يشير فك أسفل وخمسة أضراس عُثر عليها في أثيوبيا إلى أنّ الأسرة البشرية نشأت قبل 400 الف سنة مما افترض العلماء.


إعداد عبد الاله مجيد: وجد العلماء في أثيوبيا فكًا متحجرًا، يعود إلى ما قبل 2.8 مليون سنة، إلى فترة ذات أهمية حاسمة لتطور اسلافنا، لم تترك آثارًا هيكلية تُذكر لتمكين العلماء من سد الثغرات المتبقية في معرفتنا لتاريخ الانسان.

أقدم بكثير

كان يُعتقد قبل اكتشاف الفك أن أقدم انسان هو الانسان الحاذق أو الماهر بقدرته على استخدام الأدوات Homo habilis الذي عاش قبل نحو 2.3 مليون سنة. لكن المتحجرات الجديدة التي درسها بحثان نُشرا في مجلة ساينس العلمية تقول إن الانسان أقدم من ذلك بكثير.

وقال وليام كيمبل، صاحب إحدى الدراستين ومدير معهد الأصول البشرية في جامعة ولاية اريزونا: "من أكثر الفترات أهمية لفهم نشوء اسلافنا هي الفترة الواقعة بين ثلاثة ملايين ومليوني سنة". اضاف: "هذه الفترة بالتحديد هي أقل ما يعرف عنها العلماء في سجل المتحجرات البشرية".

فجوة زمنية

تنبع أهمية هذه الفترة من كونها تمثل الفجوة الزمنية الفاصلة بين ازدهار القرد الجنوبي أو أوسترالوبيثيكوسAustralopithecus ، أحد أسلاف الانسان المنقرضة وظهور الانسان الحديث. لكن اللافت أن العلماء إذ يستطيعون العثور على أدلة تؤكد وجود القرد الجنوبي قبل 3 ملايين سنة، وعدة أجناس متعايشة من الانسان الحديث قبل مليوني سنة، فإنهم عادة لا يجدون الكثير في الحقبة الفاصلة بين الفترتين.

ويتسم الفك المتحجر، الذي عُثر عليه بأهمية خاصة، ليس لأنه يقع ضمن المدى الزمني المنشود فحسب، بل لأنه يشترك بأوجه شبه مع القرد الجنوبي أو أوسترالوبيثيكوس Australopithecus من جهة ومع الانسان الحديث من جهة أخرى.

في وقت مبكر

بحسب العلماء الجيولوجيين الذين قدروا عمر الفك المتحجر، أسلاف الجنس البشري عاشوا في مناخ لا يختلف عن النظام البيئي لمحمية سيرينغتي الطبيعية في شرق افريقيا، ويعتبر من أقدم الانظمة الايكولوجية في العالم، يتميز بمناخ جاف مع وفرة من العشب، وربما الكثير من الأنهار ولكن قلة من الأشجار.

وفي دراسة ثانية ذات صلة نُشرت في مجلة نايتشر العلمية، قدم باحثون نموذجًا جديدًا للانسان الماهر يشير إلى أن أول أسلاف الانسان الحديث ظهر في وقت مبكر للغاية، متيحًا نشوء أجناس متنوعة بعضها أقرب إلى الانسان الحديث منه إلى القرد الجنوبي. وقال الباحثون إن هذه الاكتشافات تساعد في تضييق الفترة التي يتعين على العلماء أن يبحثوا فيها عن مفاتيح، تحدد بدقة مرحلة الانتقال من القرد إلى الانسان.