تخوض قوات النظام السوري ومقاتلون معارضون اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حلب، في وقت أعلنت القوى المعارضة في المدينة أنها ترفض لقاء بعثة الامم المتحدة التي تزورها.


بيروت: تدور اشتباكات عنيفة اليوم الخميس في محيط مبنى المخابرات الجوية في شمال غرب مدينة حلب بين قوات النظام السوري ومقاتلين معارضين. وتأتي هذه الاشتباكات غداة هجوم دامٍ استهدف محيط مبنى المخابرات الجوية امس الاربعاء، وتخلله تفجير نفق في مكان قريب من المبنى تلته اشتباكات عنيفة، فيما لم يتمكن المهاجمون من اقتحام المبنى والسيطرة عليه.

وقال مصدر سوري ميداني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "اشتباكات تدور بين الجيش السوري والمسلحين في حي جمعية الزهراء في حلب"، مشيرًا الى أن هذه الاشتباكات اندلعت بعد "هجوم عنيف شنه الجيش منذ صباح اليوم (الخميس) على مواقع المسلحين".

وذكر أن الهجوم أوقع "العديد من القتلى والجرحى" في صفوف المقاتلين المعارضين. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن "اشتباكات عنيفة جداً تدور بين قوات النظام والمقاتلين في محيط مبنى المخابرات الجوية، وسط قصف متبادل من الطرفين".

وقتل بحسب المرصد 20 عنصرًا من القوات النظامية السورية و14 مقاتلاً معارضاً في هجوم أمس ضد المبنى الذي سبق ان تعرض الى اكثر من محاولة اقتحام فاشلة. ويقع مبنى المخابرات الجوية في القسم الخاضع لسيطرة النظام على الحدود الشمالية الغربية لمدينة حلب، وعلى بعد مسافة قصيرة من الارياف التي يسيطر عليها مقاتلون معارضون.

وترافق الهجوم مع قصف من المقاتلين المعارضين على احياء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حلب، ادى الى مقتل تسعة مدنيين، بينهم ثلاثة اطفال وإمرأتان، وفقاً للمرصد. وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات النظامية (في الغرب) وقوى المعارضة المسلحة (في الشرق).

قصف بالبراميل المتفجرة

إلى ذلك، قتل 18 شخصا على الاقل جراء القاء طيران النظام السوري برميلا متفجرا الخميس على حي خاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني قتل "18 مواطنا على الأقل" تفحمت جثث ثمانية منهم "جراء قصف للطيران المروحي ببرميل متفجر على نقطة تجمع في حي قاضي عسكر" في شرق المدينة.

واوضح مدير المرصد ان البرميل استهدف نقطة تجمع في الحي يقصدها الاهالي لبيع وشراء مادة المازوت.& ووقع القصف الجوي بعد يوم من مقتل تسعة مدنيين بينهم ثلاثة اطفال وامراة في قصف استهدف القسم الخاضع لسيطرة النظام في المدينة.

وفي ادلب شمال غرب سوريا قتل بحسب المرصد ايضا سبعة مدنيين على الاقل هم ستة طلاب ومدرس جراء غارة جوية لطيران النظام استهدفت قرية في ريف ادلب الشمالي.

رفض مبادرة دي مستورا

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما اعلنت& القوى المعارضة في حلب رفضها لمبادرة تقدم بها الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا وتقضي بتجميد القتال في المدينة للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

كما تأتي في وقت تزور بعثة من الامم المتحدة، برئاسة مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق، خولة مطر، حلب في اطار المساعي لتطبيق خطة الموفد الدولي. وفي هذا السياق، قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار لوكالة الصحافة الفرنسية إن مبادرة دي ميستورا "لا تلقى اذانًا صاغية لدى الثوار في حلب".

رسائل مزدوجة
وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار لفرانس برس ان التخطيط لهجوم مبنى المخابرات الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه منذ اشهر "تطلب وقتا طويلا لكن تنفيذه امس (الاربعاء) يبعث برسائل واضحة الى النظام ودي ميستورا".

واوضح ان "هيئة قوى الثورة في حلب"، وهي تجمع رئيس للمعارضة السياسية والعسكرية في المحافظة، سبق وان اعلنت رفضها لمبادرة الموفد الدولي، "قررت عدم لقاء بعثة دي ميستورا" المتواجدة حاليا في حلب. وتقضي خطة الموفد الدولي بتجميد القتال في حلب والسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وفيما رفضت القوى المعارضة في حلب المبادرة بشكلها الحالي، قال دي ميستورا ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة اسابيع.

ولاقت مواقف دي ميستورا انتقادات من المعارضة. ولفت نشار في هذا الصدد الى "اخطاء عدة ارتكبها دي ميستورا من حيث افكاره وتصريحاته لا سيما تلك التي قال فيها ان (الرئيس السوري) بشار الاسد جزء من الحل".

حاجة ملحّة
وذكر من جهته هشام مروة نائب رئيس الائتلاف في اتصال مع فرانس برس ان "توحيد صفوف المعارضة بات أولوية وندفع باتجاه الحل السياسي (...) والتواصل مع باقي اطياف المعارضة ياتي ضمن هذا السياق ونتيجة للتطورات الدولية الجديدة".

وتوصل وفدان من الائتلاف وهيئة التنسيق الشهر الماضي الى تفاهم على مبادئ لتسوية سياسية للازمة خلال اجتماعات عقداها في باريس، الا ان هيئة التنسيق اعلنت في وقت لاحق انها لم تتبن هذه المبادئ بعدما قوبلت بالرفض من قبل بعض عناصرها. ومن المتوقع ان يعقد في القاهرة يوم غد الجمعة اجتماع تنسيقي بين مجموعات معارضة من اجل التحضير لمؤتمر موسع يعقد في القاهرة ايضا يوم 17 نيسان/ابريل بين وفود معارضة من الداخل والخارج تشمل اعضاء في الائتلاف.