اهتمت وسائل الاعلام الإيرانية بزيارة وفد حوثي كبير لطهران، ونقلت الكثير من تصريحاتهم المُعجبة بقوة إيران ونفوذها في اليمن والاقليم، وطالب الوفد الحوثي بتدريس اللغة الفارسية في اليمن.


إسماعيل دبارة: زار وفد من جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، بداية الشهر الجاري، إيران، وطالب الوفد بفتح "کلیة لقسم الأدب الفارسي ونوادٍ ثقافیة إیرانیة في الیمن". وهو ما اعتبره مراقبون دعوة للجمهورية الاسلامية لمزيد من التغلغل في العمق اليمني.

وزار وفد يمثل جماعة الحوثي طهران لمدة 4 أيام لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، واهتمت صحافة إيران التي تدعم الانقلاب الحوثي، بالزيارة، واعتبرت الوفد الحوثي "وفدا حكوميا رسميا"، رغم عدم اعتراف العالم بالانقلاب الحوثي.

وقال محمد عبد السلام وهو أحد أبرز أعضاء الوفد الذي توجه إلى طهران إنّ الوفد الحكومي (الحوثي) وصل طهران وسط استقبال رسمي رفيع، مضيفاً أن ممثلي الوزارات ذهبوا للقاء نظرائهم من الجانب الإيراني.

الانفتاح على إيران

وكشف عبد السلام عن أهداف الزيارة في اتصال هاتفي مع قناة "المسيرة" اليمنية المحسوبة على جماعة الحوثي التي نفذت انقلابا في اليمن وسيطرت على العاصمة صنعاء.

قال: إن الزيارة تهدف إلى التحرك الشامل مع مختلف الأطراف الدولية لما فيه مصلحة الوطن وإيجاد شراكة مبنية على أساس الاحترام المتبادل".

أضاف: "الزيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحسين علاقات البلد مع دول العالم"، مشيراً الى أن اليمن "لا يحتاج لإذن مسبق من هنا أو هناك مقابل موقف سياسي أو زيارة أو ما شابه ذلك، موضحاً أن العملية الاقتصادية والتبادل التجاري تهم كل الأطراف".

وكشف عبد السلام ايضا عن زيارات حكومية مرتقبة ستذهب قريباً إلى دول أخرى منها الصين وروسيا، موضحاً أن هدف هذه الزيارات هي خدمة الشعب اليمني بالدرجة الأولى، على أساس أن لا تظل الورقة الاقتصادية وسيلة للإبتزاز والارتهان والضغط السياسي.

وحول توقيت الزيارة قال محمد عبد السلام: إن التوقيت جاء متأخراً، وإنه كان من المفترض على الحكومات المتعاقبة على البلد أن تكون قد "فتحت سياستها الإقتصادية على كل الأطراف في العالم، حتى لا تظل رهينة لتُهدد في أمنها واستقرارها ولقمة عيشها".

وأكد أن اليمن يهدف لأن يكون نشاطه الإقتصادي مع مختلف الدول في العالم، لما فيه مصلحة البلد مشيراً الى أنهم يحترمون جميع الدول، خصوصاً الدول التي تحترم الشعب اليمني وتحترم أمنه واقتصاده ولا تتدخل في شؤونه السياسية أو تحاول ابتزازه.

وأشار عبد السلام إلى أن الإتفاقية الجوية التي وقعت في العام 1997 تم ايقافها بقرار سياسي جاء من الخارج، بأن لا تكون هناك علاقات متبادلة مع ايران، وقال: ولهذا نعتقد أن القرار السياسي كان يؤثر في الوضع الاقتصادي.

تدريس الفارسية

زار الوفد الحوثي مقرّ جريدة (الوفاق) الايرانية، وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني إنّ أحد أعضاء الوفد اقترح "فتح كلية لقسم الأدب الفارسي في بلاده"، مشيراً الى "تأثر اليمن طوال التاريخ بالثقافة الإيرانية"، ودعا "لمواجهة الهجمة الإعلامية والثقافية التي تسعى إلى تشويه صورة ايران".

وقالت (الوفاق) إنّ الوفد اليمني ضم أساتذة جامعات وعلماء واعلاميين وتجارا ووجهاء من المجتمع اليمني، حاولوا "التعرف عن كثب على نشاطات الصحيفة ودورها في تعزيز العلاقات بين ايران والدول الإسلامية والعربية".

وأشاد أعضاء الوفد الحوثي بما تقوم به هذه الصحيفة في هذا المجال "لاسيما وقوفها الى جانب ثورة الشعب اليمني"، في اشارة إلى استيلاء جماعة عبد الملك الحوثي على العاصمة صنعاء بقوة السلاح.

ونقلت الصحيفة الايرانية عن أحد أعضاء الوفد قوله: "كنّا نتمنى أن نزور ايران منذ 36 عاماً، فالنهضة التي شاهدناها في ايران تبعث على فخر وعزة للعالم الإسلامي".

وقال عضو آخر: "نحن نعتز بأننا في ايران العزة والشموخ والثورة والمقاومة ونحن ايرانيو الدماء في المقاومة"، وأضاف: "رأينا ايران مقتدرة وقد كسرت الحصار عليها، مقوماتها أكبر من قيادة الشرق الأوسط".
فيما صرّح عضو آخر من الوفد ان بإمكان ايران "مساعدة اليمن في الشؤون الخدمية مثل حل مشكلة الكهرباء والماء".

وقال عضو آخر في الوفد الحوثي: "رأينا ايران وهي تحظى ببنى تحتية قوية واكتفاء ذاتي واقتصاد قوي ما غيّر نظرتنا، ونحن في اليمن دولة غير محاصرة لكننا لا نمتلك المقومات التي تمتلكها ايران"، واضاف: "الاقتصاد الايراني من أفضل الاقتصادات في العالم وايران ليست محاصرة بل هي التي تحاصر العالم والإستكبار الصهيوني، وقد صمدت في الجانب الاقتصادي وحققت انجازات كبيرة في هذا المجال".

والخمیس الماضي، وصلت ثاني طائرة إيرانية إلی مطار صنعاء الدولي في إطار دعم طهران لجماعة الحوثي المصحارة خليجيا وعربيا ودوليا.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أكد أن "الاتفاق الذي وقع السبت الماضي، بين إيران والحوثيين على تسيير رحلات بين البلدين باطل وغير قانوني".

وأوضح الرئيس هادي أن إيران والحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح "عملوا على احتلال صنعاء وإفشال المبادرة الخليجية".

يذكر أن وفدا من الحوثيين مكوناً من 15 شخصا زار طهران لبحث تعزيز العلاقات بين الطرفين، برئاسة ما يسمى المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" الحوثية، صالح الصماد.