كشفت مصادر مطلعة لـ "إيلاف" أن عملية تحرير الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، قد تم توثيقها بالكامل عبر طائرة بدون طيار مزودة بكاميرات متقدمة، ومدعومة بأجهزة رصد وتوثيق ومتابعة من الأرض.

الرياض:&قالت مصادر مطلعة لـ&"إيلاف""&إن طائرة&بدون طيار تابعت عملية تحرير الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي وقامت بمرافقة الفرقتين السعوديتين اللتين دخلتا اليمن واستطاعتا استعادة الخالدي من يد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرًا له.

وكان عبد الله الخالدي نائب القنصل السعودي في عدن جنوب اليمن، قد خطف في 28 آذار (مارس) 2012، من قبل تنظيم القاعدة، وظهر في عدة أشرطة فيديو بثها تنظيم القاعدة طالبًا من الرياض التفاوض مع الخاطفين من أجل إطلاق سراحه، قبل أن تعلن وزارة الداخلية السعودية في بيان لها يوم الاثنين 2 مارس 2015 عودة الخالدي، بعد ان نجحت جهود الاستخبارات العامة في استعادته.

وبحسب معلومات "إيلاف" التي نشرتها سابقا فإن قطر عرضت التدخل لكن السعودية رفضت، وأنهت مهمتها بنجاح، دون أن تدفع فدية بلغت ثلاثة ملايين دولار طلبها الخاطفون، وهو ما يفسر استخدام قناة الجزيرة مصطلح "إطلاق سراح" بدلًا عن "تحرير".

وحظي الخالدي باستقبال كبير لدى وصوله، حيث تقدم مستقبليه ولي ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبدالله.

وفي وقت لاحق استقبله ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، كما استقبله في اليوم التالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقلده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة.

توثيق مصور

الطائرة بدون طيار، التي حلقت بشكل متتابع لعملية تحرير الخالدي، تميزت بحملها كاميرات شديدة الثبات، مع إمكانية عرض فيديو مباشر مرتبط بالمتابعين في الأرض، أو من هم في غرفة القيادة، بحسب المصادر التي كشفت عن وجود كاميرات متحركة على الأرض برفقة الفرق المنفذة لعملية التحرير، بهدف تقديم رؤية متكاملة لقائد العملية لاختيار القرار المناسب.

المصادر أكدت أيضا ان التوثيق المصور لعملية تحرير الخالدي، ربما يتم عرضه قريبا على وسائل الإعلام، مشيرة انه نتاج جهود احترافية بذلتها الاستخبارات العامة السعودية، والتي استطاعت بعملية خاطفة استعادة الخالدي، من يد تنظيم القاعدة، وبدون أن تسفر العملية عن أي خسائر بشرية أو مادية، حيث عادت الفرقتان منفذتا العملية إلى قواعدها سالمة.

تفوّق الاستخبارات

مراقبون، أوضحوا ان استخدام طائرات دون طيار في عمليات التوثيق يؤكد تفوق الاستخبارات السعودية ونجاحها في تطوير كوادر احترافية في عمليات الرصد والمراقبة، مشيرين إلى ان العملية تعتبر منعطفًا فارقا في أساليب تنفيذ العمليات الأمنية خارجيا، فتوثيق العملية فضلا عن نجاحها، يعكس مدى استخدام الأساليب الأكثر تطورا وتعقيدا في مراقبة الأهداف وهو الأسلوب المعتمد حصرا من قبل الدول الغربية

وكان عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قد دشنوا هاشتاغ #شكرا_للاستخبارات_السعودية فور وصول نائب القنصل السعودي إلى المملكة، حيث اعتبر المغردون أن العملية تؤكد أهمية المواطن السعودي، وأنه يمثل أولوية الحكومة تحت أي ظرف، مُعربين عن فخرهم بكفاءة و فعالية واحترافية ومهنية الاستخبارات السعودية .

وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد طلب من السلطات السعودية إطلاق سراح مسجونين ومسجونات في المملكة مقابل الإفراج عن الخالدي، كما طلب التنظيم ثلاثة ملايين دولار، وهو ما رفضته السعودية حينها ما دفع بالقاعدة إلى نشر خبر قتل الخالدي، للضغط على الحكومة لكن وسائل الضغط لم تنجح، فأخرجوا الخالدي في مقاطع فيديو ليناشد الحكومة تنفيذ مطالبهم، إلى أن تمكنت الاستخبارات من تحريره.
&