أعلنت قيادة القوات العراقية اليوم عن تحريرها قضاء الدور في محافظة صلاح الدين الشمالية الغربية بالكامل من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتتقدم حاليا نحو تكريت عاصمة المحافظة.


أسامة مهدي من لندن: أعلنت قيادة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين (170 كلم شمال غرب بغداد) ان العمليات الجارية في المحافظة منذ ستة ايام والتي اطلق عليها "لبيك يا رسول الله" قد تمكنت الاحد من تحرير قضاء الدور في محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بالكامل.

واضاف مصدر في القيادة ان القوات الامنية حررت قضاء الدور وفرضت سيطرتها عليه ورفعت العلم العراقي فوق مبنى القائمقامية بعد انهيار مقاومة عناصر "داعش" وفرارهم امام هجمات القوات الامنية والحشد الشعبي للمتطوعين كما نقلت عنه قناة العراقية الرسمية.

واشارالى ان عناصر داعش فروا بشكل جماعي من قضاء الدور وتركوا جثث العشرات من قتلاهم في الشوارع.

واوضح المصدر ان القوات الأمنية والحشد الشعبي بدأت في وقت سابق اليوم باقتحام عدد من أحياء قضاء الدور بعد ان تقدمت باتجاهه من اربعة محاور الى ان تمكنت من تحرير قضاء الدور جنوب (25 كلم جنوب شرق تكريت) بالكامل.

وتقوم القوات الامنية حاليا بتمشيط المنطقة بالكامل وبدأت برفع العبوات الناسفة بعدما استطاعت فتح طريق جديد عبر آلياتها تجنبا للعبوات التي زرعها عناصر "داعش" داخل القضاء.

ويقع قضاء الدور على الضفة الشرقية لنهر دجلة وفي الوسط تقريبا بين مدينتي سامراء وتكريت وتبعد عن سامراء شمالا حوالى 30 كلم وعن جنوب تكريت حوالى 25 كلم، وينقسم إلى قسمين شرقي وغربي وكل سكانه من العرب.
&
انهيار دفاعات داعش

وعلى الصعيد نفسه، اعلنت قيادة عمليات بغداد عن انهيار خطوط دفاع داعش شرق ناحية الكرمة في محافظة الانبار حيث اكد الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن أن القطعات العسكرية اصبحت على مشارف مدينة الكرمة.

وكانت عملية أمنية واسعة قد انطلقت في محافظة الانبار (110 كلم غرب بغداد) اليوم باسم "كسر العظم" لتطهير مناطق المحافظة من عناصر تنظيم "داعش" حيث هاجمت القوات الامنية معززة بأبناء العشائر والقوة الجوية تجمعات ومواقع التنظيم في الكرمة شمال شرق الفلوجة ومنطقتي الفلاحات غرب الفلوجة والحوز جنوب الرمادي.

وقد وجهت قوة من الاستخبارات العسكرية ضربات صاروخية مؤثرة الى مواقع "داعش" في قاطع الكرمة وناحية الكرمة احدى مدن الانبار شمال شرق مدينة الفلوجة وتسكنها عشائر الحلابسة والفلاحات والجميلة والبو خليفة والبوشهاب، وهي مدينة كبيرة واسعة المساحة يبلغ عدد سكانها 266 ألف نسمة واقتصادها زراعي خالص وتبعد عن الفلوجة زهاء 16 كيلومترا.

تبلغ مساحة الكرمة 1000 كيلومتر مربع وتنقسم إلى حضر وريف وهي أكبر مدينة ريفية في محافظة الأنبار كلها.

وقد لعبت الكرمة دورًا كبيرًا في ضرب الخطوط الخلفية للقوات الأميركية أثناء الحصار السابق لمدينة الفلوجة بين عامي 2005 و2007 حيث اعتبرت المدينةَ الأكثر عنفاً في العراق ضد القوات الأميركية.

داعش: عمليات تكريت فشلت

وصف خطيب تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العملية بالفاشلة معتبرا مشاركة القوات الايرانية في معارك صلاح الدين حربًا بين السنة والشيعة.

وقال ابو سعد الانصاري في خطبة الجمعة التي اقيمت في جامع "ذو النورين" شرق الموصل وبحضور نحو 500 مصلًّ ان "مدن محافظة صلاح الدين اصبحت مقبرة جماعية لجثث الجنود الصفويين والايرانيين بعد تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم".

واضاف أن "رئيس الحكومة الصفوية حيدر العبادي وقاسم سليماني اعلنا مسبقا بأن معركة تكريت لم تستغرق سوى ساعات". موضحا أن "ضواحي تكريت تشهد على جثث المرتدين"، متوعدا باستعادة بقية المدن الخاضعة لسيطرة الدولة العراقية.

ونقل مراسل شبكة "رووداو" الاعلامية الكردية الذي حضر خطبة الجمعة عن الانصاري قوله "ان ولاية نينوى سوف لن تخضع للحكومة الصفوية التي تحلم بدخول الموصل مجددا".

ومن ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الاميركية حول المعارك الجارية في غرب العراق إن المعركة في تكريت هي معركة العراق الخاصة وهو من يقودها وقالت إن الجيش الأميركي لم يقدم أي دعم عسكري لهذه المعركة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف خلال مؤتمر صحافي الجمعة حول تواجد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الخطوط الأمامية لعمليات تحرير تكريت وإمكانية أن يساهم ذلك في ازدياد حدة "التوتر الطائفي" في العراق وموقف الولايات المتحدة من هذا التطور،إن "واشنطن تراقب ما يجري الآن ونحن نعي تاريخ النفوذ الإيراني في العراق منذ سنوات عديدة وسنتابع ما يحدث هناك".

وأشارت إلى أن "المعركة الحاصلة الآن في تكريت هي معركة عراقية مؤلفة من قوات عراقية وميليشيات وقوات عشائرية".

وقالت ان الدور الاميركي في العراق هو العمل مع القوات الأمنية العراقية مشددة على أن التدخل الإيراني سيؤدي إلى زيادة حدة التوترات الطائفية.

واضافت ان "الهدف المتحقق هو أن العراقيين هم من يقودون العمليات العسكرية الآن وان الدور الذي تلعبه واشنطن هو تقديم الإسناد أينما يمكن، وقالت ان المعركة ضد "داعش" ستشكل تحديا كبيرا وستستغرق وقتا طويلا.

ومنذ الاول من الشهر الحالي أعلنت القوات العراقية بدء عملية عسكرية واسعة في محافظة صلاح الدين بإسناد مقاتلي العشائر السنية في المحافظة وكذلك الحشد الشعبي لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة الاسلامية ونجحت في التقدم في عدد من المناطق.

وكان التنظيم سيطر في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق قبل أن يوسّع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق البلاد.