أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الأربعاء "حالة القوة القاهرة" في 11 حقلًا نفطيًا في جنوب شرق البلاد ووسطها إثر هجمات استهدفت بعضها، ما ينذر بتوقف الإنتاج النفطي الليبي.


بنغازي: تتيح حالة "القوة القاهرة" إعفاء المؤسسة الوطنية للنفط من مسؤوليتها في حال عدم الايفاء بالالتزامات المترتبة عليها بموجب عقود تسليم النفط في حال كان ذلك ناجمًا من ظروف استثنائية. وأشارت المؤسسة في بيان الى ان قرارها جاء اثر هجمات استهدفت اربعة حقول، بينها حقلي المبروك والباهي.

تدهور أمني
وقالت المؤسسة انها "مضطرة وبصورة عاجلة لاعلان حالة القوة القاهرة على عدد من الحقول النفطية وهي (حقول) المبروك والباهي والظهرة والجفرة وتبيستي والغاني والناقة والسماح والبيضاء والواحة والدفة وكل المحطات التابعة لهذه الحقول بسبب سرقة وتخريب وتدمير بعض الحقول والموانئ النفطية".

واعتبرت المؤسسة أن "خير شاهد على ذلك ما يحدث خلال اليومين الماضيين واليوم في حقول المبروك والباهي والظهرة والجفرة، والتي تعرّضت لعمليات هجوم من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، ولم تستطع القوات المكلفة بالحراسة من حمايتها والمحافظة عليها".

لكن المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي علي الحاسي، قال الثلاثاء إن "متطرفين سيطروا على حقلي الباهي والمبروك النفطيين في جنوب شرق ليبيا، وهم في طريقهم للسيطرة على حقل الظهرة النفطي، بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسة هذا الحقل نتيجة نفاد الذخيرة".

هجوم مباغت
وأضاف الحاسي إن "هؤلاء المتطرفين نفذوا الهجوم المباغت الثلاثاء بعدما نفذت ميليشيات فجر ليبيا، المنحدر معظمها من مدينة مصراتة، غارات جوية في وقت سابق الثلاثاء على مرفأ السدرة في منطقة الهلال النفطي".

وحذرت المؤسسة من مقرها في العاصمة الليبية طرابلس بأنها "وفي حالة استمرار الحالة الامنية المتردية فإنها ستضطر الى قفل كل الحقول والموانئ، ما سيترتب عليها من عجز تام في الايرادات المالية للدولة والتأثيرات المباشرة على حياة الناس، والتي تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي بسبب توقف إمدادات الغاز والوقود السائل وكذلك النقص في المحروقات".

وتوقف انتاج حقلي المبروك والباهي منذ اسابيع عدة بسبب اعمال عنف وبسبب تباطؤ عمل مرافئ التصدير. وتم اجلاء العاملين في الحقلين اثر هجوم أول في بداية شباط/فبراير اوقع 11 قتيلا. ولم تتبن اي جهة الهجوم، لكن حراس الحقلين نسبوه الى اسلاميين متطرفين. وتشهد ليبيا منذ اسابيع عدة هجمات تبناها او تنسب الى تنظيم "الدولة الاسلامية".

وتأثر قطاع النفط الليبي بشدة بحالة الفوضى في البلاد، وبعدما كان الانتاج يزيد على 1,5 مليون برميل يوميا، تمثل 95 بالمئة من صادرات البلاد، و75 بالمئة من عائداتها، تراجع الى نحو 350 الف برميل يوميا في كانون الاول/ديسمبر 2014 بعد شن تحالف ميليشيات "فجر ليبيا" هجوما على مناطق النفط شرق البلاد. وتمكن الجيش الليبي من صد الهجوم الذي شهد حرائق في خزانات ميناء السدرة.
&
وسيطر تحالف "فجر ليبيا" على العاصمة الليبية في آب/أغسطس 2014، وأقام فيها حكومة موازية، واعاد تفعيل البرلمان المنتهية ولايته (المؤتمر الوطني العام).ومنذ ذلك التاريخ يوجد في ليبيا برلمانان وحكومتان يعترف المجتمع الدولي باحداهما، وهذه التي تتخذ من طبرق (شرق) مقرا.
&