تنشر "إيلاف" رسالة المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، والتي وجهها إلى قادة المعارضة السورية وممثليها، وحاول من خلالها الحضّ على التزام طرفي النزاع بتهدئة في مدينة حلب.


بهية مارديني: حصلت "إيلاف" على نص رسالة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الى قادة المعارضة السورية وممثليها.

ويقول ميستورا في رسالته التي وقعها بتاريخ 2 مارس آذار الجاري، "إن الامم المتحدة اقترحت تجميد القتال في حي صلاح الدين في حلب كنموذج تجريبي لتكثيف ايصال المعونة واستعادة الخدمات خلال فترة التجميد".

ويعلن ميستورا في الرسالة أن النظام السوري "أبدى رغبته في تجميد القتال ستة أسابيع في كامل مدينة حلب".

واعتبر ميستورا "أنه لكي يتكلل التجميد بالنجاح لابد أن تبدي جميع الأطراف المعنية بعض الارادة السياسية النابعة من رغبة في معاناة الشعب السوري".

ورأى الموفد الدولي أن التجميد "ليس غاية بحد ذاته فإن كتب له النجاح فسيكون أحد تدابير بناء الثقة نحو عملية سياسية شاملة يقودها السوريون".

وأوفد ميستورا بعد أن أرسل هذه الرسالة للمعارضة، مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر الى حلب في اطار المساعي لتطبيق خطته.

وناشد ميستورا كل الأطراف أن يتحملوا جانبهم من المسؤولية ويحافظوا على حياة المدنيين ويوقفوا عمليات القصف بقذائف الهاون والصواريخ واستخدام القنابل الارتجالية في كافة أرجاء مدينة حلب في الفترة ذاتها.

ويشير ميستورا في عنوان الرسالة التي وجهها الى المعارضة السورية "أن التجميد خاص باستخدام الأسلحة الثقيلة"، وهو ما يثير التساؤلات حول بقية أنواع الأسلحة.

وكانت المعارضة المسلحة قد سبق وأن رفضت خلال اجتماعها في كلس على الحدود التركية السورية، أفكار ميستورا واعتبرت أنها لا ترتقي الى مبادرة، الأمر الذي يدفع أيضًا للتساؤل عن مصير هذه الرسالة وعن مدى امكانية تنفيذ محتواها.

وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، اليوم الخميس، إن خطة المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا بتجميد القتال في حلب غير كاملة، مشيراً إلى أن وقف القتال يجب أن لا يقتصر على حلب.

وفي مؤتمر صحفي عقده، الخميس، بعد لقاء جمعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه في باريس، أوضح خوجة أن خطة دي ميستورا غير كاملة ولا تزال بحاجة إلى نقاش، مشيراً إلى أن المهم بالنسبة للمعارضة هو وقف القتال في كافة المناطق السورية وليس في حلب فقط.

واعتبر رئيس الائتلاف أن إسقاط بشار الأسد “شرط أساسي للائتلاف في أي حل سياسي مفترض”، مشيراً إلى أن المعارضة أعطت الأسد فرصة للحوار والتفاوض في جنيف إلا أنه لم يفِ بالتزاماته.

ونقل خوجة عن الفرنسيين موقفهم حيال الأسد بقوله “لا يمكن حل مسألة الإرهاب دون إزالة بشار الاسد”.

إلى ذلك، خاضت المعارضة المسلحة وقوات النظام اشتباكات عنيفة اليوم في حي جمعية الزهراء في حلب غداة الهجوم الدامي الذي شنته المعارضة ولم تنجح خلاله في السيطرة على مبنى المخابرات الجوية وسط قصف متبادل من الطرفين.

واعتبرت جريدة "الوطن" السورية القريبة من النظام أن "تصعيد مسلحي المدينة هجماتهم بشكل غير مسبوق خلال وجود بعثة ميستورا برئاسة خولة مطر في حلب&ما تأتي بغية افشال مساعيها لتقييم الأوضاع على الارض".

ولفتت الى أن المعارضين "هاجموا حي صلاح الدين وهو أول حي تم اختياره للبدء بمبادرة " تجميد القتال"، وذلك بهدف الضغط على البعثة للحيلولة دون زيارته والعودة الى دمشق"، فيما قال نفس المصدر إن مطر تبيت في مناطق سيطرة النظام وأن زيارتها لمناطق المعارضة لم تحدد بعد.

&