضارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
&
ومن المنتظر أن يناقش عصمت يلماز في بغداد واربيل الأربعاء الطلبات العراقية لدعم الاستعدادات الجارية لتحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم "داعش" تسليحًا وتدريبًا واستخباريًا. وقال يلماز في مؤتمر صحافي عقده في البرلمان التركي الاثنين إنه سيجتمع خلال زيارته إلى العراق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع خالد العبيدي، والداخلية محمد الغبان ورئيس اركان الجيش بابكر زيباري اضافة إلى لقاءات أخرى مع قادة اقليم كردستان &الشمالي. واضاف ان اجتماعاته هذه في بغداد وأربيل ستبحث التعاون المشترك في الحرب على الارهاب والاستعدادات لطرد "داعش" من الموصل... مؤكدًا دعم بلاده لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش". وأشار الوزير إلى أن "الجيش التركي يجري دراسة لتقويم أي جهد إضافي يمكن أن يقدمه في وقته المناسب، استناداً لمصالحنا الوطنية".
&
وكان السفير التركي في العراق فاروق قيماقجي قال في الخامس والعشرين من الشهر الماضي أن وزير الدفاع التركي سيزور العراق قريبًا لمناقشة الجوانب التي بموجبها ستتم مساعدة العراق لمحاربة "داعش" ورفع مستوى التعاون بين البلدين وخاصة في الجوانب الأمنية والدفاعية والإستخبارية.&
&
والأحد الماضي، أعلن محافظ الموصل أن القوات التركية ستشارك في العمليات العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم "داعش"، وقال أثيل النجيفي إن مباحثات نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي في انقرة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس حكومته احمد داوود اوغلو خلال الاسبوع الماضي فتحت صفحة جديدة في الحرب ضد "داعش"، وأكد أن الحكومة التركية أكدت استعدادها لدعم العراق وخصوصًا محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في حربها ضد "داعش"، ودخولها ضمن التحالف الدولي وتقديم الدعم المناسب للقوات العراقية التي تواجه التنظيم. وأضاف قائلاً "هذا موقف كنّا ننتظره منذ زمن، ولكن يبدو أن هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب مع تغيير سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه سوريا وأصبح الموقف التركي مهيأ أكثر للدخول بفعالية ودعم جهود تحرير الموصل.
&
وعلى الصعيد نفسه، اوضح النجيفي أن تركيا قررت الانضمام للعملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل. &
وأكد إن "تركيا اتخذت قرارًا بالانضمام إلى العملية العسكرية لاستعادة الموصل". وأضاف النجيفي أن "تركيا ستشارك بجميع الطرق العسكرية واللوجستية للمساعدة في استعادة السيطرة على مدينة الموصل". وتابع أن "تركيا تعتزم أيضاً إرسال الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية لنا" حيث يفرض مسلحو تنظيم "داعش" سيطرتهم على مدينة الموصل منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي بعد انسحاب الجيش العراقي منها دون قتال.
وجاء وصول الطائرتين التركيتين إلى بغداد بالتزامن مع بدء القوات الامنية العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي عملية استعادة السيطرة على تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) &حيث تمكنت اليوم الثلاثاء من استعادة السيطرة على مدينة الدور 25( كلم جنوب تكريت) .&
&
&
&
&
&