بيروت: قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة لوكالة فرانس برس ان المعارضة في الخارج تريد استعادة شرعيتها والانفتاح على المجموعات في الداخل واعادة اطلاق المفاوضات من دون ان يكون رحيل الرئيس بشار الاسد شرطا مسبقا.

وقال خوجة في مقابلة اجرتها معه فرانس برس في باريس حيث وصل الاربعاء "علينا ان نطبق استراتيجية جديدة ونطلق حوارا مع كل مجموعات المعارضة والشخصيات الراغبة في بناء سوريا جديدة قائمة على الحرية والقانون واحترام كل الطوائف".

واضاف خوجة وهو تركماني في الخمسين من العمر غادر سوريا في الثمانينيات بعدما سجن مرتين وعاش في المنفى في تركيا ان "هدفنا الاخير هو التخلص من (الرئيس) بشار الاسد، لكن هذا ليس شرطا مسبقا لبدء عملية التفاوض. في المقابل، من الضروري ان تؤدي هذه العملية الى نظام جديد وسوريا جديدة حرة". وتابع "لم يكن هذا يوما شرطا ولا حتى في جنيف، لكن يجب ان تكون المفاوضات واضحة وتؤدي الى رحيل هذا النظام وبشار الاسد".

من جهته، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال لقائه خوجة ان الرئيس السوري هو "المسؤول الرئيسي عن مأساة شعبه لم يعد محاورا ذات مصداقية لمحاربة داعش (تسمية تنظيم الدولة الاسلامية) والتحضير لمستقبل سوريا". وشدد على "ضرورة العمل من دون هوادة لتحريك عملية جنيف للانتقال السياسي في سوريا". واضاف في بيان "انه الحل الوحيد الممكن لتوحيد الشعب السوري وتلبية مطالبه المشروعة والقضاء على المجموعات الارهابية وارساء السلم الاهلي" في سوريا.

واكد خوجة الذي انتخب في كانون الثاني/يناير على رأس الائتلاف الوطني السوري المعارض، انه "يجب ان نتخلص من بشار (...) لكننا مستعدون للتفاوض مع باقي النظام والحفاظ على استمرارية الدولة وحماية المؤسسات والجيش والوزارات. حين نتكلم عن اطاحة النظام، لا نتكلم عن اطاحة الدولة". وبعد اربع سنوات من نزاع دام اوقع اكثر من 220 الف قتيل، ومحاولات لاجراء مفاوضات باءت كلها بالفشل، تسعى المعارضة "المعتدلة" التي اضعفتها الانقسامات، الى اعادة ترتيب صفوفها واطلاق عملية تهدف الى تحقيق عملية انتقال سياسي في سوريا.

والائتلاف الوطني السوري المعارض المعترف به من الغرب كمحاور شرعي، غالبا ما اتهم بانه بعيد عن واقع النزاع، وقد طغى على حضوره الميداني تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية. وجرت محادثات في نهاية شباط/فبراير في باريس بين وفدين من الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، معارضة الداخل المقبولة من النظام، افضت لاول مرة الى تفاهم على مبادئ لتسوية سياسية للنزاع الذي يدخل قريبا عامه الخامس.

وقال خوجة "انها بداية جيدة، وابوابنا ستكون مفتوحة امام جميع مجموعات المعارضة الاخرى من اجل الاتفاق على موقف موحد بغية الدخول في عملية تفاوض مع النظام" مشيرا الى لقاءات اخرى مقررة بدون كشف المزيد من التفاصيل. واوضح "لديّ ثلاثة اهداف: الحفاظ على تماسك المعارضة وتلميع صورتها والامساك بالمبادرة" من اجل عملية سياسية، واعدا بـ"اصلاحات داخلية" لتعزيز الائتلاف الذي يواجه صراعات داخلية وخارجية ويعاني من تبديل هيئاته القيادية بشكل متكرر.

والتقى خوجة الاربعاء في باريس الموفد الخاص للامم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الذي يسعى منذ اشهر الى انتزاع "تجميد للقتال" في حلب ثاني المدن السورية. وقال ان المسؤول الدولي "يحاول تحقيق شيء، مهمته ليست سهلة. لكن ما يريده السوريون هو وقف حمام الدم، وقف المجازر".

كما انتقد التقاعس الدولي في مواجهة الماساة السورية. وقال "ابلغنا حلفاءنا الغربيين منذ نهاية 2011" بتصاعد المخاطر الجهادية التي يشجعها على حد قوله نظام دمشق. واضاف "اكتفى حلفاؤنا للاسف بالوقوف وقفة المتفرج وها نحن اليوم امام (تنظيم) الدولة الاسلامية، افظع منظمة ارهابية في التاريخ".

وقال "لم يدعمونا امام ظهور هذا الوحش. ولدينا الان قوات الاسد التي تقصفنا بالبراميل المتفجرة من الجو وجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يقتلوننا على الارض". وقال "ما نطلبه من الاسرة الدولية هو ان تتحد مع السوريين ضد الارهاب، سواء اتى من المجموعات الارهابية او من الدولة السورية".