المادة المظلمة تعد واحدة من أكبر ألغاز الكون، ويعتقد علماء غربيون أن يكون جسيم "بوزون هيغز" -الذي يعطي الجسيمات كتلتها- قد تفتت وتحول إلى مادة مظلمة، ولذلك، يسعى هؤلاء العلماء التابعون للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية إلى إثبات تلك النظرية.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: أظهرت دراسات بحثية حديثة أن جسيم بوزون هيغز ربما يحمل بين طياته الكثير من المعلومات عن سر المادة المظلمة، وأنه ربما تفكك وتحول إلى مادة مراوغة عند تعرضه للتهشم.

وسيُشَغَل مصادم هادرون الكبير في أيار/ مايو المقبل بكامل طاقته بعد انتظار دام أكثر من عامين، في الوقت الذي يتحضر فيه العلماء لاستكشاف أسرار الكون على نحو أدق بشكل غير مسبوق.

وإن تمكن أحد العلماء من شق طريقه في ما يتم بذله من جهود، فإن واحدة من عمليات الاستكشاف هذه قد تنطوي على البحث عن المادة المظلمة، التي تعد واحدة من أكبر الألغاز التي لم تحل.

واقترح بهذا الصدد دكتور كريستوفر بيترسون، من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد، أن يكون جسيم بوزون هيغز نفسه (الذي يعطي الجسيمات كتلتها) قد تفتت وتحول إلى مادة مظلمة، معبراً عن أمنيته بأن يتمكن الفريق البحثي في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ( سيرن ) من إثبات تلك النظرية التي توصل إليها بهذا الخصوص.

ولفتت صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن دكتور بيترسون واثنين من زملائه خلصوا إلى نموذج جديد للجسيم للتنبؤ بوجود المادة المظلمة.

وأضافت الصحيفة في نفس السياق أن ذلك النموذج يحتوي على مزيد من "الجسيمات الأولية" – وهي أصغر الجسيمات المعروف أنها موجودة – مقارنة بالنموذج القياسي الحالي لفيزياء الجسيمات.

ويمنح نموذج بيترسون جسيم هيغز عدة خواص مختلفة، وهو ما يشير إلى أنه قد يتفتت ويتحول إلى فوتون (جسيم ضوء) وجسيمات مادة مظلمة.

ومع هذا، ولكي يثبت بيترسون نظريته، فإنه يحتاج لمسرع جسيمات، ويبدو أن منظمة سيرن عازمة على إجراء مثل هذه التجربة.

وعاود بيترسون ليقول:" أتصور أن مصادم هادرون الكبير هو المكان الوحيد الذي يمكن اختبار ذلك النموذج فيه. وما قد يُثبَت بهذا الصدد بمثابة الحلم بالنسبة لعلماء فيزياء الجسيمات".

وقالت دكتور زينب ديميراغلي من المشرفين على تجربة CMS في منظمة سيرن:" نعمل الآن على قدم وساق مع مجموعة تحاليل جديدة نقوم فيها باختبار النموذج الخاص ببيترسون بطرق أخرى وبمزيد من البيانات. ونحن نهنئه على ما قام به من عمل هام".