بدأ العد العكسي لتطبيق الخطة الأمنيّة في الضاحيّة الجنوبية لبيروت، وهي خطة بحسب الكثيرين تراعي القيادات والزعماء الموجودين في المنطقة، فهل يُكتب لتلك الخطة النجاح؟.

بيروت: يشير أكثر من مصدر أمني وسياسي إلى أن استعدادات الخطة الأمنيّة التي ستطبق في الضاحية الجنوبيّة لبيروت أصبحت جاهزة، ويؤكد النائب جمال الجرّاح (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن نسبة نجاح الخطة الأمنيّة المتوقعة في الضاحية الجنوبيّة تعتمد على نتائجها، "لا نستطيع التكهّن سلفًا بخطة أمنيّة في منطقة بقيت لسنوات طويلة خارج سلطة الدولة، وخارج أي سيطرة لمؤسسات الدولة عليها، لكن بالمبدأ تبقى خطوة جيّدة نتمنى نجاحها، ونعرف أن أهالي الضاحيّة الجنوبيّة أصبحوا يعانون معاناة شديدة من التفلّت الأمني والتسيّب، وانتشار عصابات على امتداد الضاحيّة، والجميع يجب أن يقفوا وراء الخطة الأمنيّة في الضاحية، وأن تكون محاولة مشجّعة ومدعومة لإعادة سيطرة الدولة الكاملة على الضاحيّة الجنوبيّة، وهناك مؤشّرات إيجابيّة يجب متابعتها ودعمها لتوفير سبل النجاح لها.

أما النائب السابق والوزير السابق بشارة مرهج ( 8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن الخطة الأمنيّة في الضاحية الجنوبية ستنجح لأنها تشكّل رغبة جميع الأطراف الموجودة في الضاحية، كما هي رغبة الدولة اللبنانيّة، موضوع الضاحية يؤخذ دائمًا مطعنًا ضد سياسة الحكومة، وهذه الخطة تزيل الكثير من الثغرات.

إختلافها عن الخطط الأمنيّة

كيف تختلف الخطة الأمنيّة في الضاحية عن سائر الخطط الأمنيّة التي جرت سابقًا؟ يجيب الجرّاح هذه المنطقة كانت خارج سلطة الدولة، وأصبح هناك نمط من الحياة فيها مختلفًا عن سائر المناطق اللبنانيّة، واليوم نحن امام مرحلة جديدة، وهناك تشوّق من أهالي الضاحيّة وحتى من الأحزاب الموجودة فيها أن يكون هناك وجود للدولة ومؤسساتها وللجيش اللبناني والقوى الأمنيّة.

ويلفت مرهج إلى أن الخطة الأمنيّة في الضاحية ستراعي الزعماء والقيادات الموجودين فيها.

مناطق أخرى

أي مناطق بعد الضاحيّة الجنوبيّة تحتاج أيضًا إلى تطبيق الخطط الأمنيّة فيها؟ يقول الجرّاح إن لبنان بحاجة إلى استراتيجيّة أمنية شاملة على كامل الأراضي اللبنانيّة بدءًا من الشمال الذي يعايش قصفًا سوريًا على البلدات والقرى الشماليّة في منطقة عكار، ويؤدي إلى سقوط ضحايا، ويمرّ الأمر وكأن شيئًا لم يكن.

وكذلك وجود الجماعات "الإرهابية" في وجه الجيش اللبناني، يحتاج إلى الإعداد له بشكل صحيح، وفي البقاع الغربي والأوسط هناك توزيع سلاح بشكل مكثّف تحت ما يسمى بسرايا المقاومة، لخلق المشاكل وعدم الاستقرار في المنطقة.

كل هذه الأمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وكذلك بيروت يحتاج وضعها الأمني أن يحصّن.

ويلفت الجرّاح إلى أن غالبية اللبنانييّن متشوّقون للأمن والإستقرار ولسلطة الدولة، وهي فرصة أمام الدولة لتثبت صدقيّتها في فرض وجودها وتطبيق القانون على الجميع من دون تمييز، كي تستعيد هيبتها في كل المناطق اللبنانيّة.

ويشير الجرّاح إلى أن بعض الخطط الأمنيّة السابقة كانت تعطّل مع وجود قوى الأمر الواقع.

بدوره يؤكد مرهج أن هناك مناطق أخرى تحتاج إلى خطط أمنيّة منها صيدا وغيرها من المناطق، وموضوع المخيّمات يحتاج إلى خطة أمنيّة خاصة فيه.

ويشير مرهج إلى أن الخطط الأمنيّة تعيد القوة للسلطة اللبنانيّة وتدعو للانفتاح بين الناس وتعيدهم إلى كنف الدولة، وعدم البحث عن ملاذ آخر، سواء ميليشياوي أو غيره، وكلما الدولة عززت دورها وحققت مطالب المواطن، كلما انحسرت الفوضى وإمكانيّة الأعمال المتطرّفة.

ويؤكد مرهج أنه ثبت بأن الأماكن المغلقة أمنيًا ضررها يشمل الجميع. كما يلفت مرهج إلى أن الخطة الأمنيّة التي جرت في طرابلس كانت ناجحة بنسبة كبيرة مع تأمين الغطاء السياسي والشعبي لها، مع انعزال البؤر المسلّحة.
&